سعر الجنيه الذهب في مصر ينخفض 160 جنيهًا ويسجل 28720    مواعيد مباريات السبت 28 سبتمبر - نيوكاسل ضد مانشستر سيتي.. وقمة في ألمانيا    8000 قرص.. الأمن يضبط عنصرين إجراميين بالقاهرة لاتهامهما بحيازة مواد مخدرة    إطلاق رشقات صاروخية من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي في إسرائيل    الجيش الإسرائيلي يعلن استدعاء 3 كتائب احتياطية لتعزيز الدفاع في القيادة المركزية    مراسل القاهرة الإخبارية: اللبنانيون لم يذوقوا النوم الساعات الماضية    في أول يوم دراسة بالجامعات: وزير التعليم العالي يتفقد جامعة حلوان    محافظ الجيزة يوجه بتبسيط الإجراءات والتسهيل على المتقدمين للتصالح في مخالفات البناء    الأرصاد: انخفاض جديد بدرجات الحرارة في هذا الموعد    رئيس مياه القناة: انطلاق استعدادات استقبال فصل الشتاء بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد    إصابة 3 أشخاص في حادث على طريق العريش الدولي بالإسماعيلية    لمياء فهمي تطمئن الجمهور على حالتها الصحية بعد تعرضها لحادث سير    "وزير الدولة للإنتاج الحربي" يترأس مجلس إدارة المركز الطبي التخصصي    بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة النووية الثانية بالضبعة (صور)    تعرف على موعد حفلات تخرج دفعات جديدة من كلية الشرطة والأكاديمية العسكرية    الهند تحذر:استمرار باكستان في الإرهاب سيؤدي إلى عواقب وخيمة    رئيس جامعة أسيوط يشهد تحية العلم في أول أيام العام الدراسي (بث مباشر)    جمهور الزمالك يهاجم إمام عاشور واللاعب يرد (صور)    تشكيل أرسنال المتوقع أمام ليستر سيتي.. تروسارد يقود الهجوم    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    أسعار الدواجن ترتفع اليوم السبت بالأسواق (موقع رسمي)    4 نوفمبر المقبل .. وزارة الإسكان تشرح للمواطنين مزايا التصالح على المباني المخالفة    سعر الدينار الكويتي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 28-9-2024 في البنوك    تجديد حبس عاطلين متهمين ب سرقة سيارة في الشروق    30 يومًا.. خريطة التحويلات المرورية والمسارات البديلة بعد غلق الطريق الدائري    بأوتبيس نهري.. تحرك عاجل من محافظ أسيوط بعد فيديوهات تلاميذ المراكب    تداول 47 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    3 أفلام سورية بمهرجان ليبيا السينمائي الدولي للأفلام القصيرة    بسبب طليقته.. سعد الصغير أمام القضاء اليوم    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: رعاية كبار السن واجب ديني واجتماعي يجب الالتزام به    حفيد عبد الناصر: الزعيم يعيش فى قلب كل مصرى    وزارة الصحة: إرسال قافلة طبية لدولة الصومال لتقديم الخدمات الطبية    رئيس الرعاية الصحية يلتقي عددًا من رؤساء الشركات لبحث سبل التعاون    مجسمات لأحصنة جامحة.. محافظ الشرقية يكرم الفائزين في مسابقة أدب الخيل    التفاصيل الكاملة لحفل أحمد سعد بمهرجان الموسيقى العربية    مقتل شخص في مشاجرة بسبب خلافات سابقة بالغربية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة تستهدف بعلبك والمناطق الجنوبية اللبنانية    أستاذ علوم سياسية: إسرائيل دولة مارقة لا تكترث للقرارات الدولية    وزارة العمل تستعرض أهم الملفات أمام رئيس مجلس الوزراء.. وتعاون مع "التعليم" في مجالات التدريب المهني    4 شهداء في قصف للاحتلال وسط قطاع غزة    عقوبات الخطيب على لاعبي الأهلي بعد خسارة السوبر؟.. عادل عبدالرحمن يجيب    حدث ليلًا.. حزب الله يشعل النيران في إسرائيل وروسيا تهدد باستخدام النووي (فيديو)    عودة أسياد أفريقيا.. بهذه الطريقة أشرف ذكي يهنئ الزمالك بالسوبر الأفريقي    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» 28 سبتمبر 2024    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    جوميز: الزمالك ناد كبير ونسعى دائمًا للفوز    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    زيزو: قرار استمراري مع الزمالك الأفضل في حياتي    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    أنغام تبدع خلال حفلها بدبي ورد فعل مفاجئ منها للجمهور (فيديو وصور)    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهرام يكشف أسرار تهريب الأفارقة ل إسرائيل .. تأمين سيناء يبدأ من حلايب
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 02 - 2012

علي الشاطئ الغربي لقناة السويس وعلي مسافة كيلو متر واحد من نفق الشهيد احمد حمدي‏,‏ جلسنا انا وأشرف ننتظر‏,‏ كما قال بعض المهاجرين الأفارقة . أشرف شاب في منتصف العشرينيات من عمره والده الموظف البسيط الذي احيل الي المعاش صديقي منذ15 عاما, في آخر زيارة لي إليه في سيناء عرفت منه انه طرد ابنه بعد أن علم انه يتاجر في العبيد, وأنه يخالف الشرع والعرف والأخلاق البدوية. حاولت ان اتدخل والتقيت اشرف لأتاكد من الامر, وبالفعل اتصلت به وطلبت أن يقابلني فجاءني. وبعد حوار لم يستمر عدة دقائق لمست أنه لن يستطيع التخلي عن عمله المشين علي الاقل الآن.
انتهزت الفرصه وطلبت ان يصحبني معه في اول رحله لتهريب الافارقة فوافق فورا وقال سنتحرك الان فذهلت. المصادفة وحدها كانت أول الخيط في رحلتنا.وتحركنا دون استعداد من جانبي في منتصف النهار, في سيارة لاند كروز حديثة مجهزة بالطعام والخيام والسلاح وقطع خشبية وكل المستلزمات الغذائيه المعلبة التي تكفينا أسبوعا علي الاقل.
