العلاقات المصرية الخليجية وآفاقها المستقبلية يكشف عنها الدكتور السيد أمين شلبى المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية. حيث يؤكد انه من الواضح انه منذ ثورة 30 يونيو والعلاقات المصرية الخليجية تأخذ بعدا ونوعا من الثبات من خلال الدعم الخليجى الذى لم يقتصر على الجانب السياسى فقط وإنما ارتبط أيضا بالجانب الاقتصادى وأصبح يتأكد ذلك يوميا من خلال القروض والمنح والمشروعات والاستثمارات الخليجية ومن الأمور المهمة استجابة دول الخليج السعودية والكويت والأمارات تأكيد دعمها لمصر اقتصاديا . ويشير إلى التأكيد على مفهوم الأمن المصرى الخليجى باعتبار أن مصر عمق استراتيجى لدول الخليج كما أن أمن الخليج جزء أساسى من الأمن القومى المصرى معتبرا أن العلاقات المصرية الخليجية ستشهد فى 2015 تدعيم هذا التوجه سياسيا واستراتيجيا . ويوضح انه فى سبيل التأكيد على العلاقات المصرية الخليجية وسبل تطويرها ودعمها فان المجلس المصرى للشئون الخارجية سوف يعقد فى المنامة فى مارس المقبل مؤتمرا حول العلاقة الإستراتيجية بين مصر ودول الخليج حيث سيكون المؤتمر برعاية وزير الخارجية البحرينى وسيحضره وزير الخارجية المصرى حيث تدور محاور المؤتمر حول الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والإستراتيجية للعلاقات بين دول الخليج ومصر . الملفان الليبى والعراقى من أكثر الملفات العربية الشائكة خلال الفترة الحالية حيث يكشف السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية انه رغم تدهور الأوضاع وتعدد الأخطار المحدقة بكل من ليبيا والعراق داخليا وخارجيا إلا أن الآفاق ما تزال مفتوحة أمام إمكانية تطويق هذه الأخطار وإيقاف تدهور الأوضاع إذا ما توافرت عدة عناصر وشروط أهمها على الصعيد الداخلى ظهور قيادات وطنية من غير الكوادر السياسية او العسكرية التقليدية المحسوبة على اى من القوى والفصائل والجبهات المتصارعة حاليا، بحيث تستطيع تلك القيادات الجديدة طرح مشروعات خلاقة لتحقيق الوفاق الوطنى الشامل القائم على إجراءات عملية ومبتكرة لبناء الثقة وتقاسم السلطة والثروة بين جميع رفقاء الوطن الواحد . ويضيف انه من المهم أيضا أن يؤكد أصحاب هذه المشروعات التوفيقية على أن أدوارهم فى الحياة السياسية مؤقتة وإنها تنتهى خلال فترة وجيزة بمجرد توقيف القتال وتنظيم عمليات نزع او تسليم السلاح الى جهات محايدة أيضا ، وبمجرد وضع خريطة دستورية جديدة لبناء وطنى يسمح بالتعددية السياسية والثقافية المنضبطة ، والتوازن فى تنمية المناطق والأقاليم مع إقامة الاعتبار الكافى والآليات الكفيلة بحماية حقوق الأفراد والجماعات وإدارة العدالة وفق المعايير الإنسانية المتفق عليها ومن الضرورى فى كل الأحوال أن يعلن الراغبون فى تحقيق الوفاق الوطنى داخل كل من ليبيا والعراق عن تمسكهم المبدئى باستقلال البلاد ووحدة أراضيها ورفضهم لمحاولات فرض أية وصاية من الخارج أو إقحام دعاوى أو نظم عقائدية مقلوبة مما يخالف طبيعة القيم السائدة فى المجتمع . العلاقات مع السودان يحكمها تاريخ طويل وحقب زمنية مختلفة وقد شهدت العلاقات على مدى السنوات الماضية تجاذبات فيما بعد حكم الإخوان وصولا إلى مرحلة استقرار نسبى فى الفترة الحالية . الدكتورة إجلال رأفت أستاذ العلوم السياسية المتفرغ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية تكشف إن العلاقات المصرية السودانية كانت خلال فترة حكم الإخوان جيدة على مستوى الدولتين لكنها لم تنعكس على الشعبين نظرا لان حكم الإخوان يمتد لنحو 25 سنة بالسودان ومن هنا كان هناك ارتياح فى التعامل وكان الهدف فى هذه المرحلة هو التمكين وحين سقط النظام هربت قيادات أخوانية عبر السودان من الصحراء الغربية إلى قطر . وتشير إلى انه بعد ثورة 30 يونيو ووقوف الجيش مع الشعب فى قلب الأحداث التزمت الدولة السودانية الصمت (الحياد البارد) وكانت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة الخرطوم فى طريق عودته من القمة الأفريقية إلا انه لم يتم الإفصاح عما كان يتم داخل الاجتماعات والتحركات التى تبعت ذلك إلا انه هناك محاولات لإقامة علاقات طيبة والحد من الموقف السلبى الذى مرت به العلاقات بين البلدين كما أن الزيارات المتبادلة لها دور فى ذلك كما قام الرئيس السودانى عمر البشير بزيارة لمصر مؤكدة أننا ننتظر الموقف السودانى خلال المرحلة المقبلة فى ملف سد النهضة وحتى نكون موضوعيين فان السد سيفيد السودان ومن الممكن ان يكون السودان ويلعب دور الوسيط فى هذا الملف المهم . وحول توقعات تطور العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة توضح ان السودان دولة مهمة لمصر سياسيا واستثماريا ومن منطلق الجوار نتطلع أن تكون العلاقات بين البلدين علاقات تعاون ولا ننتظر التصريحات الرسمية وان يكون هناك فعل على أرض الواقع . يمر اليمن بأدق مرحله فى تاريخه الحديث من ناحية التغيرات السياسية التى أدت الى حالة من الشد والجذب بين أبناء الوطن فى أعقاب ثورتهم على مدار السنوات الماضية فى الوقت الذى كانت مصر تشهد تغيرات سياسية .