نزيف الدماء يغرق الشوارع المصرية ، بالألم والمرارة.. 6 آلاف قتيل و25 ألف مصاب هذا العام، لا يكاد يمر يوم دون حادثة مروعة، رائحة الموت تهب، لكنها ليس قدرا صرفا، فالجانى صار معلوما، الأخطاء البشرية هى القاتل الظاهر، والمخدرات هى المجرم الخفي، بالأمس وقبل أن تمر 24 ساعة على حادث طريق أسوان الصحراوى الغربي، الذى حصد أرواح 30 شخصا، تكررت المأساة على الطريق نفسه، ولفظ شخصان أنفاسهما الأخيرة. وأمام هذا التصاعد المروع لحوادث الطرق، أمر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بتكثيف الحملات المرورية والأمنية على الطرق، وأقيمت عدة أكمنة على الطرق الرئيسية، وبمعاونة أطباء متخصصين من وزارة الصحة، أجريت «تحاليل» لنحو 1800 من سائقى سيارات الأجرة والنقل. التحاليل أماطت اللثام عن مفاجأة صاعقة: 220 من هؤلاء السائقين يتعاطون مواد مخدرة، فى استهتار بالغ وعدم تقدير للعواقب، مما يعرض حياة الركاب والمواطنين لأخطار شديدة، وتنذر بتكرار حادث أسوان مرة بعد أخري، وهو ما يطرح علامات استفهام واسعة حول أساليب التصدى لظاهرة قيادة السيارات تحت تأثير المخدر، التى أدخلت مصر القائمة السوداء للدول ذات المستوى المرتفع من حوادث الطرق، على الرغم من تأكيدات اللواء مصطفى درويش مدير الإدارة العامة للمرور، أن الحملات الأمنية ستستمر على الطرق للحد من الحوادث وكبح نزيف الدماء على الأسفلت.