مر قريب لي بضائقة صحية تستدعي أن يكون معه مرافق لخدمته,و تناوب الجميع عليه قدر أستطاعتهم,,و بدءنا نفكر كيف يكون الحال حين يذهب لمنزله؟من سيراعيه و يتولى شئون المنزل و شئونه الصحيه؟ و بحثنا عن مراكز للتمريض و أخري لخادمات و هي اماكن مرتفعة الاسعار. هو قادر ماديا و لكن أين الأهتمام الروحي بالكبيروالحنيه في التعامل,,هو ليس له زوجه و له أبنه تعمل بالخارج (يعني وحيد) و تأملت قوله تعالى﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) ﴾ سورة الكهف'و بتفسيري المتواضع للآيه مع الموقف أن المال في كثير من الأحيان يكون أفيد و أنفع من البنون, لذا قررت البحث عن تفسير الآيه والحكمه في تقديم الله عز و جل المال على البنون. المال والبنون زينة الحياة الدنيا: طبعاً كلام واقعي أولاد نجباء، والأب يملك مال وفير، يعطيهم، يكرمهم، يرتدون أجمل الثياب، كل ابن له غرفة خاصة، يزهو بهم، درسوا، تعلموا، أما مال بلا بنين أو بنون بلا مال, شيء متعب أو مرهق.. النقطة ليست هنا: والباقيات الصالحات: الله عزّ وجل وصف المال والبنين بأنها زينة الحياة الدنيا ثم وصفها وصفاً ضمنياً غير مباشر لأنها زائلة. والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً، فالإنسان انسجاما مع رغبته في الاستمرار في الخلود.. إن استهلك وقته في عمل ينفعه بعد مضي الوقت يكون قد انسجم مع فطرته، الموت نقطة على خطٍ صاعد. الله سبحانه وتعالى أكرمه بنعمة الوجود وأكرمه بالوجود بالعطاء إذا كان عمله صالح ويعمل للآخرة هذا العطاء لا يقل بل يستمر(لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي)
وقال فيها القرطبي رحمه الله: وَيَجُوزُ" زِينَتَا" وَهُوَ خَبَرُ الِابْتِدَاءِ فِي التَّثْنِيَةِ وَالْإِفْرَادِ وَإِنَّمَا كَانَ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِأَنَّ فِي الْمَالِ جَمَالًا وَنَفْعًا، وَفِي الْبَنِينَ قُوَّةً وَدَفْعًا، فَصَارَا زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، لَكِنَّ مع قرينه الصفة للمال وَالْبَنِينَ، لِأَنَّ الْمَعْنَى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ هَذِهِ الحياة المحتقر فللمال و البنون جمال خاص بالحياة الدنيا, والأعمال الصالحات التي تبقى للآخرة خير ثوابا للإنسان ومن خلال الجمع بين المال والبنين والباقيات الصالحات نستنتج ما يلي: المال والبنون يعتبر زينة خاصة بالدنيا إلا أننا نستطيع أن نجعل منه عملا صالح باقيا يكون ثوابا نأمله عند الله فالبنون قد يكونون عملا صالحا حينما ينشئون تنشئة صحيحة وذلك ما يؤكده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية . أو علم ينتفع به . أو ولد صالح يدعو له,والباقي من المال هو ما تصدق به الإنسان. ويخطئ من يعتقد أن كل السعادة في المال وأن الهم والشقاء في حجبه فالمال كما أنه نعمة وزينة فهو نقمة ووبال فالفاصل في المال فيم توظيفه واستخدامه في معصية أم في طاعة والفاصل في البنين هل هم من الذرية الصالحة التي تقر بها العيون أم من الذرية الطالحة التي تخسأ لها العيون والفاصل في الأمر أن ما عند الله خير وأبقي وان الغني الحقيقي والسعادة الحقيقية تكمن في صفاء النفس وانشراح الصدر بالعمل الصالح والعبادات والطاعات بتقوى الله والتوكل عليه بالرضا والقناعة وحتى الشعراء تغنوا للمال و البنون و منها سيد حجاب(مال أيه ده لو كان مال قارون كله زايل و لا غير عمايل الخير يا هو أنجدونا)(لا المال ينور طريقي و لا البنون بلو ريقي,عملي في حياتي رفيقي في وقفتي الآخرانيه) [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد