تناقش القمة العربية القادمة التى تعقد بالقاهرة هذا العام أحد القضايا المهمة التى تؤرق المنطقة العربية وتلقى بتحديات صعبة على حياة شعوبها واستقرار دولها فى الوقت الراهن ولمدة عشر سنوات قادمة على الاقل بسبب انتشار موجه جديدة من التطرف الدينى والارهاب المسلح حتى اصبحت المنطقة العربية الوكيل الحصرى للتنظيمات المسلحة لداعش والقاعدة التى باتت تنشر فكرها المتطرف بين الشباب وتدير صراعات مسلحة تحت عباءة الدين الاسلامى فى العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن لتضرب الثورات العربية التى شهدتها معظم هذة الدول خلال السنوات الاربع الماضية فى مقتل شديد وتجهض الربيع العربى مبكرا وهو مايكشف حجم الاشكاليات الصعبة التى تواجه احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية فى ظل المد الكبير ة بسبب النظرة السلبية لهذه الجماعات للمرأة والمسيحيين والثقافة والتعليم مما يعرض المنطقة العربية كلها لضغوط شديدة تعيدها الى الوراء والتخلف بدلا من ان تنطلق الى افاق جديدة فى المستقبل ويعصف بمشروعات الدول فى التنمبة والاستقرار مما يوضح بجلاء دون مواربة دور الولاياتالمتحدةالامريكية فى تأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية بالمنطقة منذ اجتياحها للعراق وذرعها للفتنة النائمة بين السنة والشيعية ومساندتها لارهاب الدولة الاسرائية ضد الفلسطينين مما غذى من دور الجماعات الارهابية والتطرف واوجد مناخا خصبا لها فى المنطقة تنتعش فيه لاضرار بالامن القومى العربى وتساندها الأن بقوة تركيا فى زعزعة استقرار العربى لتفتيت وتفكيك المنطقة وفق مصالحهما السياسية من اجل هذا دعت مصر مايزيد عن ماتئتين من المفكرين والمثقفين العرب والحقوقيين وممثلين عن الازهر الشريف والكنائس والمؤسسات والهيئات الدينية والثقافية والاكاديمية فى الدول العربية لمناقشة وبلورة رؤية عربية شاملة لمواجهة الارهاب والتطرف فى اجتماعات شهدتها مكتبة الاسكندرية لمدة 3 أيام متتالية فى الثالث من يناير 2015 لعرضها على القمة العربية القادمة بالقاهرة وقام الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير المكتبة والدكتور سامح شكرى مدير مركز بحوث التنمية والدكتور خالد عزب مدير المشروعات والبحوث كأعضاء للجنة التنظيمية بدور كبير فى تجميع أفضل هذة العقول والخبرات وكشف المناقشات الهادفة والواعية للمفكرين العرب ان هذا الكابوس المزعج للتطرف والارهاب يصعب اجتثاته بسهولة وان احد الاسباب الرئسية له هى انتشار الفقر والتهميش والقهر السياسى وخنق الحريات وتراجع دور التربية السياسية الجادة والحقيقة للشباب وانتشار الفتاوى السلفية التكفيرية وسوء ادارة انظمة الحكم فى الدول العربية وابتعادها عن قيم الحكم الرشيد و الخلط المتعمد بين الدين والسياسة وتراجع دور رجال الدين فى نقل المفاهيم الصحيحة للاسلام واختطاف السياسة لدور الازهر والمساجد والكنائس وتشابك المصالح السياسية الاقليمية والدولية فى المنطقة وانتشار الفساد والتى اوجدت كلها تعقيدات كثيرة ادت الى انسحاب نسبة كبيرة من ابناء المجتمعات العربية بعيدا عن الزمان والمكان لشعورها بان فرصها فى الحياة اصبحت محدوة واتجاههم للتنظيمات الارهابية والجماعات المتطرفة التى تستخدم الدين ستار لها مما زاد من العنف والتطرف بالمنطقة وكل هذة الاسباب تحتاج لخطة منفصلة لمواجهتها والقضاء عليها بدلا من استفحالها اذا كنا جادين فى ادارة مواجهة حقيقية مع الارهاب لان الحل الامن والعسكرى وحده لن يكون قادرا على حسم المعركة بمفرده ولابد من مشاركة اوسع لدور رجال الدين من خلال تجديد الخطاب الدينى المستنير الذى ينفتح على العالم ويتخلى عن اسلوب الاستعلاء الدينى ويبتعد عن الفتاوى النغلوطة والمتعمدة والاحاديث الضعيفة التى تشوه الدين فى نفوس ابناؤه وأمام العالم وتطوير مناهج التعليم وتعزيز دور الثقافة والفكر والعقل لمحاصرة الافكار المتطرفة للجماعات المتشددة والارهابية بدلا من ترك المجال أمامها مفتوحا تفعل ماتشاء وتهدد كيانات الدول والشعوب والحياة فى المنطقة لمزيد من مقالات عماد حجاب