بعد رحلة دامت 10 سنوات ، بدأت فى مارس 2004 ، عندما انطلقت السفينة «روزيتا» التابعة لوكالة إيسا الفضائية بسرعة 18 كيلومتر الثانية ، نحو الفضاء قاطعة ستة مليارات كيلومتر استقرت أخيراً بالقرب من مذنب «67 بي تشوريوموف جيراسيمنكو» وأطلقت المسبار فيلة الذى نجح فى الهبوط على سطح المذنب «67بي» ، لتصبح هذه المرة الأولى التي تحط فيها مركبة فضائية على سطح مذنب، وقد استغرق الهبوط 7 ساعات. وقد كان الهدف من هذه الرحلة إثبات او دحض النظرية التي تقول ان المياه على الأرض مصدرها المذنبات،ودراسة وتحليل مكونات سطح المذنب، وذلك من خلال الصور التي يلتطقها المسبار ، بالإضافة إلى التجارب العلمية التي سيتم اجراءها على سطح المذنب بإستخدام الحفارات والمجسات الموجودة على المسبار ،وقد قدر العلماء الوقت الذى ستستغرقه هذه العمليات بنحو 60 ساعة. وبدا من الواضح أن قوة وهيمنة الفراعنة إمتدت حتى الفضاء، فقد تم تسمية المركبة الفضائية «روسيتا» تيمنا بحجر رشيد الذى أدى إلى فك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة وأطلق العلماء هذه الإسم على المسبار أملاً في فك لغز الطريقة التى تكونت بها المجموعة الشمسية. كما أطلق على المسبار « فيلة» إسم جزيرة تتوسط نهر النيل في أسوان، حيث وجدت بها مسلة مصرية قديمة ساعدت على فك رموز الكتابة الهيروغليفية. ولم يقف الأمر عند إختيار اسماء مصرية للمركبة والمسبار، فقد شارك علماء مصريين في هذا الحدث التاريخى وهم د. رامي المعرى عالم الفضاء الذي تم اختياره كأحد الباحثين الرئيسيين لمهمة أوروبية للمريخ سنة 2015، ود.أحمد الشافعي، ود. عصام معروف، وأخيراً عصام حجى عالم الفضاء والمستشار العلمي للرئيس السابق، والذى يعمل على دراسة المذنبات ضمن فريق بحث بوكالة ناسا.