كلما امتد بى العمر أشاهد ما لا يصدقه عقل من أحداث يندى لها جبين الشرفاء الاتقياء وتجزع منها نفوس الرجال ذوى الخلق القويم.. وأقول للغاضبين والمعترضين ارجعوا إلى أول جرائم الإنسانية واعقلوها جيدا حتى يتسنى لكم إعمال العقل.. إن أولى جرائم البشرية هى الغرور فعندما أمر الله ابليس بالسجود لآدم رفض لأن الله خلقه من نار وخلق الإنسان من طين، وهكذا فان الغرور جعل ابليس من العصاة.. ثم يأتى الكذب، فكلنا يعلم جيدا كيف أخرج ابليس آدم عليه السلام من الجنة، إذ كذب عليه وأقنعه أنه له ناصح أمين عندما وسوس إليه ليأكل من الشجرة التى أخرجته ونحن معه من جنة رب العالمين، فالكذب هو ثانى جرائم الإنسانية، ثم تأتى الجريمة الثالثة متمثلة فى الغيرة فقد قتل قابيل هابيل لا لشيء إلا لأن القربان تقبل منه ولم يتقبل من الآخر، وطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله متحركا بالغيرة. تخيل يا أخى أننا مازلنا نمارس كل ما يغضب الله من قتل وإحراق منشآت وترويع تحت نفس المسميات من الجرائم الثلاث.. الغرور والكذب والغيرة.. التى خرج بها آدم من الجنة ورفض ابليس أن يسجد له وقتل بها قابيل أخاه.. نفس الجرائم.. يكذبون على الناس متاجرين بالدين لايهام ضعاف النفوس أن القضية دينية، وأن الخلاف خلاف ديني، والدين منهم براء يخفون همهم الأول والأخير وهو الجلوس على كرسى الحكم والذى جلس المعزول عليه عاما كاملا دون أن يقدم سوى الكذب، الذى يحاولون حرق وطن من أجله للوصول إلى حكم طال انتظاره، ثم ما هذا الغرور الذى تملك منهم كما تملك من ابليس باعتقادهم أنهم هم الأحق بالحكم.. أليس بعد الفشل تخزى النفس وتتوارى الوجوه.. أى شرعية هذه التى يتحدثون عنها.. ان المحاكمات الآن ستظهر للجميع هذه الخيانة العظمى التى لولا مشيئة الله لأطاحت بشعب بكامله. ثم تأتى أم الجرائم بالقتل والحرق لا لشيء إلا للغيرة.. الغيرة التى حركت ضعاف النفوس وذوى القلوب المريضة.. الغيرة ممن أنعم الله عليه بإعمال العقل وحب الوطن.. الغيرة التى ألقت بهم فى أحضان حكومات من الخارج ليطعنوا ابناء وطنهم وحكوماتهم من الخلف، فلقد التقى الحاقدون وتعانقوا لضرب العزل والأطفال والسيدات. وتحت مظلة الغيرة يسعون لاحراق مصر، ولكن هيهات فمصر عصية على هؤلاء وستظل محفوظة بإذن الله. د.حسام أحمد موافى أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني