بعض المرضى لا يدرك أن الصداع الخفيف قد ينم عن وجود ورم بالمخ، لأن هناك مفهوما خاطئا هو أن ورم المخ يسبب صداعا شديدا، وهذا غير حقيقى، مما يترتب على ذلك إهمال المريض لهذا الصداع البسيط، بينما يتنامى داخل المخ. د. أسامة الغنام أستاذ جراحة المخ والأعصاب وعميد كليه الطب بجامعة الأزهر سابقا يؤكد أن أورام المخ تنقسم إلى أورام حميدة وخبيثة، وأن الأخيرة تكون من المنشأ الأصلى من داخل المخ أو أورام خبيثة ثانوية أتت من خارج المخ كأورام الثدى أو الكلى أو الرئتين.. إلخ. ويضيف أنه كلما كان تشخيص الأورام مبكرا كانت النتائج حسنة، وكلما اهتم المريض بأعراضه، وحضر مبكرا إلى الطبيب، وتمكن الطبيب من استئصال الورم جراحيا بالطريقة التقليدية أو الميكروسكوبية أو عندما يكون الورم صغير الحجم تستخدم تقنيات حديثة أخرى مثل الميكروسكوب الجراحى والمنظار الجراحى، وكذلك العلاج بواسطة جامانايف لكن للأسف ما زالت هناك بمجتمعنا أفكار خاطئة عن أورام المخ، مما يؤدى الى إهمال المريض لأعراضها وتفاقم حالته، وازدياد حجم الورم ومضاعفاته مما يؤدى إلى عدم القدرة على استخدام التقنيات الحديثة فى هذا الورم الكبير. أما إذا كان حجم الورم صغيرا فمن الممكن استخدام الوسائل الحديثة لعلاج الأورام بسهولة ويسر كما يحدث فى أوروبا والدول المتحضرة. ومن أعراض الأورام التى يهملها المريض والمحيطون به من أقاربه وعائلته: كسل المريض، وإهماله لعمله، وشئون بيئته، فيعتبرون هذا علامة لكبر السن والشيخوخة بينما الواقع قد ينم عن وجود ورم بالمخ فى الفص الأمامى أو الغدة النخامية لذا ننصح الجميع بعدم إهمال الأعراض مهما كانت بسيطة، وحتى يتسنى للطبيب التشخيص المبكر. ويوضح د . أسامة الغنام أن التشخيص والتأكد من وجود ورم أصبح يتم بواسطة الرنين المغناطيسي الذى يمكن أن يؤكد أو ينفى وجود الورم، وكذلك يثبت علاقة الورم بالأنسجة المحيطة به، كما يمكن تحديد نوعية الورم سواء كان حميدا أو خبيثا. ومن التقنيات الحديثة لعلاج أورام المخ استخدام الميكروسكوب أو المنظار الجراحى عن طريق فتحة صغيرة بالجمجمة، على أن يدخل المنظار أو الميكروسكوب الذى يكبر حجم الورم، ويوضح مدى التصاقه أو علاقته بالأنسجة المحيطة، وكذلك استخدام جهاز تفتيت الأورام بالموجات الصوتية فى أثناء هذه الجراحات. أما العلاج بواسطة الجامانايف (سكينة أشعة جاما) التى أدخلت فى مصر عام (2000)، فهي إعطاء جرعة كبيرة من الإشعاع فى وقت واحد، وعندما تدخل فى مدة تتراوح بين نصف ساعة وساعة، تؤدى الى قتل الورم وخلاياه دون المساس بالانسجة المحيطة بالورم ثم يبدأ إضمحلال وتحلل الورم بعد موته، خلال مدة تتراوح من ثلاث إلى إربع سنوات، بعد إجراء العلاج بالجامانايف. ولكن ليس كل اورام المخ يمكن معالجتها بهذا الجهاز، لأنه يجب أن يكون الورم صغيرا لا يزيد حجمه عن ثلاثة إلى خمسة سنتيمترات على الأكثر، ويفضل أن يكون الورم حميدا، ويستحسن استخدام الجهاز فى التمددات الشريانية، كما يمكن استخدامه فى حالات آلام العصب الخامس، وفى حالات الشلل الرعاش، وفى أورام المخ الثانوية الخبيثة المنتشرة فى المخ، كعلاج تحفظى، وليست كشفائى، مما يجعلنا نستنتج أن هذا العلاج يتطلب أن تكون حالة الورم صغيرة، ومبكرة، وليست متأخرة بورم كبير، وهذا يفسر قلة عدد الحالات التى تعالج بالجامانايف، نتيجة كبر حجمها . وفى بعض الأحيان يستخدم العلاج بالجامانايف بعد إجراء الجراحة، وعدم تمكن الجراح من استئصال الورم بالكامل، نظرا لصعوبة التصاق جزء من الورم بالأجزاء الحيوية من المخ. ولا يمكن استخدام الجامانايف فى حالات يكون فيها الورم ضاغطا على العصب البصرى، أو بسبب انسداد فى مجارى السائل النخامى لأن الجامانايف تقتل الورم، ولا تزيله.