تباينت ردود أفعال القوى السياسية تجاه قرار الجيش إخلاء الشريط الحدودى مع قطاع غزة من أجل محاربة الإرهاب من ما بين مؤيد لهذا الإخلاء وتوسيع نطاقه الجغرافى لأكثر من كيلو متر مربع ومتحفظ على القرار مطالبا بالتأنى السياسى ودراسته دراسة دقيقة أمنيا وإنسانيا حتى لا يتضرر جزء من ابناء الوطن ويتعرضوا لحالة من الشتات الداخلي. فمن جانبه طالب حزب الوفد بضرورة إتخاذ إجراءات جديدة تمكن قواتنا المسلحة من مواجهة الإرهابيين والتكفيريين بسيناء الذين يتخذون من المدنيين فى رفح والشيخ زويد ستارا لهم مما يعوق القوات المسلحة عن ملاحقتهم والقضاء عليهم. وقال المستشار بهاء الدين أبوشقة السكرتير العام للحزب إن من تلك الإجراءات إخلاء الشريط الحدودى من رفح للشيخ زويد من السكان لفترة مؤقتة مع توفير أماكن اقامة تليق وطبيعة أهل هذه المنطقة حتى تتمكن قواتنا المسلحة من تطهير هذه المنطقة من القتلة والإرهابيين. بينما طالب محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية بضرورة التكاتف للقيام بمشروع قومى لتنمية وتعمير سيناء بعد اهمالها عقودا طويلة أدت إلى استيطان ما سماها «البؤر الإرهابية» داعيا إلى ضرورة اخلاء 10 كيلو مترات من الشريط الحدودى من السكان وتهجير السكان مؤقتا من الشيخ زويد حتى رفح برضاهم وبدافع من وطنيتهم المؤكدة على أن يتم توفير منازل بديلة لهم لتتحول سيناء إلى منطقة مكشوفة يكون من السهل مواجهة الإرهاب بها وذلك أسوة بما حدث فى الستينيات بمحافظات القناة. فيما سيطرت تلك القضية على الاجتماع الذى عقده تيار الاستقلال مساء أمس الأول مع ممثلين عن قبائل الأخارسة والهنادى والسواركة والفواخرية وآل سليمان بالإضافة إلى كبار العائلات فى شمال سيناء. حيث طالب رئيس التيار أحمد الفصالى سكان منطقة الشريط الحدودى فى رفح والشيخ زويد والجورة والحسنة بدعم القرار الحكومى باخلاء الشريط الحدودى بعرض 1 كيلو متر من أجل تسهيل عمليات الجيش والشرطة فى تطهير تلك المنطقة من البؤر الإرهابية والقضاء نهائيا على عمليات التهريب وانتقال الجماعات الإرهابية على جانبى الحدود. وأيد هذا النقل عدد من الخبراء العسكريين حيث دعا اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى فى أكاديمية ناصر العسكرية سابقا السكان فى المنطقة الحدودية المحيازية لقطاع غزة للانتقال خارج الحيز الجغرافى الذى حدده الجيش لعملياته المستقبلية لتسهيل عمل القوات المكلفة بالقضاء على الإرهاب. وأوضح عمر المختار حميدة رئيس حزب المؤتمر أن هناك ضرورات تحتم ضبط الحدود مع القطاع وايجاد حل جذرى لمشكلة تسلل الإرهابيين وهدم الانفاق. واتفق معهم اللواء مجدى البسيونى مساعد وزير الداخلية الأسبق معتبرا هذا النقل اختصارا للوقت وحقنا لدماء المصريين فى الحرب ضد الإرهاب. وطالب المجلس المصرى لحقوق العمال والفلاحين بتوسيع مساحة الإخلاء لتصل إلى 50كم مع ايجاد منازل بديلة للمواطنين الذين يتم نقلهم من الشريط الحدودي. وطالب حسام فودة رئيس المجلس بأن يتحلى سكان المنطقة الحدودية بالوطنية والشعور بالمسئولية، حيث ان وجودهم فى تلك المنطقة يعوق عمل القوات المسلحة فى مكافحة الإرهاب لكون العناصر الإرهابية دوما ما تستغل هذه الكثافة السكانية فى التخفى بينهم بعد تنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة.