لم يكن فى مُخيلتى أن أكتب عنه، لكنى لم أتمكن من السيطرة على مشاعرى عندما رأيت جسده يطير فى الهواء بفعل انفجار القنبلة التى وضعها كلاب أهل النار من خوارج العصر الذين يُكَفِّرون المسلمين ويستحلون الدماء المعصومة. لا أعلم لماذا أقدمت على مشاهدته رغم حرصى على مقاطعة مشاهد الدمار والدماء التى مرت بها مصر منذ أحداث يناير، لكنى وجدت نفسى أشاهد رجلاً يحمل قنبلة وضعها خوارج العصر بهدف قتل الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين، كان يحاول إبطال مفعولها، وإذا بالقنبلة تنفجر فيه وتطيح بجسده لعدة أمتار فيسقط البطل ويسيل دمه وهو يحاول حقن دماء الأبرياء. هذا البطل هو النقيب "ضياء فتوح".. كان يحاول تفكيك قنبلة وضعها الخوارج فى منطقة الطالبية، تقدم نحوها بشجاعة لم أرَ لها مثيلاً، أحسبه لم يكن يبغى شهرة، لكن.. كان يكفيه أنه سيحقن دماء الأبرياء.. حاولت تصور مشاعره وهو يخطو نحو القنبلة ومئات العيون تتابعه بقلق وخوف، من المؤكد أنه كان يفكر فى الأرواح التى سينقذها، وكم من ابن سيعود سالماً إلى أمه، وزوج سيعود إلى زوجته، وأب سيعود إلى أبنائه، ولهذا فهو يخاطر بحياته، فلا يهم أن يذكر الإعلام اسمه، فإنهم سيقولون –فقط- إن الشرطة أبطلت مفعول القنبلة.. لا يهم.. المهم أن يعود كل هؤلاء إلى بيوتهم سالمين. هكذا كنت أقرأ أفكاره، ولهذا كنت أغبطه على فعلته.. وعندما انفجرت القنبلة وطار جسده فى الهواء تذكرت ما رواه الترمذى عن أبى أمامه أنه سمعه من النبى صلى الله وعليه وسلم، حيث قال في وصف الخوارج: "شر قتلى تحت أديم السماء.. خير قتيل من قتلوه".. فرغم مشاعر الحزن والغضب التى اجتاحتنى، كنت أقول فى نفسى: أنعِم بها من قتلة أن يُقتل على يد الخوارج وهو يحافظ على أمن بلد مسلم، وأسأل الله تعالى أن يكتب له بها الشهادة. إن البطل "ضياء فتوح" ليس أول ضحايا الخوارج، فقد سبقه الآلاف وربما الملايين.. ولن يكون آخرهم، فهكذا هم الخوارج فى كل العصور، يُكَفِّرون المسلمين فيستبيحون دماءهم ويستحلون قتلهم، وهذا ما وضح فى بيان تلك الجماعة المارقة "أجناد الأرض" التى تبنت الحادث الإرهابى، فقد كانت كلماتهم تؤكد عقيدتهم فى تكفير المسلمين بالرغم من أنهم حاولوا الخداع بعبارة: "ومنعنا الخوف علي المارة من المسلمين فحرصنا أن تكون عبوة اليوم صغيرة".. إنهم يحاولون خداعنا وكأننا سُذَّج لا نعرف عقيدتهم، أو كأننا نسينا القنابل المشابهة التى توضع فى الأماكن العامة وتستهدف إراقة دماء هؤلاء "المسلمين".. إن الخوارج يثبتون دائماً أنهم الأكثر غباء على مدار التاريخ.. منذ عهد جدهم الأكبر اليهودى ابن سبأ وحتى زعيمهم العميل الخائن بن لادن... أما قتلاهم.. فإنهم يقدمون لهم الهدية.. أن يكونوا خير القتلى تحت أديم السماء.. أنعِم بها من قِتلة.. وشكرا أيها الخوارج. لمزيد من مقالات عماد عبد الراضى