الطريق الحربى التاريخى للبطل صلاح الدين الأيوبى بسيناء، من أشهر وأهم الطرق الحربية الاستراتيجية فى العصر الإسلامي، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يزال يعانى من تجاهل المسئولين والاعلام، فى حين أنه يمكن بل ويجب استغلاله واحياؤه والاستفادة منه فى الاستثمار السياحي، فهل من مجيب؟ يقول الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء والوجه البحرى ان طريق صلاح الدين الحربى بسيناء لتحرير القدس يعتبر من أشهر وأهم الطرق الحربية فى العصر الإسلامى والذى استخدمه فى غزواته بالشام وأنشأ عليه مراكز محصّنة ونقاط حراسة وبنى قلعته الشهيرة برأس سدر (قلعة الجندي) وقلعته بجزيرة فرعون بطابا لتأمين هذا الطريق الذى يبدأ من القلزم (السويس حاليا) إلى وادى الراحة حتى يصل إلى قلعة الجندى (100كم جنوب شرق السويس ) وينحدر إلى وادى العريش ثم عدة أودية حتى بئر الثمد (180كم جنوب شرق السويس ) وعبر عدة أودية وجبال إلى وادى طويبة الذى يؤدى لجزيرة فرعون (260كم شرق السويس )ثم يستمر شرقاً إلى مفرق العقبة، ومن أشهر معالم هذا الطريق قلعة صلاح الدين وهى من أهم المعالم بجزيرة فرعون بطابا. ويضيف الدكتور ريحان أن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون تبعد 10كم عن مدينة العقبة وتبعد عن شاطئ سيناء 250م وتمثل قيمة تاريخية ثقافية مهمة أنشأها القائد صلاح الدين عام 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصرى عبر سيناء وكان لها دور عظيم فى حماية سيناء من الغزو الصليبى فحين حاصرها الأمير أرناط صاحب حصن الكرك 1182م بقصد إغلاق البحر الأحمر فى وجه المسلمين واحتكار تجارة الشرق الأقصى والمحيط الهندى بالاستيلاء على أيلة شمالاً (العقبة حالياً) وعدن جنوباً أرسلت الحامية الموجودة بالقلعة رسالة إلى القيادة المركزية بالقاهرة عبر الحمام الزاجل وهناك برج للحمام الزاجل داخل القلعة فتصدى له العادل أبو بكر أيوب بتعليمات من أخيه صلاح الدين فأعد أسطولاً قوياً فى البحر الأحمر بقيادة الحاجب حسام الدين لؤلؤ قائد الأسطول بديار مصر فحاصر مراكب الفرنج وأحرقها وأسر من فيها وتعقبها حتى شواطئ الحجاز وكانت تمهيداً لموقعة حطين معركة الكرامة والعزة واسترداد الحقوق العربية والإسلامية بفلسطين . ويؤكد ريحان أن القلعة تحوى منشآت دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان كما حرص صلاح الدين على اختيار موقع استراتيجى فى جزيرة (جزيرة فرعون) وبنى قلعته على تل مرتفع عن سطح البحر شديد الانحدار فيصعب تسلقه والقلعة تقع فوق تلين كبيرين تل شمالى وتل جنوبى بينهما سهل أوسط كل منهما تحصين قائم بذاته قادر على الدفاع فى حالة حصار الآخر ويحيط بهما سور خارجى كخط دفاع أول للقلعة كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر فتوفرت لها كل وسائل الحماية والإعاشة. والقلعة الثانية التى يشير إليها الدكتور ريحان على هذا الطريق المهم هى قلعة الجندى المسجلة كأثر من الآثار الإسلامية عام 1989 وتبعد 100كم جنوب شرق السويس وسميت بهذا الإسم لوقوعها على رأس تل يشبه رأس الجندى وقد توفرت لهذه القلعة كل وسائل الحماية فهى مبنية على تل مرتفع 645م فوق مستوى سطح البحر وشديدة الانحدار فيصعب تسلقها ومهاجمتها ومحاطة بخندق اتساعه ما بين 5 و6م مما يزيد من مناعتها والقلعة قريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب حيث تقع على بعد 5كم منها عين ماء تسمى عين صدر لا يزال أهل سيناء يستعملونها حتى الآن كما أنها قريبة من مجرى سيل لذلك أنشأ جنود القلعة سداً فى واد عميق قرب القلعة لحجز مياه السيول والقلعة بناها صلاح الدين من عام 1183 إلى عام 1187م من الحجر الجرانيتى والجيرى والرملى وتتكون من عدة مستويات كل مستوى مخصص لغرض حربى أو مدنى معين ويطالب الدكتور ريحان بإحياء معالم هذا الطريق بربطه فى رحلة سياحية واحدة وتمهيد وتأمين الطريق إلى قلعة الجندى من الجهتين من رأس سدر ومن صدر الحيطان بوسط سيناء وتطوير القلعتين وعمل اتفاقيات سياحية مشتركة مع الدول العربية لتنشيط سياحة هذا الطريق وتطوير الأنشطة السياحية حول قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا للاهتمام بسياحة الغوص حيث تعتبر جزيرة فرعون ثانى منطقة بسيناء فى هذا المجال بعد رأس محمد والأنشطة البحرية المختلفة وتطوير سياحة السفارى بتنظيم رحلات سفارى للأودية حول القلعة .