مهرجان القاهرة هو أحد أهم المهرجانات السينمائية على مستوى العالم،كما انه المهرجان الوحيد فى منطقة الشرق الأوسط و أفريقيا الذى يحمل الصفة الدولية فئة «أ» وتسمى «مهرجانات الأفلام المنافسة» وذلك بحسب تصنيف اتحاد المنتجين الدولى «FAIPF» الذى يشرف على جميع المهرجانات السينمائية فى العالم و يمنحها الشرعية الدولية ويعد مهرجان القاهرة أول مهرجان سينمائى فى الشرق الأوسط وقد انطلقت أولى دوراته عام 1976 بفضل الراحل الكبير كمال الملاخ الذى وضع اللبنات الأساسية لهذا المهرجان وأسهم بشكل ملموس فى رسم ملامحه ومراحله . لكن ككل شىء لم تكن مسيرة المهرجان سهلة بل خلال مشواره شهد حالة عدم توافق أدت إلى سحب الصفة الشرعية منه عام 1978، وتوقف المهرجان عام 1980، وجاء سعد الدين وهبة عام 1985 لإقامة الدورة التاسعة للمهرجان برئاسته ، وفى عام 1986 جاءت السيدة سهير عبد القادر كأمين عام للمهرجان مع فريق عمل مقاتل ليقودوا جميعا معركة إعادة الشرعية الدولية للمهرجان من الاتحاد الدولى للمنتجين. ويلعب المهرجان دورا مهما فى ترسيخ مكانة مصر سينمائياً حيث إنها من أولى دول العالم التى دخلتها صناعة السينما عام 1896 واستطاع المهرجان على مدى سنوات طويلة مد جسور التواصل بين دول العالم المختلفة ومصر ودول العالم العربى من خلال عرض نماذج رفيعة من السينما العالمية المختارة من أوروبا وأمريكا ومن دول العالم الثالث فى اقسامه المختلفة ليتعرف الجمهور على التجارب الفنية المتعددة ولا يقع حبيس نوع واحد ولقد بلغ عدد الافلام التى عرضها المهرجان فى الدورة الرابعة والثلاثين وهى آخر دوراته قبل ثورة 25 يناير المجيدة 475 فيلما من أكثر من 71 دولة ليس ذلك فقط بل استطاع المهرجان منذ دورته الأولى وحتى الآن لفت انظار العالم تجاهه باعتباره أول مهرجان سينمائى بالمنطقة كما حظى بحضور نخبة كبيرة من ألمع نجوم وصناع السينما العالمية وبالتأكيد عاد كل واحد من هؤلاء إلى بلده مشيداً بعظمة مصر وتاريخها وأيضاً بمدى تطورها سينمائياً ومن هؤلاء النجوم على سبيل المثال لا الحصر : ( اليزابيث تايلور، أوليفر ستون ، إليا كازان ، جون بورمان ، كارلوس ساورا، مارتشيللو ماسترويانى، أميتاب باتشان، إيتورى سكولا، نيكول جارسيا، نيكولاس كيدج، صوفيا لورين، شارلوت رامبلنج، ميشيل بيكولى، جينا لولو بريجيدا، ايف بواسيه ، بيتر أوتول، ألان ديلون، مايكل انجلو أنطونيونى ، أورنيلا موتى، كاترين دينيف، نستاسيا كينسكى، سيدنى بولاك، آلان باركر، أكيرا كوروساوا، جون مالكوفيتش ، شاشى كابور ، لودفين سانييه، ميكيس تيودوراكس، كلود شابرول، اومبير بلزان، إيرين باباس، ألان كورنو، دانى جلوفر، سيرجى ماتيو، سوزان ساراندون، جولدى هون، كيرت راسل، جوليا أورموند، ايفون شاكا شاكا، مورجان فريمان، جولييت بينوش، ريتشارد جير، مايكل يورك، سلمى حايك ، صامويل جاكسون، لوسى ليو، يون جونجهى) . كما ترأس لجان تحكيمه وجوه سينمائية عالمية بارزة مثل : جون مالكوفيتش، رولاند جوفيه، دافيد روبنسون، خوان انطونيو بارديم، شابانا عزمى، جيان لويجى روندى، عباس كياروستامى، كارلو فوسكانى، جان كلود بريلى، إسماعيل ميرشانت، لويس بوينزو، نيكولاس روج ، مات ديلون، إيمى مولين ، إيمانويل أوريبى . وقد كرم المهرجان خلال سنواته المديدة أسماء عظيمة من مصر والعالم منها كلوديا كاردينالى، جينا لولو بريجيدا، مايكل كين، اليزابيث تايلور، فيلينى، ميشيل خليفى، جون بورمان، ميشيل بيكول، نستانسيا كينسكى، ساتيا جيت راى، كارلوس ساورا، أندريه زولافسكى، شارلى شابلن، ايف بواسيه، مارتشيللو ماسترويانى، سيرجى برادجانوف ، مارينال سن، ألبرتو مورافيا، أميتاب باتشان، نيكيتا ميخالكوف، كريستوفر لى، بول شريدر،راج كابور، نيكولاس كيدج، جون مالكوفيتش، الان ديلون، عباس كياروستامى، فانيسا ريد جريف، وفى اخر دورة اقيمت للمهرجان، كرم المهرجان اهم صانع أفلام صينى من الأحياء وهو زانج ييمو. استطاع مهرجان القاهرة السينمائى الدولى على مدى سنوات عمره عقد عدد كبير من المؤتمرات والندوات و الموائد النقاشية المستديرة والتى تحمل الصبغة الدولية وشارك فيها أسماء لامعة فى مجال صناعة السينما ومن هذه الندوات الحفاظ على تراث السينما المصرية، السينما الأفريقية فى مطلع القرن الحادى والعشرين ، الانتاج المشترك ، تأثير قرصنة الأفلام على صناعة السينما، مصر فى عيون سينما العالم، اجتماع المنتجين المصريين تحت رعاية الاتحاد الدولى للمنتجين (FIAPF)، ندوة مستقبل النقد بالتعاون مع الاتحاد الدولى للنقاد، وورش تعليمية لصناع السينما الشباب. وأقام المهرجان مبادرة انتاجية مهمة اسمها (ملتقى القاهرة السينمائى) باختيار نصوص سيناريو عربية من خلال مسابقة ثم احضار منتجين وموزعين دوليين لهم، ومسئولى صناديق دعم لمساعدتهم على اتمام المشاريع. ألقى المهرجان الأضواء على سينمات دول العالم التى لا تجد لها مكاناً فى العرض التجارى داخل مصر مثل السينما الأفريقية وسينما أمريكا الجنوبية ودول امريكا اللاتينية ودول شرق أسيا والشرق الأقصى والسينما الايرانية والاسبانية والبريطانية مما شجع هذه الدول على التواصل مع السينما المصرية وفتح آفاقا جديدة للتعاون بين مصر وبينها.