اهتزت شوارع العاصمة الفرنسية باريس، أمس، تحت وقع أقدام الفرنسيين، الذين خرجوا في مسيرة مليونية تاريخية ضد الإرهاب، بمشاركة زعماء وممثلي نحو 50 دولة، تنديدا بالاعتداءات الإرهابية، التي ضربت فرنسا، خلال الأيام الثلاثة الماضية، والتي أوقعت 17 قتيلا و20 مصابا. وشارك في المسيرة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، مع نحو 20 من القادة الأوروبيين، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وعدد من القادة العرب، من بينهم العاهل الأردني الملك عبد الله، وزوجته الملكة رانيا، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، فضلا عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، وعدد من القادة الأفارقة. وفي المقابل، لم يشارك الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولا وزير خارجيته جون كيري، في المسيرة، وإنما مثل الولاياتالمتحدة في المسيرة وزير العدل إريك هولدر، الذي سيشارك، أيضا، في اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين حول الإرهاب، حيث تسلم الدعوة الأوروبية بعد الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو»، الذي أعقبه احتجاز رهائن في متجر يهودي، ومقتل شرطيين، أحدهما مسلم، على يد ثلاثة إرهابيين فرنسيين ينتمون إلى تنظيمى القاعدة وداعش. وقد سارت أسر الضحايا في طليعة المسيرة، التي بدأت من ساحة لاريبوبليك «الجمهورية»، إلى ساحة لاناسيون «الأمة»، في مسافة تقدر ب 3كيلومترات، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث اعتلى القناصة أسطح المباني على طول الطريق، وانتشر 2200 من قوات الشرطة، و1350 جنديا من الجيش، في أنحاء باريس، لتأمين المسيرة، وحماية المواقع الحساسة في العاصمة ومحيطها، من مقار لوسائل الإعلام، إلى أماكن العبادة ومدارس ومبان عامة وهيئات دبلوماسية. ويأتي هذا التجمع الكبير، بينما وضعت خطة «فيجيبيرات» الأمنية عند أعلى مستوى، أي «الإنذار باعتداء»، في المنطقة الباريسية، كما تم تزويد قوات الأمن ب20 من المجموعات الخاصة، والمعروفة ب»قوات الباك». وأعلنت الحكومة أن المواصلات العامة مجانا للمواطنين، لتسهيل الدخول لباريس، والتنقل بداخلها. وكانت التغطية الإعلامية الفرنسية، أيضا، استثنائية لهذا الحدث، كما كانت طيلة الأزمة، التي وصفت بأنها «11 سبتمبر الفرنسية». وشاركت كل الأحزاب السياسية الفرنسية في المظاهرة، ما عدا الجبهة الوطنية، التي استبعدت رئيستها مارين لوبين مشاركة هذا الحزب اليميني المتطرف، نظرا لتجاهله واستبعاده من الاستعدادات للمظاهرة. ودعت لوبين إلى التظاهر في مدن أخرى غير باريس. وفي الوقت نفسه، شهدت نحو 50 مدينة حول فرنسا مسيرات، نظمها نخبة من المسئولين السياسيين والنقابيين الفرنسيين، بالتعاون مع رجال دين، وعدد من الشخصيات الفنية والثقافية. واستقبل أولاند، قبل التظاهرة، رؤساء الدول والحكومات المشاركة في المسيرة، بقصر الإليزيه، كما استقبل ممثلي الجماعة اليهودية في فرنسا، لمناقشة ما وصفه ب»عمل مروع معاد للسامية»، في إشارة إلى احتجاز الرهائن في محل بيع الأطعمة لليهود، كما اجتمع أولاند مع أعضاء حكومته بالكامل، ثم بالرئيس السابق نيكولا ساركوزي، الذي قبل دعوة رفض تلبيتها الرئيسان الأسبقان فاليري جيسكار ديستان وجاك شيراك، كما استقبل رؤساء الحكومات السابقين ميشال روكار وجان مارك آيرلوت وآلان جوبيه. ومن جانبه، وصف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس تلك المسيرة «الصامتة» بأنها «قوية وأظهرت قوة وكرامة الشعب الفرنسي، الذي أعلن بصوت عال حبه للحرية والتسامح».
