مع التأكيد على أهمية الدفاع عن حرية التعبير فى مجتمعنا باعتبار أن قيمة حرية الصحافة تمثل «رمانة الميزان» فى أى مجتمع ديمقراطى أو يسعى الى الديمقراطية.. هذه بديهية قبل الحديث عن تدمير بعض الإعلاميين لهذه القيمة بالغة الأهمية فى حياتنا . سبب الحديث أن بعض الاعلاميين وليسوا كلهم نسوا أو تناسوا قواعد المهنية فى العمل الاعلامى.. وأول هذه القواعد أن يدير الحوار بالنيابة عن المجتمع نفسه.. ألا يحشر نفسه وآراءه ويفرضها على الجميع بمجرد أن يعتلى منبرا إعلاميا وأعنى بذلك البرامج الحوارية . لأ أحد يريد وعاظا.. زهقنا من الوعاظ.. نريد أخبارا وتحليلات على لسان متخصصين. من المضحكات المبكيات استضافة ضيف أو ضيوف فى الاستديو ويبدأ المذيع أو المذيعة فى الحديث لمدة 20 دقيقة يعبر عن آرائه فى القضية التى يستضيف فيها خبراء، كأنه حريص أن يسبق الضيف فى هذا السياق ثم بعد ذلك يقدم الضيف ويقاطعه 5 آلاف مرة ولا يتيح له الفرصة لاسترسال آرائه.. هذا خلاف المداخلات التليفونية والتقارير.. أو استضافة شخص وتعمد عدم اظهار صورته على الشاشة معظم الوقت.. حالة مزرية من عدم المهنية . نضيف الى ذلك القيام بعمليات الشحن والتعبئة وقد حذرت مرارا من انقلاب هذا الأسلوب على صانعه . آخر موضة أن كل مذيعى الفضائيات تحولوا الى مستشارين للرئيس.. أفعل ذلك ولا تفعل ذلك.. كاتبة تعبر عن حبها للرئيس وفى اليوم التالى تنقلب ضده تحذره بغضب مما يفعله . حالة من الهستيريا تسبب فيها الاعلام وتحتاج الى وقفة سواء من نقابة الصحفيين التى يسعى أعضاء مجلسها الموقر الى النجومية متناسين أخلاقيات وآداب المهنة أو حتى من جانب اعلام الدولة.. الاعلام تليفزيون وصحافة أبتعد عن المهنية ويحتاج الى صحوة لترسيخها من جديد لأنه لا ديمقراطية بدون اعلام حر مهنى .