حذر جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى من نشر تقرير مجلس الشيوخ المرتقب عن أساليب التعذيب التى لجأت اليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» خلال الفترة من 2001 إلى 2009 ،خوف اشتعال الاضطرابات فى منطقة الشرق الأوسط وتعريض حياة الرهائن الأمريكيين المحتجزين للخطر. وذكرت جين ساكى المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن كيرى اتصل بالسيناتور دايان فينشتاين رئيسة لجنة المخابرات لحثها على أن تأخذ فى حسبانها اعتبارات السياسة الخارجية لدى اختيارها توقيت نشر التقرير. وقال مسئولون بالكونجرس الأمريكى إن كيرى حذر خلال اتصال تليفونى برئيسة لجنة المخابرات فى مجلس الشيوخ من أن بعض حلفاء الولاياتالمتحدة أعربوا عن قلقهم من أن التقرير قد يثير أعمال عنف بمنطقة الشرق الأوسط. وقال مصدر إن إحدى المسائل المثيرة للقلق هى أن الجماعات الإرهابية التى تحتجز رهائن أمريكيين ستقوم بقتلهم فور نشر التقرير. ويوضح هذا التقرير رسما بيانيا لأنشطة برنامج دشنته وكالة المخابرات الأمريكية فى عهد الرئيس السابق جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. واستغرق إعداد هذا التقرير عامين من الأعضاء الديمقراطيين باللجنة. وتضمن التقرير استخدام أساليب استجواب قهرية أدانتها جماعات حقوق الإنسان بوصفها تعذيبا ومن بينها أسلوب محاكاة الغرق مع المعتقلين المشتبه بأنهم متشددون. ومن جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الإدارة الأمريكية تدعم نشر التقرير الذى يقع فى أكثر من 6 آلاف صفحة، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يدعم منذ فترة طويلة نزع السرية عن التقرير. يأتى ذلك فى الوقت الذى يعارض فيه العديد من الجمهوريين نزع السرية عن التقرير وإعادة فتح الجدل حول عمل «سى آى أيه» والتعذيب بصورة عامة. وفى غضون ذلك، حذرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية من أن مسلحى «جبهة النصرة» الإرهابية فى سوريا الموالية لتنظيم القاعدة يسيطرون على مساحات شاسعة من الأراضى السورية فى ظل تراخى قبضة المعارضة المعتدلة على المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يهدد فاعلية الاستراتيجية الأمريكية للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه منذ القضاء على اثنتين من أهم جماعات المعارضة التى يدعمها الغرب فى الأراضى السورية نجحت جبهة النصرة فى تعزيز وضعها كأقوى قوة عسكرية فى شمال غرب سوريا. فقد نجحت الجماعة الإرهابية فى فرض سيطرتها على العديد من المدن والقرى فى المنطقة، مما ساعدها على تأمين الطرق لوصول الإمدادات من وإلى تركيا، وهو ما يمهد الطريق لإنشاء ما وصفته الصحيفة ب »الإمارة الإسلامية« فى المنطقة، وهى كيان منافس «للخلافة» التى أعلنها تنظيم داعش الإرهابى فى شمال شرق سوريا وغرب العراق قبل عدة أشهر.