أكد محمد عمرو وزير الخارجية أن التعاون بين مصر والسودان لازال به الكثير من المجالات التى يمكن استغلالها لتحقيق طموحات الشعبين والوصول إلى الاستفادة القصوى من إمكانيات البلدين. جاء ذلك خلال استقبال عمرو اليوم للسيد صلاح الدين ونسى وزير الدولة للشئون الخارجية السودانى. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الوزير قد أكد خلال المقابلة انفتاح مصر تماما على تعزيز التعاون مع السودان الشقيق ومده إلى مجالات جديدة ، وخاصة مع قرب اكتمال الربط البرى بين البلدين لأول مرة ، بما سينعكس إيجابيا ولا شك على حركة التبادل التجارى والاقتصادى بين الشعبين. كما أشار وزير الخارجية إلى اهتمام مصر باستكشاف إمكانيات التعاون الثلاثى بين مصر والسودان وليبيا من خلال المزج بين موارد الدول الثلاث البشرية والطبيعية والاقتصادية ، بما فيها فائدة شعوبها جميعها ، وذلك فى إطار ما يعرف بالمثلث الذهبى ، مؤكدا ضرورة نقل التعاون الثلاثى من مرحلة الأمانى والآمال إلى أرض الواقع من خلال مشروعات عملية محددة يشعر المواطن بفائدة ملموسة من ورائها. وأضاف رشدى أن الوزيرين بحثا أيضا تطورات إقامة مزارع مشتركة على مساحات كبيرة فى السودان بهدف تحقيق الأمن الغذائى للشعبين ، وكذلك التعاون بين البلدين فى مجال استيراد مصر للحوم السودانية ، حيث تم مؤخرا الاتفاق على استيراد 50 ألف رأس من الماشية بالإضافة إلى اللحوم المجمدة ، علما بأنه يجرى تباعا الكشف على تلك الماشية قبل وبعد وصولها إلى مصر للتأكد من سلامتها. وصرح وزير الدولة السودانى عقب اللقاء بأنه تم بحث التطورات فى السودان مشيرا الى أنه قدم للوزير محمد عمرو تقريرا كاملا عن السودان والتطورات فيه من خلال الحكومة الجديدة التى تم تشكيلها مؤخرا ومن خلال سير اتفاقية السلام والعلاقة مع جنوب السودان وكذلك الاستقرار الذى تم فى دارفور من خلال مشاركة مصر بصفة أساسية فى قوة يوناميد والمؤشرات الايجابية لتنفيذ اتفاقية الدوحة والتطورات التى تمت فى الولايات الخمس فى دارفور والعمل الكبير الذى قامت به الحكومة.. كما تشاورنا حول سير العلاقات الثنائية بين البلدين وأعربنا عن رضانا التام لهذه العلاقة المتميزة بين البلدين فى المجالات كافة اقتصادية وزراعية والثورة الحيوانية والمجالات التجارية وسير اتفاقية الحريات الأربع التى تواجه بعض الصعوبات وكيفية علاجها فى اطار اخوى صادق وكذلك كيفية دعم العلاقات لكى تكون أكثر تميزا وحل بعض القضايا التى تعكر صفو العلاقة وان كانت أشياء بسيطة كلها . وأضاف أنه تم الاتفاق حول الرؤى حول ما يدور فى الساحة العربية ودور مصر الأصيل فى الوقوف ومساندة السودان .. وحول ملف النفط فى جنوب السودان أشار الى أنه تم التطرق مع وزير الخارجية محمد عمرو الى سير تنفيذ الاتفاقية خاصة قضايا النفط .. وهناك وفد فى أديس أبابا فى اللجنة التى يرأسها الرئيس تابو مبيكى .. وقال ان توجهنا الاستراتيجى الآن بالنسبة لنا لحل كافة القضايا العالقة مع الجنوب بواسطة الحوار والطرق السلمية ولدينا مفاوضون يسيرون فى هذا الاتجاه مشيرا الى أن قضايا النفط بالذات من القضايا التى تحتاج الى حوار .. ولدينا التزام بكافة القرارات التى تم اتخاذها وكان آخرها قرار اللجنة الرباعية ما بين السودان واثيوبيا وكينيا وحكومة الجنوب.. ولكن كلهم اتفقوا وكان هناك رفض من جانب الجنوب للاتفاق .. وسنواصل الحوار . وحول ما اذا كان الرئيس عمر البشير ينوى حضور القمة العربية القادمة بالعراق قال انه تم دعوة الحكومة .. حيث قام مندوب بتسليم رسالة للرئيس البشير .. وقال ان الرئيس البشير أبدى استعداده للمشاركة وفق ظروفه .. وسيتم اصدار بيان رسمى حول هذا الموضوع فى حينه .. ولكن الرئيس بصورة عامة موافق على المشاركة فى القمة . وحول الاتهامات الموجهة من جنوب السودان للخرطوم بأنها تبتزه فى موضوع النفط قال اننا نترك التعليق للجنة الوسطاء لأن الوسطاء قاموا بمجموعة من المحاولات لتقريب وجهات النظر فى المرحلة الأخيرة برغم أن الاتفاق لم يكن مجديا لحكومة السودان .. الا أنه وقع عليه ولكن رفض الطرف الآخر التوقيع .. وقام بادخال بعض التعقيدات التى ليس لها علاقة بالتفاوض مثل الحدود وابييه وغيرها .. مما يدلل على أنهم لم يكونوا حريصين على التوصل لاتفاق .. وحول اتفاقية الحريات الأربع أشار الوزير السودانى الى أن هناك بعض البنود غير المطبقة ونسعى لتذليل العقبات . وحول اشاراته بوجود بعض قضايا بسيطة بين مصر والسودان قال ان هناك بعض المسائل التى تحتاج الى تطوير العلاقات حولها وتعاون أكبر بشأنها. وحول ما الذى ستطلبه السودان من القمة العربية المقبلة قال انه تم نقاش أساسى بشأن كيفية دعم التنمية فى السودان .. وهناك بعض الالتزامات العربية لتنمية المناطق التى تأثرت بالحرب ولكن الدول العربية تعمل الآن بصورة جادة وهناك التزامات سابقة وقد تم تحقيقها ولديهم دور ايجابى فى موضوعات التنمية واعمار السودان ..