اخترقنا الطرق عبر وسط سيناء, اعرف بعضها ولا اعرف الاخر, ولكني كنت مطمئنا اليه فانا كما قال في ذمته. لاحظت ان السيارة بدون لوحات معدنية ولم اعلق فانا اعرف ان الكثير من السيارات في سيناء غير مرخصة, سالته كيف تقود سياره غير مرخصة اليس ذلك مخالفا؟؟ فاستغرق في الضحك, وقال لي توقعت ان يكون سؤالك كيف وصلت هذه السيارات وهي بالآلاف الي سيناء دون جمارك او اي اوراق رسمية؟؟ فقلت ربما هي مسروقة من محافظات اخري, واجاب المسروقة يتم تهريبها الي غزة ولا تعمل في سيناء, الم تلاحظ ان معظم السيارات في الوسط موديلاتها حديثة؟؟ لم اعلق فليس هذا موضوعنا. وعندما قلت له لماذا تقوم بتهريب الافارقة الا يعد ذلك عملا مشينا بحق قبيلتك؟؟ خلع اشرف نظارته الشمسية التي كانت تغطي كل ملامح وجهه؟ ولماذا لا افعل ذلك؟ واستطرد لابد ان تعرف ان المهن الخطيرة لا يقوم بها الا من لا مهنة لهم اختصر الموضوع في كلمات قليلة وهو منطق بدوي اعرفه جيدا وواصل انا اعرف انني قد افقد حياتي برصاصة واحدة واعرف انني من الممكن ان اصاب واعيش عاجزا او مسجونا, ولكن الدخل الذي احققه من تهريب العبيد يكفيني لاعيش ملكا في قلب الصحراء القاسية واحيانا احقق في اليوم الواحد اكثر من عشرة الاف دولار من هذا العمل. عندما سألته, الا تعرف ان تجارة الرقيق حرام وانه ممنوع شرعا؟ فاجاب انا لا اتاجر في الافارقة ربما غيري من الكبار يفعلون ذلك فقط انا اؤدي خدمة لهم واحصل علي اجري, واذا لم افعل انا فسيفعل غيري واضاف هل هروب الافريقي يبدأ من سيناء؟ هل يسقطون علينا من السماء او يخرجون من تحت الارض؟ وواصل, الافريقي جاء من اريتريا والسودان ونيجيريا واثيوبيا وقبله الروسي والصيني والجورجي وعبر كل حدودنا البرية والبحرية والجوية ولم يعترضه احد, ونحن في سيناء اخر حلقة في سلسلة طويلة تبدأ خارج حدود الدولة المصرية.
محرر الأهرام مع الشيخ حسن خلف كبير مجاهدى سيناء
اعرف انه متعلم وحاصل علي مؤهل متوسط ويجيد الانجليزية والعبرية وانه يعيش في احدي قري مركز الشيخ زويد, بعد ان طرده والده الذي بلغ السبعين من عمره. اشرف قال لي انه عمل في الزراعه وانه متزوج اثنتين ولديه ثلاثة اطفال, ولكن الزراعة كسدت بسبب جفاف بعض الابار وارتفاع اسعار المبيدات ومستلزمات الزراعة. لما سألته منذ متي وانت تهرب الافارقة؟ قال منذ عامين ولكن خلال عام الثورة تضاعفت الاعداد الا انها في الشهور الثلاثه الماضية تشهد انخفاضا ملحوظا بسبب التشديد الامني من القوات المسلحة.
تهريب الأفارقة
كبار المهربين معروفون
وصلنا الي قلب الصحراء ولم يعترضنا اي كمين امني رغم اننا احيانا نستخدم طرقا معروفة وعرفت من اشرف ان الافريقي يدفع من الف الي25 الف دولار مقابل تهريبه وهذا التفاوت يرجع الي حالته وحظه مع البدوي الذي سيهربه, وبذكاء حاد لمح انني اريد ان اعرف التفاصيل فقال دون ان اسأل, المسئولون عن التهريب في سيناء لا يزيد عددهم علي10 او15 كبيرا, وهم معروفون لعشائرهم وللامن ايضا, ولكن لا احد يصل اليهم فالصحراء واسعة وتنقلاتهم كثيرة ولا يعيشون في مكان واحد. وواصل هؤلاء الكبار يعمل مع كل منهم10 او اكثر من الادلاء كل منهم في نطاق قبيلته.
واضاف, احيانا تأتي اسر كاملة باطفالها, الاريتريون والسودانيون والصوماليون ملتزمون, اما النيجيري فشرس وعنيف, وعندما يصلون الي اسرائيل يجدون من يستقبلهم, او يلقي القبض عليهم علي الحدود او يطاردون برصاص الشرطة او يموتون من الاجهاد, وعندما سألته عن التجارة باعضاء الافارقة كما يشاع في وسائل الاعلام الاجنبية, قال انا سمعت عن ذلك ولكني لم اراه ولا اصدق ايضا. ولكنه اكد ان بعضهم يتعرض للتعذيب والضرب حتي يدفع لخاطفه اموالا يطلبها من اهله سواء في بلادهم او في مسار رحلتهم الي اسرائيل, وانتظرنا لمدة ساعة ولكن اتصال تليفوني تلقاه اشرف انهي العمليه بكاملها, فقد غير الافارقة اتجاههم بناء علي تعليمات الكبير بسببي وشعر هو بالغضب والندم علي انه اصطحبني معه ولكنه ومع اول الليل طار بالسيارة حتي وصلنا الي مقربة من العريش واهداني بعض الصور ولقطات الفيديو التي يعتبرها ثمينة, واكد لي انه سيتوقف عن هذا العمل عندما يتوقف الافارقة عن القدوم الي سيناء وكان سؤالي متي تتوقف عن تهريب الافارقة.
حكاية جون فاوندا
رحلتي مع اشرف كانت البداية منذ عدة اسابيع لأواصل البحث في موضوع تهريب الافارقة, وقررت ان ابدأ عملي بلقاء مع كبير مجاهدي سيناء الشيخ حسن خلف, فانا معه وبه في مأمن من غدر عصابات التهريب لمكانته في نفوس الجميع هنا في سيناء. في منزله بقرية الجورة وعلي بعد مسافة قليلة من معسكر القوات المتعددة الجنسيات في سيناء التقيته وطلبت منه ان يشرح لي كيف يأتي الافارقة وماهي مساراتهم في طرق ودروب سيناء. فقال هناك ثلاثة طرق لا رابع لها الاول عبر نفق الشهيد احمد حمدي ويتوجهون بسيارات دفع رباعي حتي منطقة العجرة الحدودية جنوب رفح من الكيلو13 وحتي الكيلو30 مرورا بالطريق الساحلي شرق قناة السويس ثم بالوظة ورمانة وبئر العبد والعريش والشيخ زويد بعيدا عن الطرق الرئيسية حيث يمرون في كل هذه المراكز من طرق تقع الي الجنوب منها جميعا ولا توجد عليها اي حراسات امنية وهم خبراء بها. اما الثاني فعبر كويري السلام او معديه القنطره ويسلك نفس الخط بدءا من بالوظه, وبعد الثورة عندما شددت القوات المسلحة رقابتها علي هذين الطريقين بدا المهربون في استخدام المراكب الصغيرة في تهريب الافارقة من جنوب السوبس الي شاطئ القناة الشرقي ومنها الي وسط سيناء وتحديدا مركز نخل علي الحدود عبر الوديان الجبلية ومنها الي سلك الحدود.
