الأم كلمة صغيرة وحروفها قليلة ولكنها تحتوى على اكبر معاني الحب والعطاء والحنان والتضحية،هي الصدر الحنون، هي العطاء بدون حساب ولا تنتظر المقابل ، هي شريان الحياة ، الأم تعيش من اجل أبناءها ، من اجل حلمها إن تنجب أولاد يكونوا ذخر لها في كبرها ، أولاد تفرح بيهما تزفهم إلى حياتهم الجديدة بعد إن ينتهي جزء من دورها في تنشاتهم حتى يصلوا إلى بر الأمان . لكن يبدو أن هناك أقدار تحول هذه الأحلام الوردية إلى كوابيس ، تجد إلام كل أمالها وأحلامها تنهار أمام عينيها. ينفطر قلبها من الحزن والألم ، فابنها مات ، مات شهيد جراء الغدر والخسة والندلة ، مات على أيدي مجموعه من أبناء وطنه ، مات بدم بارد ،، مات وهو يدافع عن أرضه ، عن وطنه ، مات فداء لوطنه الغالي الذي تربى على حبه والتضحية من اجله، مات علشان يعيش الآخرون ........ لكن ما ذنب كل أم ترى فلذة كبدها يموت على حياة عينيها، تحزن عمرها كله على جزء غالى وقطعة منها ذهبت دون عودة، فهي الأم التي حملته في تسعة أشهر، تحملت عناء الولادة وسهر الليالي والتربية، تقضى الليل والنهار في رعاية أبناءها والدعاء لهم بالصحة والعافية، تأمل أن ترى قرة عينيها عريسا تزفه إلي حياتها الجديدة وتفرح بأحفادها، تحلم تتخيل ولكنها لا تدرى أن هناك من يدبر وينسج خيوطه ليقطف زهرتها قبل الأوان ويفشل حلمها بعد سنوات من الحلم والأمل،السعادة والفرح، تأتى اليد الغادرة لتدهس الزهرة التي راعتها بكل حب وحنان، بكل صبر وجلد، يكل جهد وشقاء حتى تصل بيهم إلى بر الأمان. إرهاب غادر أثما،يستمتع. يتلذذ بلحظات القتل، يهلل ويكبر على التفجيرات التي تحدث كأنها ليست في وطنه ولا الذين يموتون أخوات له فى العروبة. تصحو الأم الثكله على الم فراق فلذة كبدها ولملمة أغراضه لانتقاله الي السماء لرب عادل لا يظلم عنده احد وسوف يأخذ حقه ولن يترك من قتلوه فهم يا أم الشهيد للأسف لا يعلمون منزلة الشهيد وجزاءه عند ربه وهى الجنة التي يدخله بدون حساب ولا سابقة عذاب.......فلا تحزني ولا تبكى وتذكري ان ابنك سياتي يوم القيامة وجرحه ينزف دما ولكن رائحته مسك، يشفع لكي ولسبعين من أهله حينئذ ستفخرين به ، ان ابنك شهيد ولو كره المضللون، صحيح ان الم الفراق صعب، لكن ثوابك عند الله كبير، الرؤوف الرحيم الذي لا ينسى عباده الصابرين ً اذا قال تعالى "وبشر الصابرين الذين أذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وان إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" . أقول لكي يا أم الشهيد تجلدي واصبري فأنتي أم البطل . [email protected] لمزيد من مقالات داليا مصطفى سلامة