يسدل الستار اليوم على بطولة كأس العالم للأندية بالمغرب بالمواجهة المثيرة والمتكررة بين بطلى أوروبا وأمريكا الجنوبية فى المباراة النهائية للبطولة، ومباراة أخرى متكافئة بين طرفى الكرة الأرضية على الميدالية البرونزية. فى المباراة النهائية التى تقام فى الساعة العاشرة والنصف مساء بتوقيت القاهرة، سيسعى ريال مدريد الأسبانى إلى الحفاظ على لقب مونديال الأندية أوروبيا بعدما توج به بايرن ميونيخ الألمانى فى العام الماضى بالمغرب. وسيصطدم الريال بطموحات سان لورنزو الأرجنتينى بطل كأس ليبرتادوريس، الذى يسعى إلى استعادة اللقب لقارة أمريكا الجنوبية برغم صعوبة المهمة. وعلى المركز الثالث والميدالية البرونزية للبطولة، يلتقى كروز آزول المكسيكى مع أوكلاند سيتى النيوزيلندى الحصان الأسود للبطولة، حيث تسبق هذه المباراة، اللقاء النهائى على نفس الاستاد بمدينة مراكش. قبل عام واحد، كسر الرجاء احتكار أندية أوروبا وأمريكا الجنوبية لنهائى البطولة للمرة الثانية فقط فى تاريخ البطولة، عندما بايرن ميونيخ فى النهائى لتكون المرة الثانية فقط التى يظهر فيها فريق من خارج قارتى أمريكا الجنوبية وأوروبا بالنهائى حيث سبقه إلى هذا فريق مازيمبى الكونغولى بطل أفريقيا. غير أن المنافسة على عرش الأندية العالمية عادت هذا العام بين قارتى أوروبا وأمريكا الجنوبية فى انتظار ما ستسفر عنه المواجهة بين الريال وسان لورنزو فى مراكش. وكالمعتاد، فإن معظم الترشيحات قبل بداية البطولة ذهبت لمصلحة بطلى أوروبا وأمريكا الجنوبية لبلوغ المباراة النهائية، ولكن الحقيقة أن كلا منهما بلغ النهائى بشكل مختلف ينم عن فرص كل منهما فى الفوز بالمباراة والتتويج باللقب. الريال لم يجد أى صعوبة فى العبور إلى النهائى حيث استهل مسيرته فى البطولة بالفوز الساحق 4/صفر على كروز آزول، مما يدفع بمعظم الترشيحات لصالح بطل دورى أبطال أوروبا حتى يحصد الريال الكأس الوحيدة الغائبة عن خزانة إنجازاته، حيث لم يسبق للريال الفوز بلقب مونديال الأندية بشكله الحالى برغم استحواذه على الرقم القياسى لعدد مرات الفوز بلقب كأس انتركونتيننتال التى كانت تقام من مباراة واحدة بين بطلى أوروبا وأمريكا الجنوبية قبل بدء تنفيذ فكرة مونديال الأندية. فى المقابل، عبر سان لورنزو إلى المباراة النهائية بشق الأنفس بعد معاناة بالغة فى مباراته أمام أوكلاند بالمربع الذهبي، حيث امتدت المباراة لوقت إضافى بعد تعادل الفريقين 1/1 فى الوقت الأصلى بفضل هدف متأخر للغاية سجله أوكلاند قبل أن يحسم سان لورنزو اللقاء لصالحه 2/1 ويضرب موعدا مع الريال فى النهائي. وفى ظل هذا التأهل الصعب والجهد الكبير الذى بذله سان لورنزو فى المباراة الأربعاء الماضى وحصوله على يوم أقل من الراحة عن الريال الذى خاض مباراته فى المربع الذهبى يوم الثلاثاء، تصب معظم الترشيحات فى صالح البطل الأوروبي. ويضاعف من هذه الترشيحات أن الريال يخوض النهائى بعدما حقق 21 انتصارا متتاليا فى مختلف المسابقات ومنها 12 انتصارا فى الدورى الأسبانى وستة فى دورى الأبطال الأوروبى وانتصاران فى كأس ملك أسبانيا ثم الفوز على كروز آزول فى مونديال الأندية. ويسعى الريال إلى تحقيق الفوز الثانى والعشرين له على التوالى من خلال مباراة