الشيخ حسن يؤكد ان التهريب كان يتم في مرحلة ما قبل الثورة بالتعاون مع مرضي النفوس من الأمن, لانها لا تخضع للتفتيش. ويؤكد ايضا انه بعد الثورة وبعد احكام الرقابة علي المعابر الرئيسية لسيناء فانه يوجد من يسهل عبور الافارقة باستخدام المراكب الصغيرة عبر خليج السويس وقال هؤلاء مرضي من نوع آخر. وبينما انا جالس مع الشيخ حسن وابنه علي اذا باتصال تليفوني من محتجز افريقي اسمه جون فاوندا يسال عن الشيخ حسن ويطمئن عليه ويشكره علي حسن المعاملة وانقاذه من يد الخاطفين البدو وعرفت قصته واتصلت به لأعرف كيف وصل الي سيناء كما تعرفت علي وليد داوود وهما اريتريان وايضا امانييل جبار وهو اثيوبي وجميعهم في سجن مركز شرطة رمانة مع37 اخرين بينهم سيدتان في انتظار الترحيل بعد القاء القبض عليهم علي الحدود.
عرفت منهم كيف تبدأ عملية التهريب قال لي جون واكد كلامه وليد نحن نفر من التجنيد الاريتري حيث انه مفتوح الي مالا نهايه وان هناك بين صفوف القوات الاريترية من بلغ سنهم50 و60 عاما وليد من منطقة بارانتو وجحون من منطقة اخري هي كمرن اما امانييل فمن منطقة دقحمر في اثيوبيا. ثلاثتهم في العشرينات من اعمارهم, وليد وجون قالا انهما دخلا السودان للوصول الي معسكرات اللاجئين التابعة للامم المتحدة في ولايه كسلا ولكن عصابات من قبيلة الرشايدة السودانية تخطفهم تحت تهديد السلاح ويطلبون منهم اموالا لتهجيرهم الي اسرائيل مقابل5 آلاف دولار للشخص الواحد ومن هنا تبدأ الرحلة. ما اثار دهشتي ان من لا يملك هذا المبلغ يتم تهريبه ايضا مجانا بعد ان يؤكد له الخاطفون الرشايدة انه سيصل الي سيناء للعمل في الزراعة وبعد ان يجمع المبلغ المطلوب سيقوم البدو بتوصيله الي إسرائيل عبر الحدود.
في انتظار المجهول
جون وزملاؤه مازالوا في سجن قسم رمانة والطور في جنوب سيناء واسوان ويتصلون بالتليفون يوميا لمعرفه آخر المستجدات, وشكواهم ان سفارتهم قد تأخرت عليهم وانها لا تملك ثمن تذاكر اعادتهم الي موطنهم. جون من داخل محبسه اتصل بشقيقه في اسرائيل ليخبره بان سفارة اريتريا تطلب700 دولار مصاريف اعادته ولكن شقيقه طلب منه الا يدفع شيئا.
عندما سألت جون ما هو اسم خاطفك, قال كانوا ينادونه باسم شكري وعمره لا يزيد علي40 عاما وانه تم تخزينه منذ اكثر من5 اشهر وانه تعرض للتعذيب البدني ولا يملك ما يدفعه للخاطفين.
اما امانييل الاثيوبي فقال بلغة انجليزية ركيكة انه تعرض للصعق بالكهرباء والكي بالنار, وانه عمل خلال وجوده مع الخاطف بمزرعته بلا طعام او دواء. جميع المخطوفين كان حلمهم عبور الحدود والوصول الي احدي المنظمات الانسانية في اسرائيل او الي احدي سيارات الامم المتحدة التي تمر علي الطريق, حيث توفر لهم الاقامة وربما العمل واحيانا منحهم حق اللجوء الي استراليا وكندا. امانييل قال ايضا إن له أخا في اسرائيل يعمل منذ سنة ويؤكد ان البدوي طلب منه25 الف دولار وعليه ان يتصل بشقيقه ليسلمها الي وكيله في اسرائيل حتي يتم تهريبه هو الآخر.
رساله حواء الاريترية
في رسالتها للناشط الحقوقي حمدي العزازي رئيس جمعية الجيل الجديد لحقوق الانسان تحت الاشهار حيث كانت بدايه رحلتي للتفتيش في اسرار عصابات التهريب كتبت بخط اليد, ان اسمها حواء احمد ابراهيم وانها اريترية الجنسية من والدتها سعادة محمد سليمان وانها تبلغ من العمر20 عاما وبينما هي في الصف الخامس الابتدائي تعرضت المنطقة الحدودية التي تعيش فيها علي الحدود الاثيوبية الي الجفاف مما اضطرها الي الهجرة الي اثيوبيا للعمل وعاشت في معسكر للاجئين الاريتريين هناك وبعد شهر واحد وكان عمرها18 عاما قررت السفر للسودان للعمل وبعد مسيرة استمرت3 ايام مشيا علي الاقدام وصلت الي الحدود السودانية وتم إلقاء القبض عليها من الشرطة وترحيلها لمعسكر سقراب للاجئين ولكنها تمكنت من العمل في العاصمة الخرطوم لمدة عام ونصف العام وتعرفت علي خطيبها يوسف مجمد رمضان وتضيف, الا ان الشرطه اعادت القبض عليها بحجة انها تقيم بصورة غير شرعية ورحلتها مرة اخري الي معسكر سقراب وتقول في رسالتها إنه اثناء تجوالها خارج المعسكر اختطفها الرشايدة وادخلوها مع اخرين الي مدينة كسلا وبعد احتجاز دام15 يوما رحلوهم في اتجاه اسرائيل عبر سيناء في رحلة استمرت15 يوما دون ان يطلبوا منهم اموالا.
