خيم أمس شبح الفشل علي مفاوضات الفرصة الأخيرة بين إيران والقوي الست الكبري في فيينا بعدما أعلنت كل من بريطانيا والولايات المتحدة عن تشاؤمها إزاء التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني قبل الوصول للسقف الزمني المحدد في 24 نوفمبر الجاري، فضلا عن إعلان إيران أمس تمسكها بمشروع مفاعل "آراك" النووي أحد أبرز نقاط الخلاف بين طهران والقوي الغربية. ومن جانبه، استبعد علي أكبر صالحي كبير المفاوضين الإيرانيين إجراء أي تحويل أو تعديل في تصميم مفاعل آراك -الذي لايزال قيد الإنشاء ويعمل بالمياه الثقيلة - من أجل تقليل كمية البلوتونيوم التي ستنتج فيه والممكن استخدامها في تصنيع القنبلة النووية ، الأمر الذي يتعارض مع رغبة الغرب في تشغيل المفاعل بالمياه الخفيفة بهدف تقليص كمية البلوتنيوم المنتجة. وقال صالحي "لقد أعلنا استعدادنا لتصميم مفاعل آراك بشكل يخفف من المخاوف الغربية، وهذا الأمر تم البت فيه من الناحية التقنية ولن نسمح بمزيد من المناقشات حوله". جاء ذلك بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند من لندن أنه ليس متفائلا بإمكان التوصل لاتفاق بحلول الاثنين المقبل ، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأنه في حال التمكن من إنجاز بعض الخطوات الأساسية، فقد نجد السبيل لتمديد المهلة المحددة للتوصل إلي اتفاق نهائي ، في حال انجاز تقدم في الاتجاه الصحيح . وكان نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي توني بلينكن قد صرح أمس الأول بأن التوصل لاتفاق نووي شامل مع إيران بحلول الموعد النهائي في 24 نوفمبر يبدو الآن صعبا لكنه ليس مستحيلا. وفي تصريح يزيد من تعقيد المفاوضات ، قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إن إيران لم تقدم أي تفسيرات تمكن الوكالة من إيضاح قضايا عالقة بشأن برنامجها النووي ، داعيا طهران لزيادة تعاونها مع تحقيق الوكالة حول محاولة الأولي امتلاك سلاح نووي. وقال أمانو في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة إنه يطالب طهران بتسهيل حصول الوكالة علي كل المعلومات والأشخاص والمواقع والوثائق التي لها علاقه بأنشطتها النووية. وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري توجه مساء أمس إلي فيينا لحضور المفاوضات النووية بين إيران والقوي الغربية، وذلك بعد أن أجري كيري محادثات في باريس مع نظيريه السعودي والفرنسي حول الملف النووي الإيراني.