شهدت فعاليات مهرجان الاقصر للسينما الافريقية ندوة حول( سينما جنوب الصحراء) وهي الندوة الرئيسية للمهرجان والتي كان مقررا أن يشارك فيها المخرج خالد يوسف والمنتج حسين القلا إلا أنها جاءت خالية من صناع السينما المصرية الذين اكتفوا بحضور حفل الافتتاح ومن ثم المغادرة ليقتصر ضيوف الندوة علي عدد من المهتمين وصناع السينما الإفريقية أبرزهم بيتر روفريك مدير مهرجان ديربان السينمائي وبيتي الرسن الباحثة في سينما المرأة الإفريقية والمخرج فيليب جالادو مؤسس مهرجان سينما الجنوب. أكد المشاركون في الندوة من ضيوف ومتحدثين أن التمويل هو المشكلة الكبري التي تقف عائقا أمام صناعة السينما الإفريقية ويأتي بعد ذلك التسويق نتيجة احتكار هوليوود لصناعة السينما وتسويقها الأمر الذي جعل الأفلام الأمريكية تحقق إيرادات خارج الولاياتالمتحدة اكبر منها داخلها وهو ما أكده المخرج فيليب جالادوا. وأوضح أن الأفلام التي تهتم بإفريقيا والممولة من خارجها أمريكيا وأوروبيا غالبا ما تركز نتيجة طبيعة التمويل علي موضوعات بعينها متكررة مثل الحروب والفقر والمجاعات وهو ما يجعل الصورة النمطية لإفريقيا سلبية دائما مما يسلبها عناصر الرواج والمنافسة محليا وعالميا. وأضاف جالادو أن الجمهور الإفريقي مازال تحت تأثير الاستعمار الفكري والغزو الثقافي الغربي مما يجعله دائما يجنح إلي مشاهدة الأفلام الأمريكية والغربية ولا يميل إلي الأفلام الإفريقية. بينما أشار مدير مهرجان دير بان بيتر روفريك إلي أهمية مهرجان الأقصر في الترويج للأفلام الإفريقية بحيث لا تقتصر علي عروض المهرجان فقط مطالبا بطرحها من خلال دور العرض حتي نتلافي الأخطاء التي تتكرر في المهرجانات الدولية مثل ما حدث في مهرجان برلين مؤخرا. وأقترح روفريك فكرة إنشاء معسكرات للمواهب السينمائية علي مستوي إفريقيا علي غرار مهرجان دير بان لمساندة وتمويل صناع السينما الجدد المتميزين وذلك باختيار افضل الاعمال بحد أقصي خمسين عملا. كما أكد الجميع ضرورة إنشاء صندوق تمويل إفريقي مشترك لصناعة أفلام سينمائية تتوافر فيها عناصر الإبهار والتشويق بحيث تسمو إلي مراتب المنافسة العالمية.. فيما اقترح البعض استغلال مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت في جمع تبرعات لحل, مشكلة التمويل وجود وسائل أخري لترويج الأفلام الإفريقية بخلاف العرض السينمائي. بينما طالبت بيتي الرسن بدعم العناصر السينمائية النسائية في مجالات صناعة السينما لأنهن اكثر عرضة للمشاكلات والمعوقات عن الرجال لافتة في هذا الإطار إلي أهمية الانترنت كوسيلة لجذب التمويل والاهتمام لسينما المرأة الإفريقية. وقد عكست اجواء تغير المناخ السياسي والاجتماعي المصاحبة للثورات العربية خصوصا في نطاقها الإفريقي في تونس ومصر وليبيا تفاؤلا لدي المشاركين بالندوة في ان تسهم هذه الأجواء في وجود بيئة سينمائية مغايرة تدفع بالسينما الإفريقية إلي التطور لتجد مكانتها اللائقة علي الصعيد العالمي. ولوحظ علي فعاليات المهرجان عدم التنظيم الكافي للبرنامج اليومي نتيجة تضارب مواعيد عروض الأفلام في اماكن متفرقة ومتباعدة, حيث تعرض في مكتبة الأقصر والبر الغربي وساحة أبو الحجاج وقاعة المؤتمرات في ضوء ضعف الدعاية داخل مدينة الاقصر بالمهرجان عموما وبالأفلام المعروضة وأماكن عرضها. وقد أدي اقتصار حضور الفنانين والنجوم المصريين في مجال صناعة السينما لحفل الافتتاح وعدم استمرارية مشاركتهم في حضور فعاليات المهرجان باستثناء النجوم المشاركين في لجنة التحكيم إلي ضعف المهرجان علي مستوي الحضور الجماهيري لدرجة اقتصار حضور الندوة الرئيسية للمهرجان علي عدد قليل من المشاركين لا يتناسب مع أهمية المهرجان والهدف منه. وكان من أهم انشطة المهرجان ملتقي شباب السينمائيين في القارة السمراء.. الذي التقي فيه الشباب بالمخرج سمير سيف ومدير التصوير كمال عبد العزيز في لقاء مفتوح تحدث فيه عن أهم المشاكلات التي تواجه الشباب أثناء صناعة الأفلام بالإضافة إلي مجموعة من الورش أولها ورشة كتابة السيناريو وأدارها المخرج رضا الباهي وورشة التصوير وإدارها كمال عبد العزيز وورشة للمونتاج وادارتها المونتيرة التونسية كاهنة عطية. تنتهي هذه الورش باختيار5 سيناريوهات جيدة ليقوم المهرجان بانتاجها من خلال أفلام( قصيرة وروائية وتسجيلية) من مختلف دول القارة الإفريقية بفرق عمل من هذه الدول خلال ستة أشهر بعد ختام المهرجان.. وفي المؤتمر الصحفي الذي أقامه المهرجان للجنتي تحكيم الافلام الروائية الطويلة والقصيرة تحدثت هند صبري عن أهم المشاكل التي تواجه السينما في تونس ومنها قلة دور العرض حيث قالت إن السينما في تونس تعتمد علي دعم وزارة الثقافة التي تتدخل في العمل وكذلك الاعتماد علي دعم الدول الأوروبية بالإنتاج المشترك.. ومن جانبه أكد المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو علي أن مصر جزء من القارة الإفريقية وقال إن السينما هي أداة للوجود المصري في إفريقيا وبالتالي هناك إحتياج من الطرفين.. كما شدد المخرج محمد خان علي أهمية وجود مهرجان للسينما الإفريقية في مصر, وقال إنه لابد من عمل أفلام إنتاج مشترك بين الدول الإفريقية لوجود سوق لهذه الأفلام في هذه الدول, وأن هناك مشكلة في بعض الدول الإفريقية متمثلة في الاكتفاء الذاتي من انتاج الأفلام, وهو ما يعمل علي صعوبة توزيعها بين دول القارة.. أقام المهرجان معرضا لأفيشات الفيلم الأفريقي الأول في مصر ويعد هذا المعرض هو الأول لملصقات أفلام القارة السوداء الذي يحمل بصمة من بصمات طريق أفريقيا إلي عالم السينما..