منذ ثلاثة عقود وأكثر عثر العلماء على «خبيئة ربانية» فى جسم الانسان وهى الخلايا الجذعية.. وأخذ العلماء يتأملون نموها وتكاثرها وتساءلوا.. هل يمكن أن يحَّور العلم نموها خارج الجسم.. أى نستثمر تكاثرها فى تعويض عضو فقده الإنسان فى مسيرة الأمراض والأوبئة والجراثيم التى تعطل الأعضاء الحيوية وتصيبها بالكلل. إن الإجابة بنعم تعنى تغيير وجه أمراض مثل الكبد والكلى والقلب.. وتعنى أيضا بناء بويضات مفقودة فى الأنثى.. وحيوانات منوية ضعيفة أو غائبة تماما عند الرجل.. إنه علم يفتح أبوابه على مصراعيها لتدخل الخلايا الجذعية Stem Cells متعددة القدرات.. دكتور أحمد محمود بدوى أستاذ أمراض النساء والتوليد ومدير مركز الطب التجددى كلية طب جامعة المنصورة يقول: إن الجذعية ما تزال داخل الاهتمامات البحثية وليست متاحة للاستخدام الطبى بعد، ولكنها سوف تتيح تصنيع بويضات جديدة لدى السيدات اللاتى فقدن محتوى البويضات داخل المبيضين نتيجة العلاج الكيمائى أو الإشعاعى أو من جراء عملية جراحية بالمبيضين فى سن مبكرة ولديهن الرغبة فى الإنجاب.. هناك أبحاث تجرى فى مركز أبحاث الخلايا الجذعية فى كلية طب جامعة المنصورة.. وقد حوَّل هذا البحث صندوق تمويل الأبحاث العلمية والتكنولوجية التابع لأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا منذ 42 شهرا.. وحقق فريق البحث انجازا غير مسبوق بتصنيع بويضات جديدة بالمبيضين فى فئران التجارب حيث حملت فئران التجارب المعالجة بالخلايا الجذعية وتمت الولادة وبشكل طبيعى رغم حقن الفئران بالعلاج الكيميائى المدمر للمبيضين قبل بدء العلاج بالخلايا! أمل جديد هذه الأبحاث والتى لا تزال مستمرة سوف تفتح نوافذ الأمل أمام علاج حالات كان من المستحيل أن تحصل على أمل الإنجاب.. ويمكن للخلايا الجذعية أيضا أن تستخدم لتقوية عضلات الحوض لعلاج سقوط الرحم عند النساء.. وهو مرض شائع الحدوث بعد الولادة الطبيعية المتكررة.. وتم الحقن بالخلايا الجذعية حول عضلات الحوض لإعادة بناء بطانة الرحم عقب تحولها إلى أنسجة ليفية والتى تنشأ عند المرأة بسبب الكحت الجائر لأرضية الرحم... كذلك قامت الجذعية ببناء عضلات الرحم للسيدات المصابات بعيوب خلفية للرحم المنقسم وتسبب الإجهاض المتكرر. وتقوم الخلايا الجذعية بتصنيع جدار قناة المهبل وعلاج البطانة المهاجرة. وهو مرض يصيب 01% من السيدات.. وتأمل الأبحاث فى إعداد خلايا جذعية «لفرملة» نمو الخلايا السرطانية والتى تسبب أورام المبيضين.. خلايا أمنة يوضح د.أحمد بدوى أن الخلايا الجذعية هى خلايا طبيعية موجودة فى أجسامنا وتتمتع بقدرة عظيمة على الانقسام لتعويض الجسم ما يفقده من خلايا.. مثلا عندما نحصل على خلية حيْة من «نطفة» جنين خلال أيام من التكوين وحتى 51 يوما.. فإن هذه الخلية قادرة على الانقسام ومستعدة لانتاج مختلف أنواع الخلايا بجسم الانسان مثل الكبد والكلى العضلات والجلد وخلايا الدم والمخ.. وهى خلايا أولية موجودة فى معظم أنسجة الجسم مثل الخلايا الدهنية ونخاع العظام.. ومن الأجنة المشيمة.. يبقى أن نعرف أن وزارة الصحة والسكان أنشأت «المركز القومى للعلاج بالخلايا الجذعية» .. لتحقيق الأمان والفعالية ويتبع نهج أخلاقيات البحث العلمى.. وفى نفس الاتجاه وقبل 11 عاما.. اجتمع صفوة علماء المسلمين فى مكةالمكرمة حددوا المصادر الجنينية التى ينبغى أن يحصل عليها العلماء فى أبحاثهم ووضعت ضوابط وشروط من شأنها لا تعيق البحث العلمى ولا يتم خلط للأنساب.. وعدم استخدامها فى حمل غير مشروع. إنها ثورة بلا دماء وبلا مطالب.. جاءت لتشطب من قاموس الطب إن الهانم.. لا تنجب.