قبل انطلاق المفاوضات التى تجمع أطراف النزاع فى ليبيا أمس فى جنيف، ذكرت الأممالمتحدة أن المحادثات تهدف إلى كسر الجمود السياسى الكامن وراء الأزمة السياسية والأزمة المؤسسية التى اجتاحت البلاد. وتنطلق المفاوضات بمشاركة 23 شخصية ممثلة لمختلف الأطراف، وإن كان من المحتمل غياب أعضاء المؤتمر الوطنى العام المنتهية ولايته عن المشاركة فى الحوار. وقالت الأممالمتحدة، فى بيان لها، إن قرار عقد المفاوضات جاء بعد مشاورات مكثفة لممثل الأمين العام للامم المتحدة ورئيس بعثة المنظمة فى ليبيا برنادينو ليون مع جميع أصحاب المصلحة فى ليبيا، مشيرة إلى أن محادثات أمس ستسترشد بمبادئ ثورة فبراير والقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام الإعلان الدستورى واحترام الشرعية لمؤسسات الدولة (التشريعية والتنفيذية والقضائية) ونبذ الإرهاب، وشددت على أن هذه الجولة الجديدة من الحوار تمثل فرصة مهمة للأطراف الليبية المشاركة فى العملية السياسية لوضع الترتيبات الأمنية اللازمة لتحقيق الوقف الكامل للأعمال العدائية المسلحة والتى تحصد أرواح المدنيين وشردت مئات الآلاف من ديارهم وألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية والاقتصاد فى البلاد، كما تهدف المحادثات إلى تأمين انسحاب تدريجى من كل الجماعات المسلحة من جميع البلدات والمدن الرئيسية بما فى ذلك طرابلس وتمكين الدولة من تأكيد سلطتها على المؤسسات الحكومية والمنشآت الاستراتيجية والمرافق الحيوية الأخرى، وأوضحت الأممالمتحدة أن الحوار هو عملية شاملة وشفافة تقودها المصلحة الوطنية الليبية العليا بما فى ذلك حماية البلاد، وترى البعثة الأممية أن الدعوة مفتوحة لجميع الأطراف الملتزمة بمبدأ ليبيا مستقرة وديمقراطية من خلال الوسائل السلمية، وأشارت إلى أن المهم هو اغتنام الليبيين للفرصة واتخاذ كل مايلزم لتحقيق السلام من خلال الانضمام إلى المحادثات. من جانبه، قال برناردينو ليون مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا إن محادثات جنيف قد تكون آخر فرصة لهذا البلد، مشيرا إلى أن الظروف فى ليبيا مقلقة جدا وأن البلد على حافة الانهيار الأمنى والاقتصادى. كما وجهت فدريكا موجيرينى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن فى الاتحاد الأوروبى نداء ملحا لكل فرقاء الأزمة فى ليبيا للمشاركة فى لقاء جنيف للحوار لحل الأزمة، وقالت إن لقاء جنيف يمثل لقاء الفرصة الأخيرة وعلى الليبيين توظيفه إذا ما أرادوا تجنب انهيار بلادهم ، وأضافت "أشجع الذين أعلنوا مشاركتهم فى الحوار للمضى قدما وبثبات وأدعو الآخرين للحاق بهم دون تردد"، وأكدت أنه " لا يمكن لأى طرف أن يتغيب عن هذه المناسبة، ولا أعتقد أن الحوار الذى سيحمل حلا للأزمة الليبية سيكون ممكنا بعد الآن"، وأضافت "نحن نؤيد الحوار ولكن الليبيين وحدهم يمتلكون القرار"، وشددت على ضرورة التنسيق بين الأممالمتحدة والجامعة العربية. وعلى الصعيد الأمنى، لقى مواطن ليبى مصرعه وأصيب اثنان آخران جراء الاشتباكات الدائرة بمدينة بنغازى بين قوات الجيش الليبى وقوات مجلس شورى ثوار بنغازى، كما لقى جندى بالجيش الليبى مصرعه وأصيب ثمانية آخرون بمحور القرية السياحية. وأسقطت القوات الحكومية أمس الأول طائرة بدون طيار تابعة لميليشيا فجر ليبيا خلال جولة استطلاع للطائرة فى أجواء قاعدة الوطية الواقعة فى أقصى غرب البلاد، حسبما ما أفاد المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الحكومي، وقال العقيد أحمد المسمارى إن "قوات الدفاع الجوى أسقطت طائرة بدون طيار تابعة لميليشيا فجر ليبيا كانت فى مهمة استطلاعية فى أجواء قاعدة الوطية الخاضعة للقوات الحكومية غرب البلاد".