لابد أن نعلم أننا لن نتخلص بسهولة من آثار الجريمة التى ارتكبها خوارج داعش بحق النصارى المصريين، ولا شك أن الضربة القاصمة التى قام بها جُند مصر البواسل لحصون التكفيريين قد خففت قليلاً من وطأة الحدث.. ولكن للأمر بالنسبة لى بُعداً أكبر لا تعالجه عملية الثأر. وتتركز قسوة الأمر على نفسى فى أن تلك الجريمة تمت بزعم نُصرة الدين وإقامة دولة الإسلام، وردها مرتكبوها –كذباً وزوراً- إلى تعاليم الدين الإسلامى وآراء الأئمة الأعلام رغم أن تعاليم هؤلاء الأئمة –وعلى رأسهم ابن تيمية- تُسقط داعش وتكفيرياتها من الأساس.. لكنها القراءة الانتقائية، والقاعدة الفاسدة التى يتبعها هؤلاء والتى تتلخص فى عبارة "اعتقد ثم استدل" التى تجعلهم يكذبون باسم الدين لكى يُفسدوا فى الأرض. والكارثة الكبرى أن تجد من يدافعون عن تلك الجريمة ويزعمون أنها خطوة فى طريق إقامة "الدولة الإسلامية"، وقد ابتُليت هذا الأسبوع بمواجهة أكثر من شخص ممن صدّقوا كذب "الداعشيين" ووالله الذى لا إله إلا هو ما صدّقوها إلا لأغراض فى نفوسهم ولهوى يعصف بقلوبهم، وأنهم لو تحلوا للحظة واحدة بالصدق والتجرد لله رب العالمين لما صدّقوا كلمة مما يروج له هؤلاء التكفيريين. وأقول لمن دافعوا عن هؤلاء القتلة –وعلى رأسهم التكفيرى الأكبر وجدى غنيم- إنكم ما دافعتم عنهم إلا لجهلكم بدينكم الذى تدعون أنكم تنصرونه، فهؤلاء الذين سعدتم بذبحهم مُعاهدون ومُستأمنون، والمُستأمن يحرم سفك دمه، وقد ورد الوعيد الشديد في ذلك، فقد روى البخارى في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النَّبى صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإنَّ ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً)، أورده البخاري هكذا في كتاب الجزية، "باب إثم مَن قتل معاهداً بغير جُرم"، وأورده في كتاب الديات، في "باب إثم من قتل ذمِّيًّا بغير جُرم"، قال الحافظ في الفتح: "كذا ترجم بالذمِّيِّ، وأورد الخبر في المعاهد، وترجم في الجزية بلفظ: (مَن قتل معاهداً)، كما هو ظاهر الخبر، والمراد به مَن له عهدٌ مع المسلمين سواء كان بعقد جزية أو هُدنة من سلطان أو أمان من مسلم". ورواه النسائي بلفظ: (مَن قتل قتيلاً من أهل الذِّمَّة لم يجد ريح الجنَّة، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً)، وروى أيضاً بإسناد صحيح: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قتل رجلاً من أهل الذِّمَّة لم يجد ريح الجنَّة، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً). أبعد هذا الكلام أى كلام؟ّ!! رسالة أخيرة لمن يدّعون أنه لا خوارج فى زماننا هذا، أقول لهم: لو كان الجهل رجلاً لقتلته. لمزيد من مقالات عماد عبد الراضى