رحبت الأوساط الشعبية الكويتية بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للكويت فى الخامس من يناير مؤكدة أن هذه الزيارة لها أهمية كبيرة خاصة أنها تعد الأولى من نوعها منذ تولى السيسى الحكم فى مصر. وأكدت أهمية الزيارة فى الوقت الراهن، حيث تعيد إلى مصر دورها الريادى عربيا ودوليا وتدل على عمق العلاقات المصرية - الكويتية والتطور الإيجابى الكبير الذى تشهده فى الفترة الأخيرة. وتعتبر العلاقات المصرية الكويتية فريدة ومتميزة وهو ما أثمر عن إعادة عقد اللجنة المصرية - الكويتية المشتركة أخيراً بعد توقف دام أربع سنوات حيث تهتم الحكومة الكويتية بقوة بالمشاركة فى المؤتمر الاقتصادى الذى تعقده مصر فى شهر مارس المقبل . ونجحت اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة وزيرى خارجية البلدين فى التوقيع على 11 اتفاقية للتعاون بينهما، وهو ما يعد نقلة كبيرة فى العلاقات وتطورها بما يتناسب مع عمق الروابط بين البلدين. ومن أبرز الاتفاقيات التى تم توقيعها مذكرة تفاهم لمنع الازدواج الضريبى بين البلدين والتى تدفع العلاقات التجارية بقوة بالإضافة الى عدد من الاتفاقيات فى مجالات السياحة والإسكان والاستثمارات والاعلام والدبلوماسية وغيرها. ويرى المراقبون أن زيارة السيسى للكويت سيتخللها التطرق للتعاون التجارى والاقتصادى بين البلدين وإمكان زيادة الاستثمارات الكويتية بمصر خلال الفترة المقبلة بما سيحقق نقلة نوعية تجارية واقتصادية كبيرة. بالإضافة إلى تقديم الشكر لدولة الكويت اميراً وحكومة وشعباً على موقفها الداعم لمصر حيث كانت من أكثر الدول التى عاونت مصر من أجل القضاء على الإرهاب إضافة إلى ما تتمتع به الكويت من علاقات طيبة مع باقى الدول قد تكون سبباً لتأهيل مصر واختيارها لعضوية مؤقتة بمجلس الأمن الدورة المقبلة. وتعد العلاقات المصرية الكويتية نموذجا يحتذى عبر تاريخ البلدين حيث شهدت تعاونًا مثمرًا بين البلدين ومشاركة فى أوقات الشدة ووقوف الأخ بجانب أخيه. وتتسم العلاقات المصرية - الكويتية بسمات وخصائص تؤكد عمق الترابط الرسمى والشعبى بين البلدين تؤكدها الزيارات المتبادلة سواء على الصعيد الرسمى أو الشعبي، ولعل الخصوصية التى تميزت بها علاقات البلدين هى التى جعلتها تتنامى على نحو سريع وتزداد رسوخًا، علاوة على ذلك تتميز هذه العلاقات على مدى تاريخها الطويل بتطابق وجهات النظر حيال القضايا الحيوية التى تهم الأمتين العربية والإسلامية والتى تقوم على ثبات المواقف ووضوح الرؤي. وقد شهدت العلاقات بين البلدين نموًا مطردًا على كل الأصعدة، انعكاسًا للدفعة القوية التى اكتسبتها هذه العلاقات إبان العدوان الذى تعرضت له الكويت على يد النظام العراقى السابق بعد أن أكدت مصر رفضها العدوان ودفاعها ووقوفها إلى جانب الحق الكويتي، مثلما وقفت دولة الكويت مع مصر إبان العدوان عليها عام 1967 وحرب أكتوبر عام 1973. وعلى الصعيد الاقتصادى وقعت الدولتان أول اتفاق بينهما فى أبريل عام 1964 تلته عدة اتفاقات أخرى منها الاتفاق الموقع بين غرفتى التجارة فى يونيو 1977 واتفاق التعاون الاقتصادى والفنى عام 1998 واتفاق التعاون الفنى فى مجال المواصفات والمقاييس ومراقبة الجودة فى نفس العام وأصبحت الاستثمارات الكويتية فى مصر تحتل المركز الأول.. كما تعتبر دولة الكويت سوقًا كبيرة للعمالة المصرية، والكويت بفوائضها المالية يمكن أن تكون مصدرًا للاستثمار فى مصر، كما أنها تعتبر سوقًا تجارية تشكل منفذًا مهمًا للصادرات المصرية. وفى عام 1998 تأسست اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، لتحقيق القدر الأكبر من التنسيق والتعاون المشترك فى مجالات التعاون المختلفة، كما ترتبط الدولتان بالعديد من بروتوكولات التعاون بين المؤسسات فى البلدين (السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتعليمية والفنية والإعلامية والقضائية والأوقاف والشئون الإسلامية). وعلى الصعيد الاقتصادى فقد بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين عام 2008 نحو 1772.6 مليون دولار، مقابل 1298 مليونا عام 2007، ويوجد بالكويت نحو500 ألف مواطن مصرى يعمل 36 ألف مصرى فى القطاع الحكومي، إضافة إلى 220 ألف مصرى يعملون فى القطاع الأهلي. ومن أهم الصادرات المصرية للكويت الخضراوات والفواكه الطازجة ، والأجبان، والأرز، والمشروبات الغازية، وسيارات النقل، وأهم الواردات المصرية البروبولين- والسيارات ،والأوناش والروافع، والفحم. وتُعد دولة الكويت ثانى أكبر مستثمر عربى والخامس عالميا فى مصر، حيث تجاوزت قيمة رأس المال الكويتى المدفوع وفقًا لإحصائيات وزارة الاستثمار المصرية فى عام 2007 نحو 11.5 مليار جنيه مصرى فى 532 شركة تبلغ قيمة رأس المال المعلن بها نحو 28.5 مليار جنيه. وتستثمر الكويت بالدرجة الأولى فى المجال الصناعى يليه المجال السياحى ثم مجال التمويل والاتصالات والمعلومات والمجالات الإنشائية وأخيرًا المجالات الخدمية. ويحكم العلاقات الإعلامية بين الدولتين بروتوكول التعاون الإعلامى المشترك الذى وقع بالقاهرة فى 3/8/1998، وقد شهدت الفترة الأخيرة تكثيفًا للعلاقات الإعلامية بمبادرة من الجانبين تمثل أهمها فى تبادل زيارات الوفود الإعلامية بانتظام بين البلدين، طباعة جريدة الأهرام وتوزيعها فى الكويت من خلال مؤسسة دار السياسة اعتبارًا من يناير 2002، وطباعة وتوزيع جريدتى الوطن الكويتية والأخبار المصرية فى كل من القاهرةوالكويت فى نفس يوم صدورهما منذ نوفمبر 2002.