قبل اللقاء الذى جرى بين الرئيسة ديلما روسيف، ونائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، في الأول من يناير، كان وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، قد طلب من نظيره البرازيلي، لويز ألبرتو فيجيريدو، السفر على وجه السرعة إلى واشنطن للبدء في متابعة جدول أعمال زيارة الرئيسة ديلما روسيف للولايات المتحدةالأمريكية . وكما هو معروف، فإن الزيارة التي كان يجب أن تتم في العام الماضي، لكن جرى تعليقها بسبب قضية تجسس الإدارة الأمريكية على الرئيسة البرازيلية والتى أحدثت شرخا كبيراً فى العلاقات بين البلدين. فيجيريدو وزير خارجية البرازيلى السابق، لم يرد على رسالة كيري لأنه لم يعرف ما إذا كان سيبقى في منصبه أم لا، ولكن الاقتراح لا يزال ساري المفعول أمام الوزير الجديد، ماورو فييرا. وعلاوة على ذلك، فإن ملامح هذه الزيارة بدأت في اخذ خطوطها العريضة في الاجتماع بين روسيف وبايدن على هامش حفل تنصيب الرئيسة البرازيلية. روسيف كانت واضحة خلال لقائها جون بايدن، حيث قالت إنها لا تريد أن تكون زيارتها إلى واشنطن زيارة أصحاب "رابطة العنق السوداء"، أى زيارة شكلية فقط، ولكنها تريدها زيارة جوهرية يتم فيها الإتفاق على أسس ثابتة فى مجالات التعاون بين البلدين، وهذا ما أوضحته لبايدن. التقط نائب رئيس الولاياتالمتحدة الموضوع وقال إن بلاده لديها وضوح تام بجدول الاعمال الذي ترغب به وتأمل بتطويره مع البرازيل، وإن ما ينقصهم هو جدول الأعمال البرازيلي الذي تريده السيدة روسيف رئيسة الجمهورية بما ينقل العلاقة بين البلدين إلى مستو آخر وأعلى، وهذا ما أعربت عنه الرئيسة البرازيلية لبايدن. تدرك الرئيسة البرازيلية أن الأوضاع فى بلادها لا تحتمل زيارات المجاملة وإنما تحديد جدول أعمال وأجندة واضحة تحقق الأهداف المرجوة . قبل فضيحة التجسس، كانت العلاقات بين البرازيلوالولاياتالمتحدة في أفضل أوقاتها منذ أي وقت مضى. وبالتالي فإن الصعود خطوة للامام يتطلب من الولاياتالمتحدةالأمريكية إثبات ليس حسن النوايا فقط، وإنما وضوح الرؤية فى العلاقات السياسية والاقتصادية. اللقاء بين الطرفين تم التأكيد خلاله على أن التعاون يجب أن يكون أكثر ديناميكية بكثير، حيث سلطت ديلما الضوء على محور التبادل التجارى، وذكرته بأن بلاده الولاياتالمتحدة قد اخلت موقعها لصالح الصين التي تربعت على مقعد المركز الأول في التجارة مع البرازيل. وركزت ديلما روسيف فى حوارها مع نائب الرئيس الأمريكى أيضا على التعاون فى مجال قطاع الدفاع، ليشمل مكافحة الجريمة المنظمة، الذي يغذي الاتجار بالمخدرات في المقام الأول. بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الدفاع يعني اساساً محاربة الإرهاب، أما بالنسبة لبلدان أمريكا اللاتينية، هو لمكافحة الاتجار بالمخدرات. روسيف أبدت للسيد بايدن اهتمامها أيضا بمجال الابتكار، مشيرة إلى القدرة الهائلة للولايات المتحدةالامريكية في هذا المجال، وخاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا. خلال اللقاء، أشادت ديلما روسيف بشجاعة الرئيس باراك أوباما لتطبيع العلاقات مع كوبا، ولكن بالنسبة للرئيسة روسيف، فإن تطبيع العلاقات يتجاوز العلاقات الثنائية بين الولاياتالمتحدةوكوبا، إلى كونه يعطي ديناميكية جديدة في الاجتماعات متعددة الأطراف في أمريكا اللاتينية، والتي ستكون بناءة و أكثر فعالية من الانتقادات الأبدية لواشنطن لموقفها تجاه كوبا. فى المقابل وحسب المعلومات، فإن بايدن، رد الثناء للسيدة روسيف بمداعبة لفظية قال فيها إنه عشية الاعلان عن تطبيع العلاقات مع كوبا، حاول الاتصال بها لإخطارها بالأمر ولكن لم يتمكن لأن الرئيسة كانت في الأرجنتين لحضور قمة الميركوسور . ومن هنا وضحت النغمة التي ستمثل عام 2015 في العلاقات البرازيليةالأمريكية.