عرفت سيناء تجارة البشر منذ عام1995 وزاد النشاط واصبح اكثر انتظاما مع كثافه هجرة الروسيات لاسرائيل عبر مطار شرم الشيخ بعد اغلاق منفذ طابا من قبل سلطات الامن المصرية, وكان الامر طبيعيا الي حد ما وربما قانونيا لان تاشيرة السياحة تسمح بالتنقل عبر الجانبين. ولكثرة توافد الروسيات واخريات من الصين وبعض الجمهوريات السوفيتية سابقا وتوقف السلطات الاسرائيلية عن منحهم تراخيص الاقامة والعمل بسبب زيادة اعدادهم, لجأ القادمون الجدد الي طرق غير مشروعة لدخول اسرائيل للعمل او الدعارة كما عرف عن تجار الرقيق الابيض, وبمساعدة شبكات منظمة من داخل اسرائيل من مهاجرين سابقين وبالتعاون مع بعض الخارجين علي القانون في سيناء بدأ نشاط كبير وممتد لتهريب البشر عبر دروب صحراوية بعيدا عن عيون الامن.
المقابل المادي الكبير الذي يوفره هذا النشاط جعل الحدود المصرية مسرحا كبيرا للتهريب لا فرق بين المخدرات او السلاح او البشر كما قال حمدي العزازي رئيس جمعية الجيل الجديد لحقوق الانسان بسيناء, واضاف, استمر الحال هكذا حتي تم الكشف عن فضيحة اسرائيلية في عام2006 حيث اتهمت اسرائيل باستقبال اطفال اوكرانيين بهدف اجراء تجارب علمية عليهم وزرع الولاء في نفوسهم لدوله اسرائيل ثم اعادتهم الي بلدهم. تزامن ذلك مع بدء تهجير الافارقة الي اسرائيل عبر سيناء بانتظام كلاجئين سياسيين عن طريق الهجرة غير الشرعية.
وفي طريقي الي شمال سيناء عبر كوبري السلام مبارك سابقا لاحظت انخفاضا كبيرا في اعداد الشاحنات التي كانت في فترة ما قبل الثورة تقف صفوفا علي المعابر للدخول او الخروج,الامر يشير الي انهيار اقتصادي في منطقة يقوم اقتصادها علي تصدير المواد المحجرية والمنتجات الزراعية التي حققت شهرة كبيره محليا وعالميا, بسبب غياب الامن علي الطرق وحوادث خطف السيارات.
علي احدي الكافيتريات بمدينة بئر العبد قال لي شاب بدا انه غير منزعج ولا مهتم باخبار مقتل او اصابة الافارقة والجنودالمصريين علي الحدود عندما سالته, هذا امر الله, وبلغه بدوية اضاف وايش جابهم علي سيناء؟ ووين الامن في مصر؟, واضاف كل الناس هنا يعرفون ان هناك عصابات دولية لتهريب الافارقة, والمناطق الحدودية في جميع انحاء العالم يوجد بها تهريب بشر وسلع واسلحة ومخدرات حتي في امريكا نفسها ولكن وسائل الاعلام تعمل من الحبة قبة كما يقال في مصر. تركته دون تعقيب وواصلت رحلتي, فانا في طريقي الي المنطقة من الكيلو13 وحتي الكيلو30 الحدودية جنوب رفح مصر وتضم اخطر مناطق التخزين و التهريب في قري المهدية والبرث ووادي العمرو ومنطقة العجرة.
واثناء وجودي في قعدة عربي في مكان مفتوح بالصحراء علي مقربه من خط الحدود بالقرب من منفذ العوجة لاحظت احدهم يحرص علي قراءة ورقة مقطوعة من احدي الصحف ويصر أن اسمعه, وقال بصوت عال واشارت التحقيقات إلي انه لولا هذا البرج ما تمكنت اسرائيل من اتمام عمليه تمرير المكالمات الدولية بغرض التنصت عليها بما يؤثر تاثيرا بالغا علي الامن القومي المصري فضلا عن حصول شركه المحمول علي مبالغ مالية طائلة نتيجة تمرير المكالمات الدوليه التي تجري في مصر علي شبكه الاتصالات الاسرائيلية وهي القضية التي حكم فيها علي الجاسوس الاردني بشار ابو زيد بالحبس5 سنوات والتي ثبت فيها ان الجاسوس قام باعداد تجهيزات تكنولوجية تمكن اسرائيل من تسجيل وتتبع ومراقبة ارقام تليفونات وخطوط بعينها ترد لها مكالمات من الخارج وايضا تسجيلها.
علامه استفهام كبيرة وضعها البدوي امامي, لان البرج يقع علي بعد2 كيلومترا من الحدود قريبا من منفذ العوجة في منطقية تترامي فيها المنازل البدويه البسيطه, الشاب البدوي, اضاف ان المحمول علي الجانبين المصري والاسرائيلي يتداخلان سواء من شركه اورانج الاسرائيلية او موبينيل وفودافون المصريتين وانهما توفران الفرصه لاجراء مكالمات دولية باعتبارها محلية للتموية علي الامن المصري, واخفاء اماكن تواجد المهربين والافارقة والاتفاق علي تفاصيل عمليات التهريب.
تهديد من مهرب
وانا في المكان عرفت من احدهم أن محتجزين افارقة موجودون الان في منطقة جنوب رفح وانه يمكنني لقاءهم بعد ان اتفاوض مع الخاطف وبالفعل اتصلت به وما زلت محتفظا برقمه وقلت له انني اريد ان اتحدث اليهم فقال لي إنه سيرسل سيارة الي موقف العريش القديم وانها ستصحبني الي حيث يقيم, فاندهشت لاستجابته الفوريه وعدم شكه في شخصيتي ولكن من ابلغني برقم تليفونه زاد من شكوكي فقد اعطاني ايضا بيانا باسمائهم قائلا انه حصل عليه من منظمة حقوقية ايطالية برغم خوفي واستغرابي الا انني اتفقت مع الخاطف علي الذهاب اليه ولكنه طلب5 الاف جنيه مقابل اللقاء بالافارقه والا فسيربطني معهم ويطلب فديه, ولم يكتف بذلك ولكنه هددني بالملاحقة داخل سيناء من خلال تتبع رقم تليفوني اما ما اثار حزني فقوله لي ان كل الاعلاميين من مصر والخارج يدفعون له ما يطلبه مقابل التقاط صور مع الافارقه وهذه تجاره رخيصة من نوع اخر ارتكبها البعض بحسن نية وربما عن عمد لاهداف اخري, ولم اوافق علي المبدأ نفسه ولانني لم اكن امتلك المبلغ المطلوب وكنت اشك في القصة بكاملها فقد غادرت المكان, بعد ان ابلغت الجهات المسئولة برقم التليفون الخاص بالمهرب.
