قتل أكثر من 400 شخص فى الهجوم الذى تتعرض له مدينة عين العرب (كوباني)، السورية، منذ ثلاثة أسابيع على يد عناصر من تنظيم داعش الإرهابي. وأوضح المرصد السورى لحقوق الانسان، أن 219 عنصرا من التنظيم قتلوا منذ بداية المعارك فى المدينة وحتى الآن، فى حين قتل من الجانب الآخر 20 مدنيا و163 مقاتلا كرديا وعشرة مسلحين كانوا يقاتلون إلى جانبهم. يأتى هذا فى وقت أكد فيه المرصد السورى لحقوق الانسان أمس، أن عناصر من تنظيم داعش، تقدموا جنوب غرب المدينة، وسيطروا على عدد من المبانى لكسب مواقع هجومية من جانبى المدينة. ومن الحدود التركية القريبة، كان بالإمكان رؤية علمين لتنظيم داعش يرفرفان على الجانب الشرقى من كوباني، فيما تعرضت المنطقة لضربتين جويتين بينما سمع دوى طلقات متفرقة. من جانبها، أكدت آسيا عبد الله المسئولة الكردية من داخل البلدة المحاصرة منذ ثلاثة أسابيع، أن عناصر داعش يستخدمون أسلحة ثقيلة وقذائف لقصف كوباني، وأضافت أن الاشتباكات ليست فى كوبانى بأكملها وإنما فى مناطق على مشارف البلدة وفى وسطها. وقال رامى عبد الرحمن مدير المرصد إن الاشتباكات التى وقعت أمس لم تكن ضارية، مشيرا إلى أن التنظيم يتقدم من الجنوب الغربي، وأن مقاتليه عبروا إلى كوبانى وسيطروا على بعض مبانى المدينة. وفى الوقت نفسه، أكد ناشط يدعى مصطفى عبدى أن طائرات التحالف ضربت مواقع لتنظيم داعش أمس، لكن القصف لم يؤثر على تقدم التنظيم على الأرض بعدما نصبوا الاعلام السوداء التى تحمل شعار التنظيم على بعد مائة متر شرق وجنوب شرق كوباني. وقال إن المقاتلين الأكراد لا يزالون متفائلين، فهم ليسوا مجهزين سوى باسلحة خفيفة وانما يعرفون جغرافيا المنطقة جيدا، وسيدافعون عن المدينة حتى اخر عنصر منهم«. وعلى صعيد متصل، شنت طائرات تابعة للتحالف الدولى صباح أمس، غارات جديدة على مواقع لتنظيم داعش فى جنوب غرب مدينة عين العرب السورية ( كوباني)، سعيا لوقف تقدم عناصر التنظيم. من جانبه، وصف صالح مسلم محمد زعيم »حزب الاتحاد الديمقراطي« الكردى (سورى الجنسية)، الغارات التى شنها التحالف الدولى على داعش حول مدينة عين العرب الكردية بأنها »لم تكن ذات فائدة كبيرة«، لغياب القوى البرية الضرورية لقتال (داعش)، معتبرا أن هناك مساومات سرية على الأكراد. وقال مسلم - فى تصريحات صحفيه له أمس - »لقد انكشفت محدودية ضربات التحالف، وعدم وجود كوبانى على لائحة أولويات قوات التحالف«. وعلى صعيد آخر، أعلنت رهبنة الفرنسيسكان أمس أن جبهة النصرة الفرع السورى لتنظيم القاعدة، تحتجز أحد كهنتها بالإضافة إلى عدد كبير من المسيحيين. وذكرت الرهبنة - على موقعها الالكترونى - أن أخبار كاهن من بلدة قنية ويدعى حنا جلوف وأفراد من رعيته انقطعت منذ احتجازهم ليل أمس الأول فى البلدة بالقرب من الحدود التركية. يذكر أن »قنية«، هى بلدة مسيحية تقع فى محافظة ادلب معقل جبهة النصرة وغيرها من المجموعات التى تحارب الجيش السوري. وفى نيويورك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون من الانتهاكات الجسيمة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانون الإنسانى الدولى التى يرتكبها حاليا تنظيم »داعش«، فى مدينة عين العرب، بشمال سوريا. وقال الأمين العام - فى بيان أصدره المتحدث الرسمى باسمه أمس - إنه »يتابع بقلق بالغ الهجوم المستمر لتنظيم داعش على مدينة عين العرب السورية، والذى أدى إلى نزوح جماعى للمدنيين، خاصة إلى تركيا، فضلا عن المزيد من الوفيات والإصابات«. ودعا كى مون، إلى ضرورة حماية السكان المدنيين المحاصرين فى المدينة فى أقرب وقت.