اعتداء على صحيفة ألمانية أعادت نشر الرسوم برلين - وكالات الأنباء : أعلنت الشرطة الألمانية. أمس. أن صحيفة تصدر فى مدينة هامبورج شمال ألمانيا. تعرضت لهجوم بعبوة حارقة، ولكنه لم يسفر عن إصابات. وقال متحدث باسم الشرطة. إن الهجوم وقع فى الساعات الأولى من الصباح، حيث تم إلقاء حجارة على نافذة بمبنى صحيفة “مورنينج بوست” المحلية، التى تصدر فى المدينة، تبعتها عبوة حارقة، مما أدى إلى اشتعال النيران فى المكان. وأضاف الناطق، أن غرفتين تضررتا، لكن النيران تم إخمادها على الفور، ولم تعلن أى جهة مسئوليتها عن الهجوم. وكانت الصحيفة قد أعادت، أخيرا، نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبى عليه الصلاة والسلام، نقلا عن صحيفة “شارلى إبدو” الأسبوعية الفرنسية، التى تعرضت لهجوم إرهابي، الأربعاء الماضي. مسيرات «أنا شارلى» تجوب العالم المئات يرفعون أقلامهم فى نيويورك.. ومتظاهرون يتعهدون بالمقاومة فى سيدنى عواصم عالمية - وكالات الأنباء - فيينا- مصطفى عبد الله - برازيليا - إبراهيم السخاوى: خرج الآلاف فى مظاهرات فى أنحاء متفرقة من العالم، أمس، تضامنا مع مسيرات يوم التحدى والصمود التاريخية فى باريس. ففى مدينة نيويورك الأمريكية، احتشد المئات فى ساحة «واشنطن سكوير» بحى مانهاتن رغم الطقس المتجمد، ورفعوا الأقلام عاليا، دعما لحرية التعبير، وردد المتظاهرون صيحات «أنا شارلى»، تضامنا مع ضحايا الصحيفة الفرنسية. وأعرب أوليفيير سوشارد أحد المشاركين فى المظاهرات، عن خوفه من تكميم الأفواه، من أجل الأمن، وأعلن دعمه لرسوم «شارلى إبدو»، قائلا، إن الرسوم الساخرة مهمة لفرنسا، وأن الفرنسيين نشأوا عليها، على عكس الأمريكيين. وفى مدينة سيدنى الأسترالية، خرج المئات فى مسيرات، تضامنا مع فرنسا، فى ساحة «مارتن بالاس»، التى شهدت، قبل أيام، حادث احتجاز الرهائن على يد مسلح إيرانى. وشبك مئات الأستراليين أيديهم، منتظمين فى صفوف على شكل عبارة «أنا شارلى» بالفرنسية، وكذلك كلمة «حرية». وجالت المسيرات شوارع سيدنى، يتقدمها السفير الفرنسى لدى أستراليا كريستوف ليكورتيير، رغم الأمطار الغزيرة. وقال ليكورتيير للمحتشدين فى «مارتن بالاس»: تعلمون ما يعنى ذلك فى هذا المكان. ودعا المتظاهرون إلى تذكر ما وصفه ب»روح شارلى» دائما، وأن المستقبل يكون لمن يقاوم ويناضل. وفى العاصمة اليابانية طوكيو، تجمع أكثر من 150 شخصا، غالبيتهم من الجالية الفرنسية، باليابان، فضلا عن عدد من اليابانيين، فى المركز الثقافى الفرنسى بطوكيو. ووقف المجتمعون دقيقة صمت، حدادا على أرواح ضحايا هجوم «شارلى إبدو»، كما رددوا النشيد الوطنى الفرنسى، رافعين شعار « أنا شارلى» بالفرنسية. وفى تل أبيب، خرجت الجالية اليهودية الفرنسية فى مسيرة، مساء أمس الأول، تضامنا مع ضحايا حادث فرنسا، وقاموا بإنارة الشموع، وغنوا نشيد «هتيكفا». ووجه نائب وزير الشئون الدينية الإسرائيلى آلى بن داهان نداء أمام المحتشدين، دعا خلاله جميع اليهود القادرين إلى الهجرة إلى إسرائيل. وفى فيينا، خرجت مسيرات تحت شعار»معا ضد الإرهاب»، للتضامن مع الشعب الفرنسى. وشارك فى المسيرة، التى انطلقت من هيلدن بلاتز، أمام مقر رئيس الجمهورية، أعضاء الحكومة النمساوية، وعلى رأسهم المستشار النمساوى فيرنر ڤايمان، وممثلو