ولم يمض وقت طويل حتي قابلت مهربا حقيقيا ولكنه تاب واقلع عن هذه التجارة, هو في نهاية العقد الرابع من عمره, مهمته كانت قيادة مجموعة من المهربين فقال بثقه وهدوء. لا تظلموا ابناء سيناء فسحر المال لا يقاوم وليس امامنا سوي مثل هذا العمل واضاف في اسبوع واحد في مايو الماضي هربنا400 افريقيا من جميع الجنسيات وكانت الحصيلة ما يساوي مليونا ونصف مليون جنيه مصري والدفع كان بالدولار واليورو. ولما سألته عن طبيعة العمل وكيفية عقد الصفقات قال إن الاتفاق علي المبلغ وطريقه التسليم يتمان علي الحدود وأن لهم اصدقاء وشركاء في السودان واريتريا واثيوبيا واسرائيل يعملون في بنوك وشركات سياحة ومكاتب صرافة وادلة. كما ان هناك قبائل تمتد سيطرتها علي جانبي الحدود المصرية مع السودان واسرائيل, لذلك يتم التسليم يدا بيد سواء الافارقة واحيانا الاموال. وهؤلاء لدينا التزام عرفي بتوصيلهم في امان الي اسرائيل. اما الاخرون الذين يأتون الي سيناء بمعرفتهم او من خلال اشخاص لا نتعامل معه فنكتفي فقط بتوصيلهم للحدود وهم يتحينون الفرصة للدخول في غياب الدوريات الامنية علي الجانبين, وغالبا ما يقعون تحت ايدي الدوريات الاسرائيلية التي تلقي القبض عليهم ثم تعيدهم الي الداخل المصري علي مقربة من نقاط المراقبة الحدودية التي ترحلهم الي السجون في سيناء. واضاف, النوع الاخير هم سبب المشكلات وغالبا ما يقعون بين ايدي صغار المهربين, كما انهم السبب في ملاحقة الامن ووسائل الاعلام العالمية لنا لانهم لا يملكون اموالا فيتعرضون للضغط النفسي والتعذيب البدني حتي يتصلوا بأهاليهم لارسال المال لاستكمال رحلة تهريبهم, كما اضاف, ايضا هؤلاء قد يتعرضون للبيع والشراء بين تجار البشر لتحقيق اقصي ربح ممكن من تخزينهم بالقرب من الحدود. حميد اكد لي ان المقابل المادي الذي يدفعه الهارب الافريقي قد يصل الي30 الف دولار اذا علم المهرب ان له اقارب يمكنهم دفع هذا المبلغ لانقاذه من رصاص الشرطة او الاعتقال في السجون او التعذيب وعما يحدث للافريقي في اسرائيل قال حميد ان هناك الكثيرين الذين حصلوا علي فرص عمل ويعملون الان في المزارع والمطاعم اذا تمكنوا من الوصول لاحدي المنظمات الانسانية, ومنهم من يموت جوعا وعطشا فترميه قوات الاحتلال داخل الحدود المصرية ويدفنه البدو, ولكن من يقبض عليه يلقي داخل الحدود المصرية مرة اخري فيعتقل او يموت جوعا او يقع في ايدي المهربين. اما اغرب ما قاله, فهو انه في فترة من الفترات كان الافارقة يأتون الي سيناء في وسائل المواصلات العادية في مجموعات, وهؤلاء يعتبرهم هو هواة واغلبهم من اللاجئين السياسيين في مصر ولكنهم يفضلون الهرب الي اسرائيل بحثا عن العمل, وهو ما اكده لي الشيخ عبدالله جهامه رئيس مجلس قبائل سيناء وعضو مجلس الشعب عندما قال لي انه شاهد الي جواره في اتوبيس شرق الدلتا منذ عام او اقل مجموعة من الافارقة تدل ملامحهم علي انهم من عده دول في طريقهم الي العريش, ثم فوجئ بهم مقبوضا عليهم في مديرية امن شمال سيناء بعد اسبوع تقريباحيث كانوا في طريقهم الي الحدود.
خليل السوداني وصالحة الاريترية
خليل بابكر, لاجئ سوداني تحدثت اليه في القاهرة قبل ان يغادر في طريقه الي بلده, من مواليد ولاية شمال دارفور, كان حلمه تحقيق حياة أفضل لأمه وأبيه وزوجته وإخوانه وأخواته وأسرته جميعا,. قال لي, تحركنا من منطقة بولاق بعد ان وصلنا الي القاهرة في اربعة ايام, وكان عددنا ثمانية أشخاص كلهم من أبناء دارفور, كل فرد دفع400 دولار إلي السمسار المصري الذي يدعي أبو طارق, وقال ركبنا لاندكروزر إلي بيوت البدو قريبا من الحدود بشمال سيناء, ومكثنا يومي الاثنين والثلاثاء ثم تحركنا يوم الأربعاء ليلا في اتجاه السلك الشائك, وبعدما اقتربوا بنا إلي خط الحدود نزلنا وقالوا لناأسرعوا تجاه هذا السلك الذي يفصل بين حدود إسرائيل ومصر, وكان البدو مختفين تحت الخور في مكان منخفض لكي يصطادوا الذين يرجعون فارين أوهاربين من ذخيرة حرس الحدود المصري. مؤكدا ان, كل من تم القبض عليه من جديد بمعرفه المهربين فانهم يطالبونه بدفع المبلغ ذاته مرة ثانيةلاعاده تهريبه, ويقول انه عند وصولهم إلي السلك الحدودي قام الجنود باطلاق النار عليهم, ويضيف انه في أثناء تحركهم تجاه الحدود الاسرائيلية, يرفع لهم الإسرائيليون الإضاءة الليلة لكي يسرعوا إلي اتجاه السلك وبعد نزول الإضاءة, وكنتيجة للمطاردة المسلحه, فان منهم من قتل ومنهم من جرح اما هو فقد أصيب في بطنه ورأسه ويديه وتم القبض علي ثلاثة آخرين سالمين. ويضيف, انهم في اثناء رحلتهم وجدوا في بيوت البدو اكثر من90 شخصا, مكلبشين من اليدين ومقيدين في القدمين ومعصوبي العيون, وكان هو من ضمن الذين تم القبض عليهم في الحدود وذهب البدوي به الي بيوت الاشباح تسمية بدوية للمكان الذي يتم فيه تخزين الراغبين في الهجرة ولكن اهله دفعوا الي الخاطفين مايعادل5 آلاف دولار لاطلاق سراحه.
