محمد ياسين اسم لمع فى عالم الاخراج ويعتبر من أهم المخرجين على الساحة الآن. بالنظر الى قيمة ما يقدم واهمية أعماله هو من المهمومين بالارتقاء بصناعة السينما التى يعشقها منذ الصغر، فهو اخر المخرجين الذين تعاونوا مع عاطف الطيب كمساعد مخرج. لذلك فهو يعشق الواقعية التى تعلمها منه ولكنه رغم ذلك يؤكد ان متعته كمخرج ان يجرب جميع الاشكال الفنية. بعد آخر افلامه «الوعد» ، يعود المخرج محمد ياسين الى السينما مع المؤلف تامر حبيب بفيلم جديد هو «أهل العيب» بالاضافة الى اعداده الجزء الثانى من مسلسل «لجماعة» مع الكاتب وحيد حامد. ..........؟ تعود للسينما بفيلم أهل العيب بعد فترة غياب منذ آخر افلامك «الوعد» فما السبب؟ جزء كبير من غيابى يعود الى تدهور الوضع العام الذى تمر به السينما فى الفترة الاخيرة خاصة بعد ثورة 25 يناير، وهو ما أدى الى حدوث هجرة جماعية من جانب المخرجين للتليفزيون وهذا صعب على عشاق السينما الحقيقية ولكن الظروف اصعب بكثير. فالمناخ السينمائى يمر بظروف صعبة ولكن المشكلة الحقيقية، ان تنتهى صناعة السينما وتندثر مثلما اندثر وانتهى مسرح القطاع الخاص، واذا نظرت للسينما فلا يوجد سوى أفلام قليلة تصور الآن مقارنة بما كنا نصوره ويصل الى 15 فيلما ..........؟ بالفعل فأنا منذ تخرجى من معهد السينما عام 82 ونحن نتحدث عن ازمة حقيقية للسينما نحن نعيش عصر انحسار السينما واخشى ان تتحول السينما مثل صناعة الطرابيش التى لم يعد لها وجود الآن، ..........؟ دائما ما نجتمع، وأخيرا اجتمعنا مع رئيس الوزراء لدعم السينما وكالمعتاد نطلب تشكيل لجان لبحث الازمة، وهو امر اندهش له فهل مازلنا لانعرف اين تكمن الازمة. ويضيف الثقافة فى مصر فى حاجة الى مشروع قومى يوازى مشروع قناة السويس، فالسينما لن تنهض إلا بمشروع ثقافى ضخم. ونحن امام لحظة تاريخية فارقة تحتاج الى دعم الدولة ..........؟ لابد من البدء بمعهد السينما ذلك الكيان الدى خرج منه مبدعين فى جميع المجالات، فهو فى حاجة الى تطوير كبير لنساعد فى اكتشاف كوادر سينمائية جديدة بالاضافة إلى السيطرة على قراصنة الأفلام ووضع قوانين للحد منها ومنعها ويستطرد. اصبح هناك نظرة دونية للفن والفنانين من قبل الجمهور، والاعلام ساعد على تكريس ذلك فأتذكر وانا صغير كنا نتلهف على رؤية فنان او فنانة، اما الآن اصبح هناك كراهية لهم من خلال نشر بعض المواقع الفنية والصحف صور خاصة بهم ونشر ما يتقاضونه. ويضيف هناك ايضا الانتاج السينمائى الذى أصبح يتسم بالسطحية والسذاجة فاصبح الجمهور لا يحترم ما يقدم . الأزمة الاكبر من وجهة نظرى هى اختفاء بعض القيم الحاكمة التى كانت تغلف الصناعة فقديما كان الكل يعرف دوره المنتج والمخرج والممثل أما الأن من يقود العملية الفنية؟ القيم تبدلت وأصبحنا نسمع عن مخرجين لا اعلم من اين اتوا. وتراودنى كلمة كان يقولها احمد زكى فى احد افلام عاطف الطيب كلنا فاسدون او مخطئون فالجميع مشارك فى الازمة. ..........؟ انا متقائل رغم ما ذكرته وأظن أن ما حدث فى عيد الفطر من تصدر فيلم الفيل الازرق والحرب العالمية الثالثة للايرادات يدل على ان هناك رغبة حقيقية للتغيير، وان الجمهور يريد نوعية افضل من الموجود وظهور بعض الكتاب الجدد يعطى بارقة امل. فنحن بعد25 يناير كنا نظن اننا نقدم الواقع ولكننا صدمنا، وتلك هزة كبيرة حدثت ايضا للكاتب نجيب محفوظ الذى توقف عن الكتابة لمدة 7 سنوات بعد ثورة 52 ..........؟ لابد أن نعلم ان لدينا العديد من البيئات والثقافات المختلفة،جزءمنهم يحمل ثقافة مشوهة والآخر مطحون يذهب لمشاهدة عبده موتة وغيره، والسينما لابد ان تقدم لجميع البشر.فعلى سبيل المثال سائق التوك توك لابد ان يرى نفسه على الشاشة، ولكن كيف يراها هذا هو المهم وليس بالصورة التى تقدم الآن ..........؟ سعيد بالعمل مع تامر حبيب وأنا جزء من متعتى كمخرج ان اقدم جميع الاشكال. اما عن «اهل العيب» فهو يدل من الوهلة الاولى اننا امام اشخاص نظن انهم اهل العيب ولكنهم فى الحقيقة ليسوا كذلك وانهم ليسوا «اهل العيب» الحقيقيين فهناك قيم وتابوهات فى حكمنا على الاشياء وكنها غير صحيحة حتى الان لم نستقر إلا على منة شلبى وجارى اختيار باقى افراد العمل، فالفيلم بطولة جماعية وهناك ادوار نسائية داخل العمل فانا لم أتسلم السيناريو الامنذ يومين فقط. الذى لا يعلمه الكثيرون انه منذ اول يوم كتب فيه الكاتب وحيد حامد مسلسل الجماعة كان هناك اتفاق على تقديم ثلاثية للجماعة، ولكن بعد ثورة 25 يناير جمعتنى لقاءات بوحيد حامد وقررنا دمجها فى جزءين فقط . فالجماعة أصعب عمل درامى يكتبه كاتب و اغرب صدفة تاريخية : ان تكتب عن جماعة ويتغير واقعها وتصل للحكم ثم تسقط، ..........؟ أنا كنت اتابع فشلهم يوما بعد يوم، ولكن السقوط بتلك السرعة لم اتوقعه، فهى جماعة ناضلت لمدة 80 عاما لكى تصل للحكم، و لديهم قدرة كبيرة فى التعامل مع جميع المواقف تحت شعار الدين من اجل السيطرة على الدولة. ..........؟ لم اتلق اى تهديدات من اى شخص ينتمى للجماعة طوال فترة حكمهم، ولكن ما حدث ان هناك بعض المواقع الاليكترونية واللوبى الخاص بالجماعة شن هجوما شديدا على الجزء الأول للمسلسل.