مسابقة ملكة الجمال متعة بصرية وسمعية لكل من يشاهدها .. وصناعة كبيرة تشارك فيها عدة مؤسسات.. ومتسابقات جديرات وهىفرصة سنوية لتنصيب جميلة تمثل بلدها في مسابقة عالمية يترقبها الملايين، ومع ذلك هناك بعض الاصوات المعارضة .. لكن الحقيقة أن المسابقة تزداد كل عام بريقا علي بريقها. وفي مصركانت فرصة أيضا.. لكن للأسف الشديد "للألش والسخرية" وبرغم أن المسابقة كانت محدودة وصغيرة وتقام علي عجالة وعدد المتسابقات فيها كان قليلا والمتقدمات أغلبهن يأتين بالمعرفة الشخصية وسط إدانة مجتمعية شبه كاملة، على إعتبار ابنا بلد شرقى ظالم ومجحف لأنها مسابقة سيئة السمعة‘ وانها غارقة فى القبح والعشوائية ولأن معظم نساء الشرق يعانين من البدانة –ورجاله يحتلون المركز الخامس عالميا فى الامتلاء وإمتلاكهم للكروش- وعندما يتم تنصيب فائزة فى مسابقة "على هذا القدر" تنفجر ماسورة الانتقادات نعم.. هذا العام كانت الفرصة أكبر للسخرية وقد رأى البعض أن "لارا دبانة" قد فازت بالزن، وآخرون علقوا أنها تستحق لقب "مش ايجيبت".. وليس ميس ايجيبت.. فلا ثقافة ولا جمال.. بالاضافة الي المتحسرين علي مقاييس الجمال في مصر.. ويرون مصر مليئة بالجميلات "وأن هناك كثيرات أحلى من لارا دبانه " ورغم المتفق عليه شعبيا على الاقل بين الرجال أن المصريات غير جميلات وبدينات ومستويات الجمال والذوق والشياكة تتراجع عاما بعد عام..إلا أن لكل من ينفى هذا خاصة من الرجال نقول له: انظر حولك وحاول ان تحصى عدد الجميلات..وقارن بينهن وبنات الدول الأخرى لتعرف لماذا فازت دبانة؟ ثم اسأل نفسك هل توافق أن تشارك أختك أو إبنتك فى مسابقة للتنافس علي لقب ملكة جمال مصر أو حتي ملكة جمال شبرا الخيمة؟.. من المؤكد أنك تعرف الاجابة! ولا نستطيع تجاهل أن المسابقة التي توقفت ثلاثة أعوام كاملة بسبب الظروف السياسية والامنية عادت هذا العام لتقام بعشرين متسابقة في شرم الشيخ..صاحبها يوسف سباهى قال: أن الغرض من تنظيمها هو التسويق السياحي لمصر واعطاء رسالة للعالم أن مصر بلد الامن والامان والجمال..كلام جميل.. لكن هل يا تري من شاركن هن أجمل بنات في مصر؟ وهل خضعن لاختبارات حقيقة ولجنة تحكيم "فاهمة" وذات خبرة؟ "هزيلة" بسبب مجتمعاتنا المحافظة هويدا بهجت خبيرة التجميل والاتيكيت إنتابتها حالة شديدة من الاستياء فى أثناء مشاهدة العرض الختامي للمسابقة فلا جمال ولا ثقافة واسئلة تافهة وإجابات اكثر تفاهة من متسابقات لا يصلحن لشىء !وتؤكد هويدا والكلام علي عهدتها أن المسابقة ليست فقط هزيلة لكنها قائمة علي المجاملات وأن اعضاء لجنة التحكيم هم أنفسهم المعلنين بها فمن وضع المكياج عضو في اللجنة، ومن صمم الملابس عضو فيها، ومن اشرف علي تدريبات الحركة عضو آخر، والمحصلة لجنة لا علاقة لها بالجمال او الثقافة ومسابقة "سد خانة" لا تتطور ولا تتغير وتزداد شحوبا والمصريات اللاتي يشاركن في المسابقة العالمية يخرجن من الدور الاول حتي قبل الوقوف علي المسرح بلا أى أثر أو تأثير. ورغم وجاهة الرأي السابق، الا انه من عدم الانصاف القسوة علي المسابقة وصب اللعنات عليها ومهاجمة من شاركن فيها ونظمها, ففي مجتمع محافظ متشدد لابد ألا نتوقع مسابقة عالمية أو حتي مثل المسابقات العربية التي تقام في بلاد ليست بعيدة أو غريبة عنا..في الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن جمال المرأة وزينتها مصدر للفتنة والغواية، وأن عليها ان "تستر وتدارى جمالها ويطالبون بتدخل رجال الدين لمنع هذه "المسخرة " انقاذا لعاداتنا وتقاليدنا وثوابتنا الاجتماعية، هل نتوقع أن تتوافد جميلات مصر بالمئات على لجنة المسابقة؟ وتقول الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع أن العائلات المصرية المحافظة في جميع الطبقات ترفض اشتراك بناتها، وحتى فى فترات سابقة عندما كانت المسابقة تحظي باحترام أكبر لم يكن عدد المشاركات كبيرا وكن من طبقات معينة وحالات خاصة. وعدد كبير من نجمات السينما مثل ليلي فوزي ومريم فخر الدين وزبيدة ثروت عرفن الطريق الي السينما من مسابقات الجمال..ومع تراجع المجتمع المصرى وتراجع السينما فى السنوات الأخيرة شكلا ومضمونا وميله نحو المزيد من المحافظة والتشدد وانتشار القبح والفوضي وفساد الذوق..كان من الطبيعى أن تتراجع هذه المسابقات ويقل فيها مستوى الجمال للمتشاركات. اختلاف مقاييس الجمال بالتأكيد مقاييس الجمال اختلفت في مصر عما كانت عليه ايام انتخاب اليونانية انتيجون كوستاندا ملكة لجمال مصر عام 1929 والايطالية داليدا عام 1954عن مصر التي اصبحت لارا دبانة ملكة لجمالها أو مصر التي كانت هدى عبود خالة لارا حاملة تاج جمالها عام 1988.. ولكن لازلنا ننتظر تغير نظرة المجتمع للمتقدمات لملكات الجمال – على أنهن بنات أسر وليس فتيات سيئات السمعة – حتى لاتخاف كثير من الأسر المحافظة تقديم فتياتها لمثل هذه المسابقات والتى مازال معظمها قلق من هذا الأمر.