كلما مسكتُ بالقلم لأكتُب ما يمليه عليه قلبي وعقلي وضميري لأنسج بكلماتي مقال هذا الاسبوع تعجز الكلمات عن الخروج لوصف ما بداخلي من آلم يمزج بين الحزن والغضب، لا أجد من الكلمات سوي دموع حبيسة خلف العين تنطلق مسرعة عند أهات وبكاء كل أم وزوجة وطفل وعائلة فقدت غالي غدرا. الكلمات هنا أضعف بكثير من أن تخرج وسط كل هذه القلوب التي تنزف؛ ولكن وسط كل هذا يأتي صوت وكأنه من داخل كل هذه الأصوات، حتي من داخلي أنا أيضا ليهتف بقوة "أنا لسه حي".. ما هذا الصوت ولمن؟! لا أعرف، كل ما اعرفه أنه بات يصرخ بداخلي بقوة كل ما ذاقت عيني طعم الدموع الحزينة وكأنه يقول لما الحزن فأنا حي؛ أغمضت عيني لوهلة لأجد صورة كل شهيد تتحدث وتقول: أنا الإرادة الحرة وطعم النجاح وصبر الأم وعشق الحرية التي لا تعرف الانكسار؛ أنا شهيد شاهد علي الغدر...أنا نَفس الحرية، أنا حي .. يا أمي لا تتألمي .. أنا شهيد أتبسمي بسمه تسكن الجراح .. تقول حبيبي ما راح ضنا قلبي غالي .. مكانه في السما عالي ابن عمرك لسه حي .. بصي حتي في كل حي ح تلاقيني شمعة أيده .. وهمة زايده في كل دار .. عارفة طريق الانتصار أخذت يدي تكتب تلك الكلمات وأنا أسمع صداها يخرج مع انفاسي وهنا رمقت عيني أحد أمهات الشهداء تتحدث وعلي شفتيها ابتسامة رضا وفي عينيها دموع الصبر تقول "ابني لسه في حضني".. أبني لسه في حضني .. من برد الشتاء يخدني لأرض خضره .. و مايه صافيه و حيطان في دار .. رافعه علم الانتصار دعا في حضني وأتمنى .. يا أرضي حرة يا الجنة يومها ضمته لصدري .. و دموعي نازله تجري همس سعتها وقالي عاش .. اللي ضحي وما انحني عاش [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل