بعد الاستفتاء الذي أجرى في سبتمبر الماضي, وصوت فيه الاسكتلنديون بنسبة 55 % ضد الاستقلال عن بريطانيا مقابل 45 % أيدوا الاستقلال, أعلن سالموند الزعيم القومي الاسكتلندي ورئيس الوزراء انه سيتنحى.. لتحل محله نائبته, صاحبة الوجه الملائكي والشخصية القوية حتى أن البعض يلقبها ب "المرأة الحديدية" لأسكتلندا, أنها نيكولا ستورجيون التى ستتولي رسميا زعامة الحزب القومي الأسكتلندي في 14 نوفمبر القادم, لتصبح بذلك أول امرأة تشغل منصب رئيس وزراء أسكتلندا. "سأنتظر حتى يأتى اليوم الذي تفوز فيه أسكتلندا بالاستقلال" .. أنه أحد الأهداف التى أعلنت عنها نيكولا, والتى ستسعى إلى تحقيقها خلال فترة حكمها, إلى جانب إعلانها أنها سوف تقوم بالعديد من الإنجازات حتى يثبت التاريخ نجاح أول امرأة تتولى رئاسة وزراء أسكتلندا. وقد جاءت تصريحاتها لتذكر بأول رئيسة وزراء لبريطانيا "مارجريت تاتشر", مما جعل البعض يرى فيها خليفتها الأسكتلندية, بينما يعترض أخرون علي هذا التشبيه, وذلك للعداء والكره الشديدين الذين يكنهما عدد كبير من الأسكتلنديين لتاتشر, التى يرونها العدوة الأولى لأسكتلندا, وذلك بسبب السياسة التى كانت تنتهجها إبان فترة حكمها, والتى تسببت في تدهور الحالة الاقتصادية في أسكتلندا وتسببت في فقر وبؤس شديدين بالبلاد, لذا يرى البعض أنه من الظلم تشبيه نيكولا بتاتشر لأن تاتشر عملت ضد أسكتلندا بينما تعمل وستعمل نيكولا من أجل مصلحتها. ولدت نيكولا في بلدة أيرشير الشمالية بمقاطعة أرفين عام 1970, كانت أكبر شقيقتيها, أنتهت من دراستها المدرسية عام 1988, وأصبحت عضوة في الحزب القومي الأسكتلندى وهي لاتزال في ال 16 من عمرها, وذلك بعد أن ساعدتها وأشادت بها أحدى أكبر العضوات سنا ومقاما في الحزب وساندتها لتصبح أصغر عضوة بالحزب, ولا شك أن انخراطها في العمل السياسي في سن مبكر كان له تأثير إيجابي علي خبرتها وكفاءتها, خاصة بعدما انتهت من دراسة القانون في جامعة جلاسكو عام 1992, كما حصلت علي دبلومة تؤهلها للعمل في مجال الاستشارات القانونية, ثم عملت كمستشارة في مركز درومشابل للإستشارات القانونية, وجاء انخراط نيكولا في عالم السياسة بشكل كلى, وهي في سن ال 29 عندما أصبحت عضوة في أول انتخابات برلمانية في أسكتلندا عام 1999, ثم أصبحت المتحدث الرسمي بأسم الحزب القومي الأسكتلندى للشئون القضائية والتعليمية والصحية. وفي عام 2004, نافست في الانتخابات علي زعامة الحزب عقب تنحي جون سويني, ولكنها انسحبت من المنافسة من أجل رفيقها ومعلمها اليكس سالموند, ولكنها حجزت موقعا بالقرب من رئاسة الحزب ألا وهو نائب رئيس الحزب, وقد مثلت الحزب القومي في البرلمان الأسكتلندي في الفترة بين 2004 و حتى 2007, وبعد أن فاز الحزب بأغلبية المقاعد البرلمانية فقد أصبح سالموند أول رئيس وزراء لأسكتلندا ثم عين نيكولا نائبا له. وأفسح إعلان سالموند عن تنحيه مؤخرا المجال أمام نيكولا لتتولى منصبه عرش أسكتلندا. وقد حصلت نيكولا علي جائزة أفضل سياسي أسكتلندى لعام 2008 , كما حصلت في عامي 2004 و2008 علي جائزة "دونالد ديوار" التى تمنحها جريدة "هيرالد" سنويا لأفضل المشاهير في عدة مجالات. وقد صنفتها إذاعة البي بي سي في عام 2013 كواحدة من أكثر 20 سيدة تأثيرا في المملكة المتحدة. وقد تزوجت نيكولا عام 2010 من بيتر مورل المدير التنفيذي الحالي للحزب, وكثيرا ما تمدحه علنا وتدين له بالفضل لما وصلت له من نجاحات.