..وكأنه مازال بيننا, فهو المعني الذي قصده الرسول-صلي الله عليه وسلم- حين دعا الي زيارة القدس التي تشهد أقصي درجات تهويدها اليوم, فمازال صوت الرسول يدعو لزيارتها قبل أن تصل درجات التهويد والتغريب إلي أقصاها.. نتلفت حول القدس اليوم, فإذا بنا أمام حقائق مريعة ننشغل عنها, نحن أمام حقائق تنقلها لنا الأحداث والأرقام والتصريحات التي تتردد هنا وهناك دون أن نتنبه لها, نحن أمام حقيقة تقول إن' التهويد' وصل إلي اقصاه في المدينة, فما بقي في أيدي العرب من القدس العربية لا يزيد علي15% وأن أغلبية القدسالشرقية أصبحت مناطق مهودة ب300 آلاف مستوطن علي أقل تقدير, وأن المناطق المختلطة الباقية يجري محاولة استكمال تهويدها وتسفير العرب المقيمين عليها; وأن كما يقرر الرئيس الفلسطيني بالحرف:' أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسرع وبشكل غير مسبوق وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل تنفيذ خطط ما تعتبره المعركة الأخيرةفي حربها الهادفة لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية'. إننا أمام حقائق مريعة يلاحظها كل من ينظر إلي القدس اليوم; فنحن أمام تهاوي العديد من معالم وبنية المشهد في القدس وأمام توالي استكمال خطة التطهيرالعرقي, وأمام المشهد الهزلي من إفقار المدينة المقدسة وتدميربنيتها التحتية وضرب مواردها..إلي غير ذلك مما يتردد بيننا وحولنا دون أن نحرك ساكنا لفعل إيجابي ينقذ ما يمكن إنقاذه من القدس.. لقد دعا الرسول- صلي الله عليه وسلم- قبل أربعة عشر قرنا إلي شد الرحال إلي ثلاثة مساجد منها المسجد الأقصي, كما دعا إلي هذه الزيارة للمسجد مشددا' فمن لم يستطع زيارته, فليهد إليه زيتا يسرج في قناديله', وكان الرسول يدعو الي هذا الزيت/الرمز لفعل أي موقف إيجابي لنصرة القدس, إذ يظل الزيت هو المعني الذي يجب التنبه إليه والإضاءه به لبقاء القدس التي وصلت إلي اقصي درجات' التهويد' لها اليوم لتصبح في ظلام دامس أو تكاد, دون أن يحرك أحدنا ساكنا ليظل الزيت دافعا للاشتعال.. كم تحتاج القدساليوم لهذا الزيت/زيت القدسالفعل الإيجابي الذي يجب أن نعود إليه دائما. الزيت, اين هو الزيت الذي يضيء حولنا وبنا المسجد الحرام.. أيها السادة؟ قال الله تعالي:' أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين ءامنوا معه متي نصر الله. ألا إن نصر الله قريب'. المزيد من أعمدة د.مصطفى عبدالغنى