الهيئات والروابط الدينية المختلفة. وأعلنت الجالية الإسلامية فى النمسا إدانتها القاطعة لأى هجوم إرهابى مسلح. وفى البرازيل، أعلنت وسائل الإعلام البرازيلية التضامن مع الصحف الفرنسية، دفاعا عن حرية الصحافة. وتحت عنوان "الحرية أكبر من الارهاب" كتبت صحيفة كوريو برازيلينسى أن فرنسا، وبعد 200 عام من ترسيخ الحرية والمساواة والتآخي، أصبحت مركزا للتعبئة العالمية ضد الهمجية والطغاة. شكرى يشارك فى مسيرة باريس كتب - محمد العجرودي: شارك سامح شكري وزير الخارجية أمس في المسيرة الصامتة بوسط باريس التي دعا إليها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند للتنديد بالاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية. وأكد السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية أن تمثيل شكري لمصر في المسيرة، يعكس وقوف مصر إلى جانب فرنسا في هذا الظرف الدقيق وتجسيدا لموقف القاهرة الثابت ضد الإرهاب وضرورة تكاتف الجهود الدولية للقضاء على هذه الظاهرة العالمية البغيضة. كما تأتي مشاركة شكري في إطار الرؤية الشاملة التي تتبناها مصر في مواجهتها ، والتي لا تركز فقط على التعامل الأمني والعسكري، وإنما أيضا على تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله، والتركيز علي الجوانب الفكرية والثقافية لدحض الأفكار الظلامية للتنظيمات الإرهابية من خلال تعظيم دور الأزهر الشريف ونشر قيم ومبادئ الاسلام السمحة والوسطية والمعتدلة.
.. والشرطة الفرنسية تتأهب لمواجهة خلايا الإرهاب «النائمة» أصدرت الشرطة الفرنسية أوامر صارمة لعناصرها بإغلاق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وحمل أسلحتهم، والوقوف على أهبة الاستعداد، لمواجهة منفذى الهجمات الإرهابية، التى استهدفت صحيفة “شارلى إبدو”، وما أعقبها من هجمات مسلحة، راح ضحيتها أكثر من 17 قتيلا، وأكثر من 20 مصابا. وذكرت شبكة “سي. إن. إن.” الإخبارية الأمريكية، أن “أميدى كوليبالي”، الذى هاجم متجرا يهوديا، واحتجز رهائن به، كان قد وجه - عبر مكالمة هاتفية أجراها مع التليفزيون الفرنسى قبل أن تقتحم الشرطة المكان وترديه قتيلا - تهديدات صريحة، باستهداف عناصر الشرطة الفرنسية مباشرة. ونقلت “سي. إن. إن.” تحذيرا يؤكد أن الخلايا الإرهابية “النائمة” فى فرنسا نشطت بالفعل، خلال ال24 ساعة الماضية.
وقفة احتجاجية للصحفيين للتنديد بحادث «شارل إيبدو» كتبت صفاء شاكر: تحت عنوان "دفاعاً عن شرف الكلمة وحرية التعبير"، نظم العشرات من الصحفيين والنشطاء، على سلم نقابة الصحفيين وقفة احتجاجية دعت لها النقابة، رافعين القلم والكاميرا، للتنديد بالحادث الإرهابي الذي تعرضت له مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية. شارك فى الوقفة ضياء رشوان نقيب الصحفيين وجمال فهمى وكيل النقابة وخالد ميرى أمين الصندوق وهشام يونس وحنان فكرى من أعضاء مجلس النقابة، وطارق النبراوى نقيب المهندسين وعدداً من أعضاء لجنة حريات المحامين وعدد من ممثلى النقابات المهنية. وعلقت نقابة الصحفيين لافتات على أبوابها منها "عاشت حرية الصحافة يسقط الإرهاب، نقابة الصحفيين المصريين والنقابات المهنية تدين الاعتداء الغادر على الصحفيين والإرهاب بكافة أشكاله، دفاعًا عن شرف الكلمة وحرية التعبير".