اما صالحة ام سالم فقد قررت ان تقص حكايتها بالتفصيل, ولانها متعلمة فقد كانت كلماتها محددة وواضحة, عندما تحدثت اليها حيث تقيم حاليا في الخرطوم بعد ترحيلها من مصر, قالت وكأنها تحكي لكل العالم اليكم الحكاية من البداية انا ام لطفل جميل عمره اربع سنوات انفصلت عن زوجي منذ اكثر من سنتين لم اسمع عنه خبر ولم يحاول ان يتصل بي لكثرة خلافاته مع اهلي ومعي.. كبر ابني وكبرت مسئوليتي وكان اكبر همي في هذه الحياة ان البي له طلباته وفكرت في تركه مع والدتي والسفر الي اسرائيل ارض الاحلام, الراتب كبير سيارة شقة علي حسب ما سمعنا من المهاجرين اليها وبدات شد الرحال الي ارض الاحلام وودعت ابني حبيبي الذي لم افارقة من ساعة مولده يوم9-11-2007 الي2010/9/23 تاريخ توجهي الي مدينة كسلا السودانية للتحرك الي الحدود عن طريق قبائل الرشايدة المتمركزة علي الشريط الحدودي بين اريتريا والسودان.وكانت تمارس كل انواع المخالفات, و لم تقدر كل الحكومات المتعاقبة علي السودان ان تردع هذه القبائل في مخالفتها للقانون فهم لايعرفون ولا يعترفون به ويحتكمون الي قانونهم حسب الزمان والمكان وحكمهم غير قابل للمناقشة او التفاوض. المهم وصلت عن طريق احد السودانيين الي كسلا في يوم2010/10/23 م آتية من مدينة الخرطوم ومكثت خمسة ايام وطلعنا لمنطقة خلوية علي بعد ساعتين من المدينة تسمي القيزان ثم تحركنا صبح اليوم التالي متجهين الي حلايب ومن المعالم المعروفة علي طريق عطيرة مدينة بورتو سودان وبعد مسيرة تسع ساعات نزلنا للراحة ونمنا, وفي اليوم التالي تحركنا الساعة الرابعة صباحا وسرنا اكثر من خمس عشرة ساعة وصلنا إلي الحدود السودانية حوالي الساعة السابعة مساء وكنا مجهدين ومتعبين نمنا من غير اكل ولا شرب ومكثنا وسط الجبال ثلاثة أيام جاءت مجموعة تسلمتنا وكانو يقولون عليهم العبايدة تحركوا بنا في حوالي الساعة التاسعة صباحا متجهين الي الحدود المصرية و تخطينا السلك الشائك بالسيارات. وكان هؤلاء العبايدة عبارة عن صخور ولا توجد بقلوبهم رحمة كان معنا ثلاثة اطفال يصرخون من التعب والجوع والعطش وكانو يهددونهم بالضرب ويصرخون في وجوهنا مطالبين منا اسكاتهم والا ينزلونهم. المهم تحركنا اليوم التالي الساعة الخامسة صباحا وعند التاسعة صباحا توقفوا للاطمئنان علي الطريق واجراء بعض المكالمات باجهزة الثريا وكان الحر قاتلا حوالي الساعة الرابعة عصرا, وتحركنا وكل المناطق كانت صحراوية لم نر معالم بشر او حياة من قريب او بعيد وكنا ننام وسط الجبال والرمال حتي وصلنا حوالي الساعة الواحدة صباحا الي منطقة السيالة علي حسب ما سمعت من احدهم وهو يتحدث في التليفون ونمنا ثم تحركنا اليوم التالي الساعة السادسة صباحا وحوالي الساعة الثانية ظهرا وصلنا الي منطقة جبلية وكان في انتظارنا المعازة. ووجدنا منهم اسوأ معاملة من البداية ضرب شتائم ذل إهانة, كل انواع المعاملة القاسية وبالمناسبة العبايدة لأخر لحظة كانو يهددونا وياخذون اموالنا تليفوناتنا ذهب كل شيء, حتي الاكل بتاعنا اخذوه تحت تهديدنا برغم كثرتنا كانوا يسيطرون علينا لانهم مسلحون, وفي كل عربة يوجد اثنان واحد سائق والثاني يحمل السلاح, وسرنا حوالي ثماني ساعات وتوقفنا للنوم وثاني يوم الساعة الخمسة صباحا تحركنا وسرنا الي الساعة التاسعة صباحا وصلنا لمدينة الاسماعيلية كما سمعنا منهم وهم يتحدثون في التليفون وقفنا وسط الجبال الي الساعة الحادية عشرة صباحا وبعد مسيرة اربع ساعات بعد عبور قناة السويس في قوارب صغيره توقفنا قرب سلسلة جبال وطلبو منا الهدوء الكامل لخطورة المكان. ولكن للاسف لم تتم الرحله فقد القي علينا القبض وهرب الخاطفون.
الموتي الأفارقة أرقام علي أرضنا
في تقرير اخير ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية, أن2931 متسللا أفريقيا دخلوا إسرائيل عبر الأراضي المصرية من شبه جزيرة سيناء خلال شهر ديسمبر الماضي.
ونقلت الصحيفة العبرية تقريرا نشره مكتب الأحوال المدنية والهجرة الإسرائيلي, بأن نحو17 ألف متسلل دخلوا إسرائيل خلال عام2011 الماضي, مشيرا إلي أن هذا العدد المتراكم يزداد منذ عام2006 عن54 ألفا. وأشارت معاريف إلي أن الحكومة الإسرائيلية بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو كانت قد صادقت بداية الشهر الماضي علي خطة جديدة لضبط الحدود المصرية الإسرائيلية ومحاربة ظاهرة المتسللين الأفارقة إلي إسرائيل عبر شبه جزيرة سيناء.و تنص علي السماح باعتقال المتسللين غير الشرعيين لمدة أقصاها ثلاث سنوات, وزيادة للغرامات المفروضة علي أصحاب الأعمال الإسرائيليين الذين يشغلون المتسللين خلافا للقانون حتي مبلغ75 ألف شيكل ومعاقبتهم بإغلاق محلاتهم.
