على الرغم من أن محافظة الدقهلية تعد واحدة من أفضل المحافظات فيما يتعلق بعدد المدارس المقامة بها، وذلك بسبب تسابق الأهالى فى الماضى بالتبرع بالأراضى المملوكة لهم لإقامة مدارس بمدنهم وقراهم إلا أن هذه المحافظة العملاقة تعانى بشدة فى الوقت الحاضر من عدم وجود مدارس كافية لاستيعاب الطلاب بهدف النزول بكثافة الفصول التى تعدت نسبتها 80 تلميذا فى فصول بعض المدارس، إلى جانب وجود مئات القرى التى تحتاج لإقامة مدارس إعدادية وثانوية جديدة لتجنب الانتقال إلى مدارس بقرى أخرى. وأكد صلاح أبو العينين أمين عام اتحاد العمال والأمين المساعد للحركة الوطنية بالدقهلية، أن آخر إحصائية اعتمدها المجلس المحلى للمحافظة فى يناير 2011، كانت تشير إلى وجود 444 قرية تحتاج إلى مدارس إبتدائية وإعدادية وثانوية، وأن المحافظة تحتاج الآن بوجه عاجل إلى 150 مدرسة إبتدائية، ومثلها إعدادية وثانوية. وأشار أبو العنيين إلى أن أهم المعوقات التى تعترض إقامة مدارس جديدة بالمحافظة، تتمثل فى عدم توافر الأراضى المملوكة للدولة، والضعف الشديد فى التبرعات العينية لإقامة مدارس جديدة، كما كان يحدث فى الماضى عندما كان يقدم المواطنون على التبرع بأراضيهم لإقامة مدارس. علاوة على تدنى الاعتمادات المالية السنوية المخصصة من ميزانية الدولة لإقامة مدارس جديدة مع عدم صرف مستحقات مالية ضخمة للمقاولين الذين سبق وأن أقاموا مدارس لمصلحة هيئة الأبنية التعليمية، بالإضافة إلى عدم وجود استراتيجية واضحة للتعليم ممثلة فى عدم التنسيق الكافى بين الوحدات المحلية المختصة وهيئة الأبنية التعليمية والإدارات التعليمية المختلفة لتحديد احتياجات كل قرية من المدارس على حدة، على أن تكون الأولوية للقرى المحرومة والبعيدة ذات الكثافة السكانية العالية . وفجر صلاح أبو العينين مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أشار إلى توقف إنشاء مدارس الفصل الواحد بالقرى منذ 4 سنوات، علاوة على تردى حالة المؤسسات التعليمية القائمة، لافتا إلى عدم انتظام العملية التعليمية من ناحيتى التدريس والتوجيه وعدم المتابعة الدقيقة والمتواصلة لها، مما يؤدى إلى مغادرة تلاميذ بعض المدارس فى التاسعة صباحا نتيجة لعدم الجدية فى عملية حصر الغياب بشكل منتظم بعد كل حصة . وأضاف أبو العينين إلى أن هناك أمثلة صارخة لبعض القرى والعزب المحرومة من المدارس الإبتدائية، مثل إسكندر والوقف وفودة بمركز المنصورة واللوزى وشطا بشربين . ويقول طه حسن المحامى، إن قرية كفر الأبحر التابعة لإدارة نبروه التعليمية، تفتقر إلى مدرسة ثانوية عامة أو فنية بعد أن ارتفع عدد الطلاب الحاصلين على الإعدادية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مما يضطرهم إلى الانتقال للدراسة بمدرسة أشرف جاويش الثانوية بنبروه، مستخدمين " الميكروباصات" كوسائل انتقال، مما يؤدى إلى نشوب احتكاكات يومية بين طلاب القرى الواقعة على الخط، ويشير طه حسن إلى وجود قطعة أرض مملوكة للدولة " أراضى إصلاح زراعى " بعزبة الأقطان، وهى أحد توابع القرية تصلح لإقامة مدرسة ثانوية أو فنية لاستيعاب طلاب القرية، ومعها 3 قرى و 4 عزب، بدلا من أن ينتقلوا إلى مدينة نبروه . كما أكد المهندس نصر منصور، أحد أبناء قرية كفر الحطبة مركز شربين، أنه تبرع فى عام 2003 لهيئة الأبنية التعليمية بالدقهلية بقطعة أرض مساحتها 15 قيراطا لإقامة مدرسة للتعليم الأساسى، واشترط فى عقد التبرع أن تقوم الهيئة بإقامة المدرسة خلال 3 سنوات وذلك حفاظا على أرواح نحو 1500 تلميذ، يدرسون بالمدرسة الابتدائية بالقرية، والتى أصبحت آيلة للسقوط حاليا ورغم مرور 11 عاما، إلا أن أحدا من المسئولين بالهيئة لم يحرك ساكنا وعندما نسألهم عن وضع المدرسة لانحصل على إجابة شافية، وكل ما يقولونه هو أن المدرسة ستقام العام المقبل ..والذى لا يأتى ؟؟