دعا الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ضرورة المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب واقتلاعها من جذورها ،ليس فقط على مستوى المواجهة العسكرية، بل الفكرية والثقافية والدينية وتطهير هذه العقول الضالة، التى باتت تهدد استقرار المنطقة بأسرها ، وتسيء إلى الإسلام مشددا على ضرورة أن تكون هذه المواجهة الشاملة وفق اتفاقية الدفاع العربى المشترك ،والعمل من خلال استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب ، منوها فى هذا الإطار بالدراسة التى طرحتها الجامعة أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم منتصف الشهر الماضى بشأن صيانة الأمن القومى العربى ومكافحة التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة فى المنطقة. جاء ذلك فى كلمته أمام الاجتماع التشاورى لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الذى عقد أمس برئاسة موريتانيا . وجدد العربى المساندة الكاملة من قبل الجامعة العربية لمصر فى مواجهة الإرهاب المتصاعد. كما وجه الدكتور العربى التعازى للعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى ولحكومة وشعب الأردن وأسرة الشهيد الطيار معاذ الكساسبة ، الذى أعدم حرقا على أيدى تنظيم داعش الارهابى ، مؤكدا وقوف الجامعة العربية إلى جانب الأردن . ونبه العربى إلي ضرورة التحرك الفعال لإيجاد حلول للأزمات المستفحلة فى المنطقة العربية سواء فى سوريا أو اليمن أو ليبيا ،وبحث ما يمكن أن يقدم لمساعدة الدول والشعوب فى المنطقة ، داعيا إلى ضرورة مراجعة الخطاب الدينى ومنظومة التعليم فى جميع مراحلها ،والبحث عن وسائل فعالة للقضاء على ظاهرة الإرهاب ، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تشهد فى هذه المرحلة اضطرابات غير مسبوقة. وقد طالبت مصر على لسان السفير طارق عادل مندوبها الدائم لدى الجامعة، المجتمع الدولى بالتكاتف من أجل محاربة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله والعمل على استئصال جذوره ، فضلا عن مواجهة الفكر المتطرف الذى يقف وراءه ، مشددا على أهمية أن يصدر عن القمة العربية المقبلة التى تستضيفها مصر نهاية الشهر المقبل ، ما يؤكد للشعوب العربية وشعوب العالم العزم على اتخاذ إجراءات جماعية فعالة ضد خطر الإرهاب ، مجددا دعوة مصر إلى بذل الجهود لتسريع عقد اجتماع مشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب لمناقشة ظاهرة الإرهاب والخروج بتصورات عملية واضحة تكفل مجابهتها . ونوه طارق بما تضمنه خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخير فى الأزهر الشريف وخاصة الدعوة لتجديد الخطاب الدينى وعرض حقائق الأمور بالنسبة للدين الإسلامى الذى يمثل السماحة والسلام وأهمية تصحيح الصورة الخاطئة التى يحاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامى الحنيف ،وضرورة تعزيز الجهود الدولية لتصويب المفاهيم وتأكيد المعانى السامية التى نزلت بها الأديان السماوية والتى تؤكد ترابط العلاقات الإنسانية بين الأمم والشعوب، ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي. وأكد السفير طارق إدانة مصر بأقسى وأشد العبارات جريمة قتل الطيار الأردنى الشهيد معاذ الكساسبة على أيدى تنظيم داعش. ومن جهته أكد بشر الخصاونة سفير الأردنبالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة أن الجريمة النكراء التى اقترفتها عصابة داعش الإرهابية بحق الكساسبة، لن تفت عضد الأردن وتصميمه على خوض الحرب ضد الإرهاب.
.. والسفراءالعرب فى مصر يتحدون لمواجهة الإرهاب كتب - باسل يسري: عبر سفراء الدول العربية الشقيقة والمعتمدون فى القاهرة عن عميق تقديرهم لمصر وما تقوم به من جهود لمكافحة التطرف والعنف عبر الأزهر الشريف وغيره من مؤسسات الدولة، كما نقلوا تعازيهم لمصر حكومة وشعباً فى ضحايا العمليات الإرهابية الأخيرة، مؤكدين دعم بلادهم لمصر فى كل ما تتخذه من إجراءات لضمان أمنها وسلامة مواطنيها. جاء ذلك خلال جلسة الإحاطة التى عقدها مساعد وزير الخارجية للشئون العربية السفير عبدالرحمن صلاح للسفراء فى ديوان عام وزارة الخارجية بهدف توضيح آخر تطورات الوضع الأمنى فى مصر، ومستجدات الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب، وقد حضر اللقاء الوزير المفوض كريم حجاج مدير وحدة مكافحة الإرهاب، حيث تم إبراز العمليات الإرهابية الأخيرة التى تعرضت لها مصر إبان الذكرى الرابعة لثورة يناير المجيدة، والتى اشتملت على مهاجمة قوات الجيش والشرطة واستهداف المرافق الحيوية للدولة، فضلاً عن تطورات الوضع الأمنى فى سيناء، فى ظل تكرار عمليات استهداف جنود قواتنا المسلحة فى سيناء، وحث مساعد وزير الخارجية خلال جلسة الإحاطة ممثلى وسفراء الدول العربية على إبراز دعمها لمصر فى حربها ضد الإرهاب، والامتناع عن استضافة أو استقبال أو دعم أى من ممثلى وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، فضلاً عن زيادة حجم التنسيق بين الدول العربية فى مجال تبادل المعلومات الخاصة بالإرهاب ومصادر تسليحه وتمويله، كما دعا إلى تفعيل الاتفاقيات العربية التى تتناول ظاهرة الإرهاب بشتى صورها. وأشار مساعد وزير الخارجية المصرى إلى أهمية أن يصدر عن القمة العربية التى سوف تستضيفها مصر فى شهر مارس المقبل ما يؤكد لشعوبنا وشعوب العالم أجمع عزم العرب على اتخاذ إجراءات جماعية فعالة ضد خطر الإرهاب، كما دعا ممثلى وسفراء الدول العربية إلى بذل جهودهم لتسريع عقد اجتماع مشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب لمناقشة ظاهرة الإرهاب ،والخروج بتصورات عملية واضحة تكفل مجابهة الظاهرة. كما قدم الوزير المفوض كريم حجاج عرضاً مفصلاً بالوسائط الإعلامية والإحصاءات للعمليات الإرهابية التى تعرضت لها مصر خلال الفترة الأخيرة، وتناول الحقائق التى تثبت تورط جماعة الإخوان فى العنف والتحريض عليه، مدللاً على ذلك بالبيانات الصادرة عن التنظيم فضلاً عن المعلومات المتوافرة لدى الأجهزة المصرية المعنية.