بينما انا في سيناء جاءتني معلومة من الناشط الحقوقي حمدي العزازي, انه الآن يوجد44 محتجزا لدي شخص اسمه موسي يوجدون بقرية المهدية برفح في انتظار تهريبهم الي الحدود بعد ان يرسل اهلهم في اريتريا المبالغ المطلوبة. المتابعة الدقيقة والانية للجمعية اصابتني بالدهشة, فهو عمل كبير وحقيقي وتاكدت من دقه المعلومات الوارده بتقاريرها عندما عرفت بنفسي عدد المسجونين في قسم رمانه, بل انني تحدثت اليهم شخصيا لذلك كان قراري ان التقي به واعضاء الجمعيه, وفعلا رحبوا بي وقدموا لي مساعدات كبيرة وظل سؤالي حائرا, كيف تتوصل هذه الجمعية لكل هذه المعلومات بشان تهريب الافارقة برغم انها بلا امكانات ماديه ذات قيمه؟
في مدينه العريش وامام المدرسة الاعدادية يقع مقر الجمعية البسيط المتواضع المليء بالاسرار عزازي, علي مكتبه في مدخل شقة بالدور الارضي باحدي البنايالت وبالداخل حجرة متوسطة ومنضدة صغيرة يلتف حولها بعض الشباب من الجنسين يتلقون دروسا في حقوق الانسان وعلوم الحاسب. وكانه كان ينتظرني انا شخصيا, برغم انه المصدر الاول للمعلومات عن تهريب الافارقة عبر سيناء في وسائل الاعلام العالمية, حمدي العزازي وسيرته الذاتية كما قدمها لي انه خريج كلية التربية بالعريش, قسم اللغه الانجليزية, وانه عمل مدرسا بوسط سيناء وانه كان سعيدا بعمله. وقال ان امن الدوله سابقا طلب منه ان يتعاون معهم في التجسس علي سكان المنطقه ولكنه رفض هكذا قال وبعد انتهاء فتره تجنيده فصل من الخدمه بالتعليم بحجه عدم وجود شهادة تادية الخدمة العسكرية في ملفه, ولم تفلح محاولاته في العودة لعملة فقرر ان يسافر للخليج, وعمل سائقا لدي احد امراء قطر, ومعلما لابنائه واضاف, عشت من1998 وحتي2004 في قطر وخدمت في الجيش هناك واعجب بي قائده فعرض عليه اداره شركه تابعة لرئيس الاركان القطري خال الامير الحالي ويضيف, اجتهت في عملي وسافرت الي معارض دوليه كثيره ومؤتمرات اقتصادية عالمية في اكثر من70 دوله الي هنا لم اعلق انا بكلمة ولم اسال سؤالا واحدا وعندما لاحظ صمتي ودهشتي, قال حتي جاءت الصدمة وذلك عندما قيل انني تحدثت عن معلومات تفيد ان قطر تزود الجزائر بالسلاح لتمريره الي جبهة البوليساريو في اقليم الصحراء المغربيه. وكان العقاب الابعاد عن قطر ومصادرة كل ممتلكاتي والا فان البديل لذلك كان السجن المؤبد باي تهمه هكذا قال واضاف عدت الي مصر عام2004 ومعي زوجتي المغربية وطلبت العوده الي عملي ولم تنجح محاولاتي ويواصل, قمت بعمل مشروع انترنت وكنت اكتب عن حقوق الانسان باسماء مستعارة, وعانيت من تعامل الامن معي حتي قيام ثورة25 يناير. منذ ذلك الوقت وانا اتابع قضايا سيناء وعلي رأسها تهجير الافارقة وتقديم المساعدات الغذائية والطبية للمصابين بالمستشفيات ودفن الموتي منهم في مقابر الصدقه. اما اجمل ما فعلته كما قال فانني كنت اطلب من المحتجزين الافارقه ان يرسموا لوحات فنيه بسيطه بعد ان امدهم بادوات الرسم ثم اتولي بيعها لمنظمات انسانيه دوليه, واعادة ثمنها لهم في شكل مستلزمات غذائية وطبية تساعدهم علي الحياة باقسام الشرطة حتي يتم ترحيلهم. ويضيف ان الجمعية قامت بعمل معرض لرسوم الافارقة المحتجزين بنقابة الصحفيين بالقاهرة من اجل هذا الهدف.
في مقر الجمعية التي تواجه صعوبات في الاشهار, التقيت مصطفي عزام نائب رئيس الجمعية ومدير التموين الطبي بمديرية الصحة سابقا فقال لي, انه من خلال عمله بالجمعية, شارك في العمل الخيري كافق جديد لتحسين صوره مصر في العالم خاصه فيما يتعلق بتعذيب الافارقة في سيناء او قتلهم سواء برصاص الشرطة او بسبب الجوع والمرض, واضاف انه شارك ايضا في تكفين ودفن21 جثة لافارقة بمساعدة اهل الخير, واكد انه لم يلاحظ علي جثة دفنها اثار استئصال اعضاء كما يشاع ولكن بعضها كانت به اثار ضرب وتعذيب علي ايدي الخاطفين. وعن رأيه في ظاهرة تهجير الافارقة قال انه اشغال للحكومة المصرية لابعادها عن تنميه وتعمير سيناء واظهار مصر في العالم بانها دولة ضعيفة لا تسيطر علي حدودها.
كما قال لي أحمد زكي الناشط الحقوقي وعضو الجمعيه والذي يعمل امين مرافق زراعية بالمدرسة الثانوية بالعريش انه التحق بالجمعية لمواجهة اسرائيل إعلاميا مؤكدا ان الموتي الافارقة هم ارقام علي ارضنا, وان موتهم يكون بسبب الارهاق والتعب ومنهم من يموت داخل الحدود الاسرائيلية ولكنهم يلقون بالجثث في الجانب المصري من الحدود.
اوراق المستشفي العام بمدينه العريش تؤكد انه خلال عام2011 مات30 افريقيا متاثرين باصاباتهم في حين تم علاج40 وترحيلهم الي اقسام الشرطة لاعادتهم لبلادهم وفقا لما هو مدون بالسجلات وكان شهر ديسمبر الماضي هو اكثر الشهور التي دخل فيها افارقة الي المستشفي14 مريضا ومتوفيي اسباب اصابتهم ووفاتهم مختلفة ما بين طلق ناري او ارهاق نتيجه المطارده. اعداد العابرين الافارقة الي اسرائيل كبيرة مما يشير الي رغبة اسرائيلية في استقبالهم, هكذا يؤكد الشيخ حسن خلف كبير المجاهدين الذي يحظي باحترام الجميع في سيناء. ويضيف ان من يرافقون العبيد كما يطلق عليهم السيناوية لا يتورعون عن فعل اي شئ في سبيل الحصول علي المال ولكنه يعود فيؤكد انهم منبوذون من عشائرهم.
