أكد جيمس موران، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي إلى مصر أن الاتحاد الأوروبي سيدعم بكل قوة مصر في المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن المراحل الانتقالية في كل الدول تمر بفترة من المشاكل والأعباء حتى تصل إلى الديمقراطية كاملة. وقال السفير في مؤتمر صحفي أمس نحن نتعاون عن قرب مع مصر، كما أن كاثرين أشتون، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن أكدت على أهمية التعاون مع مصر. وقال موران، أننا مستعدون لتقديم أي نوع من الدعم في الانتخابات الرئاسية القادمة في يونيو, ونحن في انتظار أن تقول لنا الحكومة المصرية ما هي نوعية الدعم الذي تريده والجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي قدم الدعم اللوجيستي (أدوات وأوراق وأحبار وأكشاك) في الانتخابات السابقة و مازلنا مستعدون لإرسال مراقبين أوروبيين أو تقديم الخبرة الفنية والمادية في الانتخابات فقط إذا طلبت منا الحكومة المصرية، لكننا لن نفرض على الحكومة المصرية نموذجا، الأمر خاضع تماما لكلمة مصر ومستعدون لما تطلبه الحكومة من مساعدة ". وتطرق موران لموضوع المجتمع المدني وقال نحن نريد أن نفعل كل ما بوسعنا لدعم وتعميق عملية التحول الديمقراطي الأمر الذي يحرص عليه الشعب المصري ويدفع به ونحن نحترم ذلك تماما.. كما أن جميع المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء ال 27 تلتزم بما تريده مصر ونعمل مع الحكومة، مع المجتمع الأكبر، والمجتمع المدني في جميع المجالاتفي كثير من المناطق وفي كافة المجالات، التعليم والصحة إلى النقل والطاقة، إلىالعلوم والتكنولوجيا والتجارة والسياحة والتعاون الثقافي. وأكد رئيس وفد الاتحاد الأوروبي أن التعاون يغطي تقريبا معظم الأنشطة في مصر. وقال أن هناك وثيقة تعاون تبلغ مليار يورو في شكل هبات لتنفيذ مشاريع مع شركاءنا في مصر في كافة المجالات، حصلت مصر منها على 750 مليون يورو في شكل دعم للمشروعات منذ عام 2010 وسوف يتم منح 250 مليونيورو حتى نهاية 2013 ، كما أن لدينا اتفاق الشراكة كالتجارة والاستثمار والسياحة. وأكد أن الإتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري والمستثمر الأجنبي الأكبر في مصر، ومن أوائل المستثمرين الأجانب، كما أن نحو 40% من دخل السياحة يأتي من دول الاتحاد الأوروبي. وقال السفير موران أن لدينا الكثير من المبادرات الجديدة لهذا العام فالاتحاد الأوروبي ومصر ستطلق مبادرة للعلوم والتكنولوجيا في 24 مارس المقبل، مؤكدا أن الابتكار والمعرفة مهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية، والمعرفة اليوم أمر أساسي للغاية و مهم للاستثمارات، و للوظائف في مصر وأوروبا. وقال أن مصر والاتحاد الأوروبي تجمعهم علاقات وتاريخوالمصالح والقيم المشتركة، كما أن مصر تعتبر جار وشريك دائم. وقال موران، أن الاتحاد الأوروبييهنئ جميع الأطراف المعنية في مصر وقبل كل شيء الشعب المصري على انتخاب أول حكومة ديمقراطيا وهي السلطة التشريعية . وقال: "نحننتطلع إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبطبيعة الحال، إلى الانتهاء من وضعالدستور الذي يصلح لهذا الغرض هنا في مصر". ووردا على سؤال للأهرام حول زيارة السفير فور وصوله للسيدة فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي ومقابلة محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة وما إذا كان هناك اتفاقات قد أبرمت