تجربة جديدة يقوم بها معهد بحوث البترول لحل مشكلة توافر الوقود وتقليل انبعاثاته المضرة على البيئة، ألا وهي تحويل بنزين 80 أوكتين ليضاهي جودة بنزين 92 أوكتين، بواسطة إضافة الإيثانول إلى مكوناته بنسبة 10 %. التجربة طبقها المعهد كتجربة عملية بحضور عدد من الخبراء العاملين في مجال إنتاج الطاقة، بهدف إنتاج بنزين أقل تلوثا، وخفض خطورة الانبعاثات نتيجة احتراق وقود السيارات في الهواء. وأوضح د. يوسف بركات رئيس وحدة أبحاث الوقود بالمعهد أنه كان يتم استيراد بنزين 95 لتحويله إلى 92 أوكتين، لكن من خلال تجربة المعهد تم تحويل بنزين 80 الى 92 يإضافة 10% من الإيثانول بحيث يتم خلطه بالجازولين مما يساعد في تقليل نسبة أول أكسيد الكربون بنسبة تتراوح بين 10% و20 %، وهو يعتبر من أخطر مكونات العادم. ويقول المهندس عادل وليم مدير إحدى الشركات المنتجة للإيثانول إنه بدأ تجربة هذا المشروع في مصر منذ فترة، ولكن الجديد هو خلط الكحول بالبنزين، باعتباره مشروعا قوميا يوفر العملة الصعبة، ويقلل تكلفة لتر الوقود، مشيرا إلى أنه في السابق كان إنتاج لتر الوقود يتكلف 10 جنيهات انخفضت إلى أربعة جنيهات مما انعكس أثره على توفير مليارات الجنيهات كانت موجهة للاستيراد من الخارج. وتشير د. إيزيس نجيب الخبيرة بوحدة أبحاث الوقود بالمعهد إلى الأهمية البيئية لهذا المشروع موضحة أن قانون البيئة ولائحته التنفيذية نصا على ألا يزيد أول أكسيد الكربون على 5%، ولكننا نجحنا في تخفيضه إلى 1.1% ، كما حدد القانون مستوى الكربوهيدرات غير المحترقة بمعدل يتراوح بين 4000 و900، لكننا نجحنا في خفضه إلى معدل يتراوح بين 350 و250 ، وبالتالي نجحنا في إيجاد عادم ضعيف ، وقد تمت تجربة هذا الوقود المحسن على سيارات المعهد التي تعمل به منذ أسبوع وبعضها استخدم الطرق السريعة دون أية مشكلات، ومازالت التجربة قائمة تحت الملاحظة العلمية. ومن جهته، يؤكد الدكتور أحمد الصباغ رئيس المعهد أن هذه التجربة سيكون لها مردود كبير على الاقتصاد القومي، وتحقيق ترابط البحث العلمي مع المشكلات القومية، إذ نجحت جهود المعهد في جعل بنزين 80 يعمل بكفاءة بنزين 92 من خلال إضافة الايثانول، وتكوين خليط جديد له مواصفة احترافية من خلال وضع رابط تم تسجيل براءة اختراعه بالمعهد مما يحقق وفرا يقدر بنحو 60 قرشا في اللتر الواحد، مما يوفر مليارات الجنيهات. وأخيرا يقول معتز عاطف بطل مصر في سباق السيارات والمصنف رقم (1) دوليا، إنه جاء بسيارة السباق بعد أن سمع عن التجربة الجديدة ليقوم بتجربة استخدام الوقود الجديد ومعرفة مدى جودته وقدرته على الاحتراق لأن سيارات السباق تحتاج إلى وقود عالي الجودة وتتأثر محركاتها بالوقود قليل الجودة، وقد تبين له أن البنزين المحسن أصبح 92.7 أوكتين مما يعني صلاحية استخدامه وقدرته على خفض الانبعاثات، وتحسين أداء المحركات.