ويروي قصة حدثت في بيته شخصيا منذ شهرين, فقد فوجئ بافريقي شاب يدخل منزله وتتعالي صرخاته من اثر الضرب المبرح هربا من احد المهربين فقام بحمايته وتسليمه لقسم شرطة الشيخ زويد بنفسه, لانهم رفضوا الحضور حيث يقيم هو, ولم يغادر حتي اتت مدرعة من مديرية امن شمال سيناء وحملته الي العريش. ويواصل خلف انه عرف من الافريقي انه تعرض للضرب من الخاطفين لكي يتصل باهله ليرسلوا له اموالا لاستكمال رحلته الي اسرائيل وقال ان المهربين في السودان واريتريا الذين يسلمون الضحايا للرشايدة والعبايدة يخبروهم بانهم سيعملون في سيناء ثم يدفعون الف دولار بعد عمل قد يمتد عاما ولكنهم فوجئوا هنا بانه لا عمل وانه يطلب منهم الاتصال بذويهم لارسال المبالغ المطلوبه فيضطرون لبيع ما يملكون من اراض ومواشي وربما منازل لانقاذ ابنائهم. خلف يقول انه علي علم ان هناك في اسرائيل من يقومون باعادة الافارق الي سيناء بعد عبورهم وهنا يقبض عليهم مرة اخري بمعرفة المهربين.
ويؤكد انه مهما كان رفض ابناء سيناء لهذا العمل واستنكارهم له فانهم جميعا مسئولون امام الله ولا يكفي ان يقول احدهم اني برئ منه, الشيخ حسن يعترف بشجاعة نادرة ان افرادا من قبيلته المشهود لها بمقاومة الاحتلال يعملون في هذه التجارة القذرة ولانهم من عشائر اخري داخل القبيلة الكبيرة فلا يستطيع ان يقنعهم بالعدول عن ذلك ليس ذلك فقط, ولكنهم مسلحون وخارجون عن العرف البدوي.
االسلفيون علي الخط
ولان مدينة رفح هي التي عقد بها اكثر من مؤتمر لمكافحة التهريب, ولانها ايضا تقع في قلب الاحداث فقد التقيت الشيخ سلامة حسان مسئول الدعوه السلفية بالمدينة وقد بادرني بالقول- عندما علم بسبب لقائي معه. اولا الفضل ينسب لاهله فنحن لم ندع للمؤتمر ولم ننظم اعماله بل دعت اليه تيارات اخري يقصد قاعده سيناء والجهاد والتكفيريين وجماعات حقوق انسان وناشطين قانونيين واضاف لكننا شاركنا فيه لنبل الهدف ولاننا نستنكر هذا العمل سواء التهريب او التجارة فضلا عن القتل, مشيرا الي ان الظاهره مازالت موجوده ولكن الاعداد تتناقص بشكل كبير. وبالفعل نجح المؤتمر وما زلنا نبذل الجهد للتنبيه علي مشايخ القبائل ودعاه المساجد والعمل في اوساط شباب البدو لتوضيح موقف الدين الاسلامي الذي يحرم هذا العمل. واكثر من ذلك وكما يقول الشيخ سلامة ان السلفين جميعا علي تواصل الان وسيفعلون ذلك مستقبلا مع بعض المتهمين بارتكاب هذه الجرائم لردعهم عن الاستمرار فيها وعرفت من اخرين ان الامر قد يتطور لمواجهة مسلحة لمن لا يستجيب.
قبل ان اغادر في طريقي الي العودة اكد لي الشيخ عبد الله جهامه, ما سبق ان قاله الشيخ حسن خلف ان عبور الافارقة الي سيناء من خلال التهريب هو رغبة اسرائيلية بهدف تشغيلهم في الحقول بدلا من العمال الفلسطينيين او لاعداد البعض منهم مخابراتيا واعادتهم الي دولهم ومنهم من يخدم في صفوف الجيش الاسرائيلي وطالب بان ننتبه الي ذلك فالبؤس والاسي الذي يتعرض له الافريقي في سيناء يساعد الاخرين علي غرس الكراهيه في نفوسهم ضد مصر وابناء سيناء انفسهم ويضيف ان معرفتنا بالعدو الاسرائيلي اثناء حروبنا معه وبعدالسلام تجعلنا نلاحظ ان اسرائيل لو كانت ترغب في الافارقه لاحضرتهم من بلادهم بالطائرات كما فعلت سابقا مع الفلاشا, ولكنها تتعمد ان يتعرضوا للاهانة والمشقة والعناء في رحلتهم داخل الحدود المصرية ثم تستقبلهم برحابه صدر ليسهل غرس الحقد في نفوسهم ضد من عذبوهم واستغلالهم داخل اسرائيل او في بلادهم. جهام] يقول انه اثناء مروره علي خط الحدود لاحظ انه تم انشاء مستوطنه للافارقة في المنطقة المواجهة لقرية وادي العمرو في سيناء وبها فيلات ومزارع يقيم بها الفلاشا الاثيوبيون والقادمون الجدد من السودان واريتريا علي بعد عد] كيلو مترات من الحدود. ويضيف مخاوف اخري, حيث يؤكد ان البعض داخل وخارج مصر شاركوا في تنظيم عمليات التهريب. وان معلوما ته تؤكد انهم علي وشك السقوط, يطالب بالا يتحمل السيناويه وحدهم نتائج هذه التجارة المشينة فضبط الحدود في العالم كله مسئولية الاجهزة الامنية بالتعاون مع السكان المحليين وتأمين سيناء يبدا من حدود مصر مع السودان. وانه تم الاتفاق علي ان تكون كل قبيله مسئولة عن نطاقها العرفي بالتعاون مع الاجهزه الامنية وامام القبائل الاخري. ولم تمض عدة ايام بعد عودتي حتي علمت بانباء القبض علي افارقة كانوا في طريقهم الي اسرائيل علي كوبري السلام بالاسماعيلية حينها ادركت ان تامين سيناء يبدا عند حدودنا الجنوبية مع السودان كما قال لي عقلاء سيناء. فالظاهرة مستمرة مهما قل عدد الهاربين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.