ندد الأزهر الشريف بالعدد الأول من صحيفة «شارلى إبدو» الصادر بعد الحادث المأساوى الذى أدانه العالم الإسلامى أجمع، حيث تعمدت الصحيفة رسم صورة للنبى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو دامع العين، ويحمل لافتة كتب عليها «أنا شارلي». ودعا الأزهر المسلمين فى يوم صدور العدد الجديد إلى «تجاهل هذا العبث الكريه» على اعتبار «أنه يؤجج مشاعر الكراهية». وإذا كان البعض قد قال إن الأزهر لم يكن لديه مبرر قوى للتنديد بالرسوم لأنها لا تحمل إساءة للرسول، ولكنها تعد تعبيرا عن مشاركة الصحيفة فى مصابها الأليم، فهذا يجافى الحقيقة، لأن تجسيد الأنبياء عمل مكروه أصلا، والأسوأ هو تقديمهم للرسول الكريم بصورة منفرة، مما يمثل تحديا لمشاعر المسلمين، وأمام هذه الاستهانة الواضحة نقول لهم إلا رسول الله، ليس فقط لما يمثله لنا الرسول الحبيب كمسلمين، ولكن لأنه النبى الذى أرسله الله رحمة للعالمين. كما أن على الغرب تهدئة روح التعصب المنتشرة لديه ضد المسلمين، ويكفى أنه عاش قرونا طويلة يسيطر على البلاد الإسلامية ويضطهدها استعماريا، ويقتل شعوبها بوحشية، ويستغل ثرواتها، فلا يجوز الآن اضطهاد الإسلام والمسلمين معنويا، واتهامهم جميعا بالإرهاب نتيجة لحوادث فردية، لاتمثل جوهر الإسلام. وعلى الأممالمتحدة، مكافحة الإرهاب والعنف المتبادل بين الحضارات، بإصدار تشريعات تحرم الاعتداء على المقدسات الدينية وانتهاك حرمة الأديان. أما نحن أمة الإسلام، فلا يجب أن ننساق وراء الفخ الذى يُنصب لنا، خاصة أن الرسول الكريم لن تمس مكانته من هذه الأفعال الصبيانية، وعلينا أن نقتدى فى تلك المواقف الصعبة بحبيبنا محمد، الذى عرف عنه الرحمة والتسامح، ومن أقواله «عظموا أنفسكم بالتغافل» وجاء فى قوله تعالى فى سورة القصص آية (55) «وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لانبتغى الجاهلين» وكذلك الآية (63) من سورة الفرقان وتقول «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» صدق الله العظيم. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى