توالت الردود الصحفية الرافضة لإنشاء ما يسمى « غرفة لصناعة الصحف الخاصة» ، حيث اعتبرها الصحفيون تمثل خطورة على نقابتهم وتسمح بسيطرة رجال الأعمال على المهنة ، وتعجبوا من توقيتها وأهدافها، وخاصة أن ذلك يجرى بدون علم النقابة. وقال ضياء رشوان نقيب الصحفيين إن رؤساء التحرير المشاركين فى الاجتماع ظهروا فى غير أماكنهم، فهم يعملون لدى صناع الصحف، مما يؤدى إلى إخلال بقانون نقابة الصحفيين بالمادة الخامسة التى تشترط فى عضوية النقابة ألا يكون الصحفى مالكا للصحيفة، مؤكدا أنه لم يتم إبلاغه باجتماع رؤساء تحرير الصحف الخاصة بشأن إنشاء الغرفة للصحافة الخاصة ، وأن هذا الشأن ليس شخصياً ولكن مُتعارف عليه قانونياً بأن يتم إبلاغ الجهة المسئولة عن تنظيم الصحافة فى مصر وهى نقابة الصحفيين المتمثلة فى النقيب أو أحد أعضائها وأنه لن يسمح بتصنيف الصحفيين داخل النقابة بناء على الملكية لأن الدولة تدفع لجميع الصحفيين بدل تكنولوجيا ولا تفرق بين أحد، مؤكدا أن الصحفيين المخالفين للوائح النقابة يعرضون أنفسهم للشطب من العضوية. وأضاف أن هذه الغرفة تمثل خطورة على النقابة، مطالبًا بإنشاء نقابة خاصة بملاك الصحف والناشرين على غرار لبنان ليكون هناك قدرة على التفاوض المباشر معهم. موضحا أنه مع فكرة إنشاء غرفة للصحافة بأكملها دون تصنيف بين خاصة ومملوكة للدولة، لافتا إلى أن أصحاب ومالكى الصحف الخاصة من الممكن أن يتم إنشاء نقابة لهم وهذا الأمر معمول به فى كثير من دول العالم. وذكر إبراهيم خليل رئيس تحرير «روزاليوسف» أن هذا الامر يثير الشكوك ويقسم الصحفيين فى الوقت الذى نحتاج فيه للوحدة والتكاتف ، معربا عن تعجبه من اللجوء لهذه الخطوة فى هذا التوقيت ، ومؤكدا أن رجال الأعمال يجب ان يبتعدوا عن الشئون الخاصة بالصحفيين. وقال خليل إنه يرفض رفضا قاطعا إنشاء هذه الغرفة، لأنه كان من الاولى أن تلجأ لها الصحف القومية ، وعلى رأسها «الأهرام» التى توزع وتطبع الصحف الخاصة ، وأنه لو فتح الباب امام هذه الأفكار سنجد الصحف الحزبية تسعى لإنشاء غرفة لها وكذلك القومية، وندخل فى نفق مظلم. ودعا رئيس تحرير «روزاليوسف» الجميع لتغليب المهنة على المصالح الشخصية والعمل على وحدة الصحفيين، وحل المشاكل العامة التى يعانون منها بدلا من الفرقة والانقسام. ومن جانبها ، أوضحت فريدة النقاش رئيس تحرير صحيفة «الأهالي» الناطقة بلسان حزب «التجمع» أن من حق صحفيى الصحف الخاصة والمستقلة تأسيس غرفة لصناعة الصحف الخاصة لأن هذا حماية لهم من الضغوط التى يمارسها رجال الأعمال المالكون لهذه الصحف، مؤكدة أن الخطر الحقيقى فى هذا الامر والذى يجب أن يبتعد عن هذه الغرفة هو أن يسيطر ملاك هذه الصحف على الغرفة ، فهذا سيجعل الجميع يضع علامات استفهام حول أهدافها. وذكرت أنه عندما يتحول الصحفيون لجماعة متماسكة وتصبح لهم غرفة خاصة، فإن ذلك سيقلل الضغوط عليهم من جانب مالك الصحيفة، وهذا ليس فيه عدوان على النقابة، وشأنه شأن رابطة الصحفيين البرلمانيين أو الرياضيين، أو غيرها من الروابط داخل النقابة، مشيرة إلى أنه على الجميع ألا يحول المسألة لصراعات سلبية تضر بالجماعة الصحفية، وإنما يكون الصراع إيجابيا توضح فيه الأمور، حفاظا على المهنة. وفى الوقت نفسه ، ذكر مصطفى بكرى رئيس تحرير صحيفة «الأسبوع» المستقلة أن تأسيس غرفة صناعة الصحف الخاصة لا يتعارض مع النقابة ، وليست بديلا عنها ؛ بل هى مكملة للعمل النقابى ، وتساند الصحفيين العاملين فى الصحف الخاصة ، وتمثل الصحافة الخاصة فى المجلس الوطنى للإعلام. وأضاف أنه ما كان يجب أن تصدر نقابة الصحفيين بيانا بهذا الأسلوب الهجومى ، خاصة أن من شاركوا فى تأسيس هذه الغرفة ، أكدوا أن النقابة بيتهم وسيحافظون عليها ، ولذا كان على النقابة أن تتروى قبل إصدار البيان ، وتجرى مشاورات بشأنه. وذكر بكرى أنه كان يتمنى أن تتعامل النقابة ومجلسها مع من أساءوا لها من قبل بنفس الأسلوب الذى تتعامل به حاليا مع غرفة الصحف الخاصة، برغم أن الأخيرة لم تسء للنقابة فى شيء. وكانت نقابة الصحفيين قد أصدرت بيانا شديد اللهجة هاجمت فيه إنشاء غرفة لصناعة الصحف الخاصة الذى شارك فيه ممثلون عن المساهمين فى عدد من الصحف الخاصة ورؤساء التحرير لبحث تأسيس غرفة صناعة الصحف الخاصة والبدء فى اتخاذ الإجراءات القانونية لإضافة الغرفة لاتحاد الصناعات المصرى باعتبار أن الصحافة من الصناعات الوطنية المهمة التى تشكل رصيدا حيويا للاقتصاد الوطني.