اليوم ليعزز الرقم القياسى الذى لم يسبقه إليه أى فريق أسبانى بالفوز المتتالى فى هذا العدد من المباريات. كما يحلم الريال بإضافة لقب جديد إلى رصيده فى عام 2014 الذى توج خلاله بألقاب دورى الأبطال وكأس السوبر الأوروبى وكأس ملك أسبانيا ويتمنى الريال أن يختتم مسيرته فى 2014 باللقب الرابع له. وسبق للمدرب الإيطالى كارلو أنشيلوتى المدير الفنى للريال أن توج بهذا اللقب عندما كان مدربا لميلان الإيطالى فى 2007 ويسعى إلى تتويج مسيرته الرائعة مع الريال فى 2014 بإحراز اللقب مجددا. ولن يكون أنشيلوتى هو الوحيد بالفريق الذى يتوج باللقب للمرة الثانية مع نادى مختلف بل يشاركه فى هذا أيضا، فى حالة التتويج باللقب، اللاعب الألمانى الدولى تونى كروس الذى أحرز اللقب فى العام الماضى مع بايرن ميونيخ. كما يحلم كروس بإحراز اللقب ليكون كأس العالم الثانية التى يتوج بها فى 2014 بعد فوزه مع المنتخب الألمانى بلقب مونديال 2014 بالبرازيل فى منتصف هذا العام. إضافة لهذا، يحلم إيكر كاسياس حارس مرمى الريال بإحراز اللقب ليحتفل بمئويته السابعة حيث ستكون المباراة، فى حالة مشاركته، هى المباراة رقم 700 له مع الريال فى مختلف البطولات. وبرغم هذا التفوق الواضح للريال من وجوه عدة، يبدو سان لورنزو متفائلا بإمكانية تفجير المفاجأة والعودة إلى بلاده بكأس البطولة على حساب الريال، ليستعيد هيمنة أمريكا الجنوبية على الكرة العالمية وتعويض قارته عن ضياع لقب المونديال البرازيلى بخسارة المنتخب الأرجنتينى أمام نظيره الألمانى فى النهائي، ويستمد سان لورنزو كثيرا من تفاؤله من الطريق الصعبة التى وصل بها لمنصة التتويج فى بطولة كأس ليبرتادوريس، حيث عانى كثيرا فى الطريق للقب مثلما عانى أمام أوكلاند فى المربع الذهبى للبطولة الحالية. وإذا حصد سان لورنزو اللقب، سيكون هو اللقب العاشر للكرة الأرجنتينية فى تاريخ بطولات كأس انتركونتيننتال وكأس العالم للأندية ولكنه سيكون الأول فيها لسان لورنزو الذى يشارك فى مونديال الأندية للمرة الأولي. وينتظر سان لورنزو حضور آلاف من مشجعيه الذين زحفوا خلفه إلى المغرب لكنه يدرك تماما أن الكم الأكبر من المشجعين فى مدرجات استاد مراكش ستكون فى صف منافسه الريال الذى يحظى بشهرة عالمية واسعة، إضافة لقرب المسافة بين أسبانيا والمغرب مما يساعد على سفر آلاف من مشجعى الريال إلى المغرب قبل المباراة مباشرة. وفى المباراة الأخري، يسعى أوكلاند سيتى إلى تكليل جهوده فى البطولة بإحراز المركز الثالث فى مشاركته السادسة بمونديال الأندية. وعلى عكس جميع المشاركات الخمس السابقة، بلغ أوكلاند المربع الذهبى فى البطولة الحالية وكان ندا عنيدا وقويا لسان لورنزو ولكنه خسر فى الوقت الإضافى ليكتفى باللعب على الميدالية البرونزية، بعدما برهن أنه المفاجأة الكبيرة والحصان الأسود للنسخة الحالية من مونديال الأندية. لكن طموحات أوكلاند ستصطدم بقوة فريق كروز آزول الذى يقدم كرة رائعة تتسم بالطابع الأسبانى »تيكى تاكا« إلى حد بعيد، ولكن حظه العاثر وضعه فى مواجهة العملاق المدريدى بالمربع الذهبى للبطولة، ليخرج من المنافسة على اللقب ويكتفى باللعب على الميدالية البرونزية، التى يسعى إلى حصدها فى أول مشاركة له بمونديال الأندية.