في هذا السياق، قال أن الزيارة كانت من قبيل التعارف خاصة أن حزب الحرية والعدالة هو أكبر قوى سياسية موجودة في مصر الآن، وتطلع إلى علاقات تعاون طيبة مع الإخوان وقال أنه متفائل وأنهم أظهروا استعدادا للتعاون ولاستئناف النشاط الذي بدأه الإتحاد الأوروبي مع مصر. وعن المساعدات الأوروبية، قال السفير لنا أنه مدرك تماما أن مصر الآن تحت الكثير من الضغوط ؛ فقال أن الكثير منها نتيجة لأحداثالعام الماضي، بالإضافة لتباطؤ الاقتصاد العالمي،إلا أن الاتحاد الأوروبي يؤيد تأييدا تاما المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي لمساعدة مصر". وأشار موران أن الاتحاد الأوروبي، أقر حزمة مساعدات للمساهمة في دول الربيع العربي يصل مقدارها 500 مليون يورو وسيكون هناك قروض في شكل قروض ميسرة ومنح، إلا أنه لم يحدد بالضبط حصة مصر من هذه المساعدات، وقال: "نحن نفهم ونعرف مدى عمق الأزمة التي تمر بها البلادوتواجهها في الوقت الراهن، وسنقف إلى جانبها". وقال السفير أن الإتحاد سيبدأ محادثات حول الترتيبات لتعزيز اتفاقية التجارة الحرة (DCFTA) والتي يمكن أن تفعل الكثير من أجلحفز مزيد من التجارة وفرص العمل، وهو أمر مهم جدا في هذه الأيام، وقال: "مستعدون لبذل المزيد من الجهد في تمويل التنمية لبلدان الربيع العربي باستخدام جديد لبرامج الاتحاد الأوروبي". وأكد موران بالقول:"نحن نسعى إلى تطوير شراكة ناضجة وعادلة تقوم على أساسالمصالح المشتركة والقيم والمساءلة المتبادلة". وفي أول اتصال مع القادة السياسيين في مصر ومع المجتمع المدني والسلطات الحكومية يقول موران أنه شعر بتفاؤل كبير وقال: "أعتقد انه من الإنصاف الآن أن نقول أننا بحاجة إلى بعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى، وعلى المستوى العالمي، نحن نعلم جميعا أن مصر هي القلب النابض لهذه المنطقة وهى أكبر شريكمساهم في الحكم العالمي في منطقة الشرق الأوسط.. لذلك نحن نتعاون بشكل وثيق مع مصرحول عدد من القضايا هنا في المنطقة في الوقت الراهن. وقال سفير الإتحاد الأوروبي أنه زار مصر عدة مرات في الثمانينيات والتسعينيات وأكد أنه شاهد تغييرا ملحوظا الآن. وأكد السفير على أهمية تقديم الدعم الكامل لحرية الصحافة، وضرب أمثلة كثيرة على هذا الآن في مصر تدل على حرية التعبير.. وقال: "نعتقد أن حرية الصحافة والإعلام ستكون قادرة إلى تغيير المجتمع للأفضل". وبسؤاله عن الوضع الأوروبي في سوريا، قال موران أن كاثرين أشتون، الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي أنها قد تحدثت ليلة أمس مع كوفي عنان، والأمم المتحدة و المبعوث الخاص لسوريا بجامعة الدول العربيةلبحث الأوضاع في سوريا وقال أنها تمنتللسيد عنان النجاح في مهمته الهامة في ظل ظروف صعبة للغاية، وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يقدم دعمه الكامل لمهمته.. وشددت على أن المجتمع الدولي بأسره يقف وراء المبعوث الخاص لقيادة الجهود الدبلوماسية ويدعمه". وعن موقف الإتحاد الأوروبي من إيران وبرنامجها النووي، قال أن كاثرين أشتونطرحت نيابة عن الصين، فرنسا، ألمانيا، وروسيا والمملكة المتحدة، والولايات المتحدةالأمريكية استئناف المحادثات مع إيران بشأن القضية النووية، وجاري الآن تحديد موعد ومكان هذه المحادثات يتم الاتفاق عليها.. وأعربت أشتون عن أملها في الحوار البناء مع إيران ليحقق تقدم حقيقي لأسرة المجتمع الدولي بشأن مخاوفه منالبرنامج النوويالإيراني".