لاجدال فى جدية ومصداقية الملكية العربية السعودية فى الوساطة بين مصر وقطر وصولا للتضامن العربي.. ولاجدال فى أن العاهل السعودى يريد الخير لكل العرب والمسلمين. وقد ساءه أن يجد الأمور وصلت بين الدولتين الشقيقتين (مصر وقطر) الى قطيعة وتدخل من جانب قطر على الأقل فى الشأن الداخلى المصري.. أما النقد اللازم لسياسة مصر فى الداخل والخارج.. فحدث عنها ولاحرج..!ولابد من الاعتراف بأن التضامن العرب هو حلم يدغدغ مشاعر كل عربي، وقد أخذ العاهل السعودى على نفسه أن يحقق للجميع هذا الحلم.. فبدأ برأب الصدع بين قطر ومجلس التعاون الخليجى حيث عقد المجلس آخر اجتماعاته فى الدوحة.. وبعث العاهل السعودى فى الوقت ذاته برسالة الى الرئيس السيسى يتحدث فيها عن عودة قطر الى مجلس التعاون الخليجى وصولا الى التضامن العربى المفقود. ولم يمانع الرئيس السيسى فى ذلك بل بالعكس لايستطيع أحد ان يزايد على مصر عبر تاريخها الطويل فى العمل من أجل اصطفاف العرب والتلاحم والوحدة العربية وبارك الرئيس السيسى هذه الخطوة التى تهدف الى لم شمل العرب. وبعد فترة من الاتصالات الدبلوماسية كانت المرحلة الثانية التى بدأت فى العلن حيث جاء رئيس الديوان الملكى السعودى يرافقه المبعوث الشخصى لأمير دولة قطر والتقيا بالرئيس السيسى الذى أكد أنهما حلا ضيفين على مصر وأهلها. ولأن مصر قد بدأت عصرا جديدا من التحول الديمقراطي، فقد أسس الرئيس السيسى لعلاقات متوازنة مع الجميع مؤكدا انه ليس من حق أى دولة ان تعبث بأمن مصر. أو تحاول ان تهز هيبتها الدولية مشيرا فى الوقت ذاته الى عدم التدخل فى الشأن الداخلى المصرى وان تكف أى دولة عن تجنيد وسائل اعلامها مقروءة، مسموعة، مرئية عن توجيه النقد اللاذع إلى مصر ثم الكف عن مساعدة حركة الإخوان الإرهابية أو دعمها بعدما تبين انها لا تضمر غير الشر لمصر وشعبها. أما ماعدا هذا فالتضامن العربى.. أهلا.. به ومرحبا واعتقد ان العاهل السعودى الذى يحظى باحترام شعب مصر لعازم على التقريب بين وجهات النظر خاصة وانه يعلم ان الشعب المصرى يكن كل احترام وتقدير للشعب القطري. نود أن ينجح العاهل السعودى فى سعيه وأن يلتئم الجرح المصرى القطرى على يديه وأن غدآ أفضل كثيرا من حاضرنا، أما قطر كدولة عربية فلها كل الامتنان والتقدير.. ولا يميز بيننا سوى قواعد القانون الدولى والقيم الإنسانية السامية التى نحترمها جميعا. باختصار احترام ارادة الشعب المصرى هو حجر الزاوية فى هذا السعى السعودى نحو لم الشمل وتوحيد الجهود وتصفية الخلافات وانهاء النزاعات العربية العربية.