النزاع المسلح الدائر في منطقة الشرق الاوسط سبب رئيسي لتفشي الأمراض و الفيروسات وبعد اختفاء دام 14 عاما، وأكد تقرير الأممالمتحدة في جنيف ظهور شلل الاطفال في المنطقه نتيجة نزوح عدد كبير من المقاتلين من باكستان احدي الدول الثلاث المتوطن فيها فيروس الشلل مما يعوق خطط استئصال المرض عالميا بعد تسجيل عشر إصابات مؤكدة بالمرض في المنطقة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن مرض شلل الأطفال آخذ في التفشي بسوريا و العراق مهددا بشكل مباشر جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. وذكر الدكتور مايكل ريان بمنظمة الصحة العالمية إن المنظمة ربطت بين تفشي المرض واستمرار الحرب منذ 31 شهرا في سوريا. وقالت إن الحالات المصابة أو المشتبه فيها هي لأطفال سوريين وعراقيين لا تتجاوز أعمارهم العامين وهى السن التى ينتشر بها المرض عادة لم يحصل أي منهم علي التطعيم أو اللقاح الكافي بسبب ظروف الحرب. وذكرت المنظمة أنه بالإضافة للحالات المؤكدة فهناك 12 حالة أخرى لأطفال ظهرت عليهم أعراض المرض الفيروسي المعدي ويجري التحقق والتأكد منها حاليا. وتحاول منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) وجمعية الهلال الأحمر حاليا الوصول إلى حوالي خمسمائة ألف طفل سوري عزلتهم الحرب لإعطائهم اللقاحات والتحصينات اللازمة للوقاية من شلل الأطفال، علما بأنه قبل بداية الحرب الدائرة في سوريا تلقى جميع الأطفال تقريبا اللقاحات الواقية من المرض الذي يمكن يتطور ويؤدي إلى شلل. وأكد الدكتور معظم حسين باليونسيف ان انتشار المرض بين الأطفال السوريين "مبعث قلق رئيسي" بسبب نقص الخدمات الطبية المقدمة في البلاد، وذكر أن شلل الأطفال هو مرض فيروسي معد يؤثر على أعصاب المريض ويقود إلى الإصابة بالشلل أو الموت وأكد الدكتور طارق عبد الرحمن بمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة إن الأجواء الراهنة لمنطقة الشرق الأوسط تهدد إعلان استئصال شلل الأطفال نهائيا من العالم أواخر 2018 وعلي الرغم من ذلك تبذل المنظمة قصار جهدها حتى مع وجود النزاعات المسلحة لتوصيل الأمصال واللقاحات للمناطق المضطربة وهذا حدث بالفعل في دول كثيرة ومتعددة بالمنطقة. واشاد بحرص السلطات السورية على السماح بوصول الأطباء والأفراد من منظمة الصحة العالمية لتقديم الأدوية واللقاحات المناسبة، وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تعمل جاهدة علي ألا تعوق الصراعات وصول لقاح شلل الاطفال للمناطق المتنازع عليها, مشيرا إلى انه تم وضع اتفاق بين أطراف متنازعة من قبل لوقف القتال ليومين حتى يتمكن فريق الصحة العالمية واليونيسيف من توصيل الأمصال واللقاحات للأطفال للحد من الأمراض المختلفة وعدم انتشارها بصوره كبيره ،لا سيما في المناطق التي تشهد سيطرة مقاتلي “داعش” عليها ما جعل المنظمات العالمية تحذر من آن يصبح العراق معرضا بشكل كبير لتفشي هذه الأمراض واشار الدكتور طارق عبد الرحمن من منظمة الصحة العالمية بالقاهرة ان الاعلان عن استئصال شلل الاطفال نهائيا من العالم نهاية عام 2018 وهو اعلان دولي يتم علي مستوي العالم ويعلن من مقرمنظمة الصحه العالميه في جنيف كما اكد ان انتشار الفوضي والنزاعات في باكستان يزيد من انتشار المرض وظهور الحالات بشكل كبير حتي وصلت الي 235 حاله فيما يعادل 95% من الحالات في العالم. ومما يزيد الامر تعقيدا ان باكستان تعد من أصعب الدول التي يمكن الوصول اليها لتوصيل الامصال واللقاحات. وتأتي افغانستان في المرتبه الثانيه من حيث عدد المصابين بشلل الاطفال بها 18 حاله ،ثم نيجيريا بواقع 6 حالات ويذكر ان المنظمه تلجأ لتكوين فرق من داخل المنطقه لتدريبهم ليقوموا بتوصيل اللقاحات الي الاطفال بعد ان تعرضت فرق المنظمة والشرطة المخصصة لحماية الفريق للقتل اكثر من مرة . واكد الدكتور هاني مرتضي ان الحروب الدائرة في المنطقه تسببت في مشكلتين احداهما ظهور اول حالة شلل اطفال مره اخري عام 2013 نتيجة المحاربين النازحين من عدة دول واهمها باكستان والهند والشيشان والثانية عدم قدرة الدول علي امداد جميع الاطفال السوريين بلقاح الشلل . وتشير التقارير إلي أنه مع توغل مقاتلي داعش في بعض مناطق شرق المتوسط, إرتفعت معدلات انتشار الأمراض والأوبئة وذلك بسبب نشر داعش معتقدات تفيد بأن الأمصال والوقاية ضد الدين، وأن حماية الأطفال تتعارض ودخول الجنة، وتحصينهم مناهض للشرع، ويبدو أن هذا التحريم من قبل داعش كان له أثره الذى تجلى فى ظهور إصابات بشلل الاطفال في منطقة شرق المتوسط التي خلت لفترة من هذا المرض. وتبدو مرارة واقع المنطقة، حيث إن الدول التي تعاني مشاكل أمنية أو صراعات مسلّحة أو طائفية أو اقتتالات أهلية أو سيطرة الجماعات ظهرت فيها 90% من الحالات الجديدة المبلّغ عنها خلال العام الحالي, وكان لأطفال العرب والمسلمين نصيب من هذا المرض التاريخي، مما يدل علي ارتباطاً واضحاً بالجماعات المتطرّفة، حيث يؤكد الخبراء أن مقاتلي داعش تمنع الهيئات الدولية وحملات التلقيح والتحصين من الوصول إلى المناطق التي تسيطّر عليها، مما أدى إلى تطابق بين حالات ظهور المرض وأماكن تواجد تلك الجماعات. يُذكر أنه في نهاية العام الماضي، نجمت 60% من حالات الإصابة بشلل الأطفال عن انتشار الفيروس البري دولياً عن طريق المسافرين. وهذا العام، انتشر الفيروس انطلاقاً من ثلاث دول من أصل الدول العشر الموبوءة حالياً. ففي آسيا الوسطى انتقل من باكستان إلى أفغانستان. وفي الشرق الأوسط انتقل من سورية إلى العراق، وفي وسط أفريقيا من الكاميرون إلى غينيا الاستوائية.