اذا كان قرار الحظر وحالة الطوارئ التى فرضت فى مناطق من سيناء وقبلها إغلاق كوبرى السلام وقطع شبكات الاتصال كإجراءات تأمينية قد أوجدت بعض الصعوبات لأهل سيناء فإنهم يتحملونها بشجاعة رغبة منهم فى مؤازرة جيشهم واقتلاع جذور الارهاب فيها ودحره. وبين مخاوف الضياع وسخونة الأحداث فى سيناء يخرج علينا أحد هؤلاء واصما أهل سيناء بالعمالة والغدر، ومطالبا بعقاب جماعى لهم وكأنه يتعاون مع من يتربصون بجيشنا العظيم وينفذ مخططاتهم اللئيمة فى جريمة قتل معنوى تفتقد إلى القراءة الصحيحة والمتأنية وتستند إلى أحكام جائرة وظالمة تزيد أهل سيناء هموما فوق همومهم وتعمق جراحهم، متغافلا أن أهل سيناء احد طرفى معادلة القضاء على الإرهاب، ومتناسيا أن سيناء قدمت من أبنائها شيوخا وشبابا قتلتهم يد الارهاب الآثمة ليس إلا لتعاونهم مع الأمن لحماية ارضهم. قد يكون هناك من باع نفسه لهواه لكن هذا ليس مبررا أبدا لصيغة التعميم والهجوم الذى يفتقر صاحبها إلى الرؤية الصحيحة الصائبة، ويرتكب إثما كبيرا فى حق الوطن ويوقع سيناء وأهلها بين فكى الرحى لنكرر خطايا الأمس فى دعوات الإقصاء والتهميش التى عانى منها الوطن من أصحاب الصوت العالى البغيض الذين لا يريدون إلا أن يسمع صوتهم دون أن يستبينوا أو يستوضحوا أو حتى يدركوا خطورة ما يقولون. لقد عاش بعض أهالى سيناء حلم أن يروا التنمية واقعا حيا على أرض سيناء وارتسمت تجاعيد تحاكى تعاريج الصحراء على وجوههم، وتحكى قصة المعاناة والصبر، ولكن لم تسعفهم أعمارهم فى رؤية حلمهم فاوكلوه إلى أبنائهم وأحفادهم لكى يصنعوه ويحققوه. وحتما سيحققونه مع جيشهم الباسل حتى لو كان الثمن مزيدا من الشهداء من اجل عودة جزء غال من الوطن عودة حقيقية يعقبها تحقيق الحلم الجميل الذى لن نتنازل عنه شعبا وأرضا ما دام فى العروق حياة. شاكر رفعت بدوى ماجستير إدارة أعمال العريش