تشهد مصر، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، زيارات متتالية لوفود رسمية رفيعة المستوي، من روسيا وبولندا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، تضم رموز مجتمع الأعمال بهذه الدول، مما يؤكد جديتها فى تعميق التعاون مع القاهرة، وزيادة التجارة والاستثمارات بها. وأكد الوزير المفوض التجارى محمد داود رئيس جهاز التمثيل التجاري، فى حوار ل«الأهرام»، أن هذه الزيارات تؤكد استعادة القاهرة لعلاقاتها المتميزة مع كبرى العواصم الأوروبية، التى تنظر لمصر الآن على أنها قبلة الاستثمار العالمي، بفضل مشروع قناة السويس الجديدة، الذى يسوق مصر عالميا. وقال إن الرؤية الجديدة لعلاقات مصر الخارجية، التى تتبناها القيادة السياسية، ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى، وزياراته لكبرى عواصم العالم، نجحت فى تغيير النظرة للأوضاع فى مصر، وهو ما نلمسه خلال الزيارات الخارجية، التى يقوم بها وزير التجارة والصناعة منير فخرى عبد النور، حيث نشهد تسابق دول العالم وكبرى الشركات والمؤسسات المالية الدوليةعلى المشاركة فى المؤتمر الاقتصادى، المزمع عقده بشرم الشيخ فى مارس المقبل.وأضاف أن الاهتمام العالمى بمصر يعكسه أيضا تلقى القاهرة دعوات لزيارة دول لم تأت وفود رسمية منها منذ عام 2005، حيث من المقرر زيارة بعثة رسمية من بولندا للقاهرة، برئاسة نائب وزير الاقتصاد البولندي، وذلك خلال الفترة من 15 إلى 18 مارس المقبل، وستبحث 30 شركة بولندية، تشارك فى الزيارة، فرص الاستثمار المتاحة بالسوق المصرية. وقال إن أول اللقاءات المنتظرة زيارة نائب رئيس الوزراء الروسى اركادى دفوركوفيتش القاهرة، الخميس المقبل، حيث سيبحث مع كبار المسئولين المصريين عددا من الملفات السياسية والاقتصادية، على رأسها تفعيل اتفاق الرئيسين بوتين والسيسي، بشأن زيادة صادرات مصر من الصناعات الغذائية لروسيا، بنسبة 30٪ عن مستوياتها الحالية. وأضاف أن السوق الروسية مهمة لنمو صادراتنا،خاصة أن حجم التعاملات حاليا لا يرقى لثقل العلاقات السياسية بين البلدين، وحجم الفرص التجارية المتاحة لافتا إلى ان مجتمع الأعمال المصرى يدرك هذه الأهمية، وهناك تحركات جادة لمضاعفة صادراتنا لروسيا، والتى لا تزيد على نصف مليار دولار، إلى جانب نحو 2.5 مليار دولار استثمارات روسية بمصر. وكشف عن موافقة الحجر الزراعى الروسى على تسجيل منتجات الألبان والأجبان ل7 شركات مصرية، وذلك لأول مرة فى تاريخ علاقات البلدين، مما يسمح بدخول تلك المنتجات لأسواق روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، أعضاء الاتحاد الجمركى الأوروآسيوي، متوقعا أن تشهد الفترة القليلة المقبلة بدء تعاقد الشركات المصرية على صفقات تصديرية مع الشركات الروسية، التى أجرت معها بالفعل مفاوضات تجارية، خلال مشاركة مصر فى معرض موسكو للأغذية العالمى. وكشف عن انتهاء مصر من دراسات الجدوى الاقتصادية لاتفاق تحرير التجارة مع الاتحاد الجمركى الأوروآسيوى، والتى أظهرت أن مصر ستستفيد اقتصاديا بصورة كبيرة من هذا الاتفاق، خاصة أن هناك احتمالا بانضمام ارمينيا للاتحاد الجمركي، مطلع العام المقبل، مما يزيد من حجم السوق، التى ستتمتع خلالها منتجاتنا بمزايا وإعفاءات جمركية. وقال إن نائب وزير الصناعة الروسى سيزور مصر على رأس وفد من رجال الأعمال الروس، خلال الفترة من 19 إلى 20 يناير المقبل، لاستكمال تلك المباحثات، إلى جانب عقد صفقات جديدة بين رجال الأعمال من الجانبين، حيث ينتظر عقد عدد من اللقاءات الثنائية بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية. وأضاف أن هيئة التجارة والاستثمار البريطانية تعد لقيام وفد من رجال الأعمال البريطانيين، برئاسة وزير شئون الشرق الأوسط البريطاني، بزيارة القاهرة أيضا، خلال الفترة من 12 إلى 15 يناير، لافتا إلى ان الوفد يضم عددا من كبرى شركات التجزئة البريطانية، التى ترغب فى زيادة تعاملاتها مع القطاع التصديرى المصري، وهو ما سيسهم فى استمرار الاتجاه التصاعدى لصادراتنا لأسواق المملكة المتحدة، التى ارتفعت بالفعل بنسبة 34٪، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، مما أسهم فى انخفاض عجز الميزان التجارى بين البلدين من 106 ملايين جنيه استرلينى العام الماضي، إلى 32 مليونا فقط حاليا. وأوضح داود أن القاهرة ستستقبل، أيضا، خلال الشهر الحالي، وفدا من إحدى المؤسسات الألمانية الكبري، التى تعمل كحلقة وصل بين المصدرين بالدول النامية والمستوردين الألمان، حيث سيقوم الوفد بعقد لقاءات مع عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، لمساعدتها فى تصدير منتجاتها للاتحاد الاوروبى بصفة عامة، وألمانيا بوجه خاص، مشيرا إلى أن الجانب الألمانى مرحب بزيادة التعاون مع مصر، وفى جميع المجالات، وهو ما تؤكده أرقام التبادل التجاري، حيث ارتفعت صادراتنا لألمانيا بنسبة 14٪ بنهاية سبتمبر الماضي. وكشف رئيس جهاز التمثيل التجاري، عن ترتيب مجلس الأعمال المصرى - الفرنسى زيارة لوفد من الشركات الفرنسية للقاهرة، مطلع العام المقبل، وذلك للتعرف على الإجراءات التى اتخذتها الحكومة المصرية لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار، إلى جانب مناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر، خاصة بقطاعا الهندسة المدنية، والمشاركة فى مشاريع الأنفاق بمنطقة القناة، وتوليد وتوزيع الكهرباء، وإنتاج الغاز الطبيعي، والطاقة المتجددة، والاتصالات، والسياحة، والخدمات المالية. و قال داود إن المكتب التجارى المصرى بروما يتابع حاليا ترتيبات زيارة وفد من كبرى الشركات الإيطالية للقاهرة، والمقررة منتصف فبراير المقبل، حيث سيرأس الوفد نائب وزير التنمية الاقتصادية الايطالي، ويضم شركات تعمل بقطاعات المنسوجات والمنتجات الزراعية والنقل واللوجيستيات والبترول والغاز والبنية الأساسية.