اليوم يحضر وزير الخارجية سامح شكرى حفل تخرج الدفعة 47 من المعهد الدبلوماسى، ويدشن بدء دراسة الدفعة 48 التى أطلق عليها اسم وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط، وهو ما أتمنى أن يكون ردا لاعتبار ذلك الكادر الوطنى الرفيع الذى تعرض لتهجم اجرامى من جماعات سياسية ثبت لنا فساد مقاصدها وابتعادها عن جادة الطريق الوطنى فى السنوات التى استبقت يناير2011 حتى ثورة 30 يونيو العظمى. وقد تابعت باندهاش الضجة الجاهلة التى ثارت فى بعض الصحف حول الدفعة 48 من المعهد الدبلوماسى والتى زعم أصحابها أنها أعادت أبناء الشعب للخارجية فى ظل (الثورة) وأن الدفعة ليس فيها أبناء دبلوماسيين أو أنجال ضباط!! والحقيقة أن الظروف جعلتنى قريبا من وزارة الخارجية طوال عملى المهنى، وقد حاضرت فى المعهد الدبلوماسى بما يجعلنى قادرا على الإدلاء بإفادة فى هذا السياق. إذ أولا لا أفهم الجنون الذى يريد استبعاد أبناء الدبلوماسيين والضباط من العمل فى وزارة الخارجية فالضباط والدبلوماسيون هم مواطنون مصريون ولم أسمع عن قانون يمنع ترشح أبنائهم لتلك الوظيفة بالذات وإنما أفهم أن يتم منع أبناء الجواسيس والعملاء والخونة وأرباب السوابق الذين تعج بهم ساحات الوطن اللحظة الراهنة!! وثانيا فقد خبرت حالات كثيرة على امتداد سنوات لأبناء دبلوماسيين لم ينجحوا فى اختبارات الالتحاق لمرتين وليس لمرة واحدة وثالثا فإن الاختبارات التى يتم اجراؤها فى وزارة الخارجية للأعضاء الجدد فى هذا الجهاز أعقد وأصعب من أن يتم أى تدخل فيها سواء فى اختبارات الالتحاق أو فى اختبارات المعهد الدبلوماسى الذى يرأسه الآن السفير هشام النقيب أحد أنبغ كوادر وزارة الخارجية هناك اختبارات تحريرية صعبة جدا ثم هناك الاختبار النفسى والقدرات (الذى أدخله كمال حسن على ويجريه أطباء من المخابرات العامة) وهناك دورات بعضها يجرى فى معهد العلوم الاستيراتيجية للمخابرات لطرق الهروب من المراقبات والكشف عن التنصت والمفرقعات واطلاق النار وأمن المستندات والشفرة.. فضلا عن الاستيراتيجية العسكرية والحرب التى أدخل دراستها أبوالغيط فى الاختبار الشفهى. الخارجية مؤسسة قومية لا ينبغى أن يخضع البعض رأيه فيها لهواه. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع