يعتبر عام 2014 من أسوأ المواسم التى شهدتها الكرة المصرية على مدار تاريخها الكبير خاصة على مستوى المنتخبات حيث خرجت جميعا من التصفيات وآخرها خيبة المنتخب الوطنى الأول ولكن كل هذه الإخفاقات جاءت نتيجة سوء إدارة وعدم خبرة من أعضاء مجلس اتحاد الكرة الذى يضم مجموعة من الهواة قليلى الخبرة إلى جانب المجاملات والمحسوبية فكانت كل اختياراتهم سيئة وجاءت النتيجة «صفر» وفشلا على كافة المستويات من الناشئين مرورا بالشباب ونهاية بالمنتخب الأول حتى أصبح الفاشلون فى الجبلاية عنوانا لاتحاد الكرة . ويعتبر القرار الذى اتخذه جمال علام رئيس اتحاد الكرة عقب الخسارة امام تونس بإقالة الجهاز الفنى برئاسة شوقى غريب هو بداية تصحيح المسار وأول قرار يستحق عليه علام التحية لانه استطاع ان يكسر شوكة لوبى هانى ابوريدة ويتخذ قرارا تآخر كثيرا لان شوقى غريب اثبت عدم اهليته بان يكون رقم واحد فى جهاز فنى لمنتخب فى حجم المنتخب الوطنى . فقد انضم شوقى غريب للاجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية منذ عام 1991 ومنذ ذلك التاريخ وهوداخل المنظومة الكروية لاتحاد الكرة وعمل مع هانى مصطفى مدربا مساعدا لمنتخب الشباب ثم مدربا عاما مع المرحوم الدكتور محمد على وأصبح بعد ذلك مديرا فنيا للشباب ثم المنتخب الاوليمبى واخيرا المنتخب الوطنى الذى شهد على يديه تدهورا كبيرا فى المستوى والترتيب الدولى ويكفى أنه تعرض لاربع هزائم فى التصفيات من اصل 6 مباريات خسر فيها على ملعبه مرتين امام السنغالوتونس ولم يفز إلا على بتسوانا اضعف منتخبات القارة. هذا كشف حساب المواجهات الرسمية لشوقى غريب خلال فترة توليه المسئولية. رسب شوقى غريب فى تقديم نفسه كمدير فنى للمنتخب الوطنى رغم المساندة القوية من هانى أبوريدة وحاشيته ولولا ذلك لما تميز على ابناء جيله وظل داخل جبلاية الفاشلين طوال السنوات الطويلة. على المستوى الفنى وضح تماما ان شوقى غريب ليس لديه برنامج واضح أوقدرة على بناء منتخب جديد فقد ضم لاعبين دون المستوى مما يدل على أنه لم ير لاعبى مصر بالكامل واعتمد على أى لاعب يحترف فى الخارج بغض النظر عن مستواه فكانت النتيجة فضائح وهزائم من مباراة لاخرى. اغلب اللاعبين الذين انضموا للمنتخب فى فترة الاعداد والمباريات التجريبية خرجوا من القائمة أوالتشكيل الاساسى عقب الهزيمة فى اول مباراة فى التصفيات امام السنغال وضم عناصر جديدة ثم لعب بتشكيل جديد ولم يستطع ان يبرر افعاله التى اتسمت بالعشوائية وضم عصام الحضرى فى البداية ثم استبعده قبل التصفيات واخيرا استعان به فى آخر مباراة . وضم على غزال واوكا والسعيد فى الدفاع واستبدلهم بعد اول مباراة وضم نجيب وسمير وجبر ، وفى الهجوم بدأ بقمر ثم لعب بعمرو جمال ثم ضم عرفة ومتعب . بسبب شوقى غريب وعلى يدية اصبح المنتخب الوطنى «ملطشة» لكل من هب ودب حتى أصبح أستاد القاهرة مزارا للمنتخبات الافريقية بعد ان كان بيتا للرعب ففقدت الكرة المصرية اهم مميزاتها . بعيدا عن النواحى الفنية فى الاختيارات والتشكيل والاعداد وطرق اللعب، سادت حالة من الفوضى داخل الجهاز الفنى سواء بين اعضائه أواللاعبين ولم يعد الاحترام قائما بين اللاعبين والجهاز الفنى ، اعتراضات واحتجاجات تارة وبين اعضاء الجهاز الفنى والادارى تارة اخرى والاتهامات المتبادلة سواء بين طبيب المنتخب طارق سليمان والحارس الشناوى وحازم إمام يؤكد أن هناك خللا. ويبدو ان مجلس ادارة الفاشلين فى الجبلاية عمل كالنعامة ووضع رأسه فى الرمال ولم يتحرك لانقاذ ما يمكن انقاذة فهولا يسمع ولا يرى ولا يتكلم إلا بتصريحات تثير ألراى العام واخرها تصريحات حسن فريد بان شوقى غريب باق حتى 2018 متحديا الرأى العام كله خاصة وان المجلس قد انقسم الى حزب مؤيد بقيادة حسن فريد وحزب معارض لبقاء شوقى بقيادة جمال علام الذى انتصر لحزبه ونفسه وأقال شوقى قبل ان يأتى للقاهرة. شوقى غريب فقد شرعيته منذ اول مباراة له فى التصفيات أمام السنغال، واتحاد الكرة اثبت فشلة فى كل شئ واعتراف علام بوجود مجاملات خير دليل على ذلك وقصة تعيين ياسر رضوان بديلا لعلاء ميهوب فى منتخب الشباب خير دليل على ذلك إلى جانب تعيين شوقى غريب وعلاء نبيل فى المنتخب الاول ومن ورائهم يؤكد الخلل الذى أدى إلى انهيار الكرة المصرية الى ادنى مستوى فى الكرة الافريقية بعد ان اعتلينا القمة لسنوات طويلة. وهكذا انتهت التصفيات الافريقية بكابوس مزعج للكرة المصرية تحتاج لسنوات طويلة حتى تشفى منه، وبداية الاصلاح يبدأ بتعيين جهاز فنى جديد يمتلك خبرة بقيادة مدرب يستطيع بناء منتخب جديد على اسس علمية بعيدا عن الفهلوة المصرية التى كان يعتمد عليها شوقى غريب وجهازه الفنى.