لايمكن النظر إلي مايفعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إزاء الأكراد في بلاده إلا في إطار سعيه لإزاحة أي عائق أمام تحقيق حلمه بعودة دولة الخلافة العثمانية والتي كان للاكراد كما للمصريين والشوام دور كبير في إسقاطها فالذي لايعرفه الكثيرون هو أن الرئيس الأمريكي الشهير وودرو ويلسون دعا في بداية القرن العشرين وضمن مبادئه العشرة الشهيرة إلي إقامة وطن قومي للأكراد لتخليصهم من ذل وقمع الدولة العثمانية وكانت هذه الدعوة من الأسباب التي دفعت أوروبا للضغط علي العثمانيين حتي اضطر مصطفي كمال أتاتورك لإعلان وفاة أكبر إمبراطورية للتخلف والشر في تاريخ المسلمين حيث جرتهم جميعا للأسفل وأساءت لسمعتهم بعنفها وإجبارها غير المسلمين علي دخول الإسلام بالقوة بينما كان المسلمون الأوائل نموذجا في نشر الإسلام بالدعوة الحسنة والكلمة الطيبة. وعندما ننظر إلي مايفعله الجنود الأتراك المؤتمرون بأمر أردوغان حاليا من مجازر ضد المتظاهرين الأكراد العزل المطالبين بمساندة بني جلدتهم الذين يتعرضون لخطر الإبادة من مجرمي داعش يجب أن نتذكر أن الأتراك هم من شرد أكراد العالم وقسم أراضيهم علي عدة دول منها تركيا وإيران وسوريا والعراق رغم أنهم ينتمون لإقليم جغرافي واحد ويدينون بالإسلام علي المذهب السني ولمَ لا ومن بينهم خرج أعظم قادة المسلمين عبر تاريخهم وهو الناصر صلاح الدين الأيوبي ومن قبله نور الدين محمود وعماد الدين زنكي ولولا آل أيوب الأكراد لالتهم الصليبيون العالم الإسلامي منذ مايقرب من ألف عام . ولايمكن تفسير مطالبة السلطان العثماني الجديد أردوغان بفرض منطقة حظر طيران فوق شمال سوريا إلا في إطار مايتردد عن أن أردوغان هو الحليف الرئيسي لمجرمي داعش حيث يستخدمهم للقضاء علي منافسيه واستعادة عرش الشر الذي كان يعتليه أسلافه . لمزيد من مقالات أشرف ابوالهول