«الدبلوماسية الإلكترونية» فكرة بدأت منذ سنوات مع بدء انتشار وسائل التواصل الإجتماعي. فبدأت بعض وزارات الخارجية فى أوروبا تشجيع سفرائها بالخارج على التواصل مع أبناء البلدان التى يعملون بها سفراء لبلادهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي. وبدأ بالفعل السفراء أولا بكتابة مدونات تعكس أفكارهم وانطباعاتهم عن أماكن عملهم كما يعبرون من خلالها عن سياسة بلادهم. واحتلت صفحات السفارات الأجنبية على موقع فيسبوك فى مصر إقبالا كبيرا من المصريين للتعرف على البلدان الأجنبية وسياساتها. كما اعتبروها وسيلة للتعبير عن آرائهم الشخصية نحو هذه السياسة. وبدأ جون كاسن السفير البريطانى الجديد عمله فى مصر بمبادرة جيدة للتواصل مع الشعب المصري، ليس فقط من خلال صفحة السفارة البريطانية على فيسبوك بل عبر تويتر أيضا. وأطلق كاسن هاشتاج #HewarUKEgypt على حسابه الرسمى على موقع تويتر @FCOJohnCasson ، وذلك للتواصل المباشر مع المصريّين بشأن أهم المسائل التى تعنيهم. وعلى مدى أربعة أيام، وتجاوباً مع الموضوعات التى طرحها المصريُّون أنفسهم، ناقش كاسن عدة مسائل منها التأشيرات، ونصائح السفر، والإرهاب، والديمقراطية. ومن ضمن ما يزيد على 40 تغريدة كتبها كاسن. ويبدو أن حلم السفر سواء للدراسة أو للعمل مازال الحلم الأول للشباب حيث تركزت معظم أسئلتهم، واستفساراتهم، حول صعوبة الحصول على تأشيرة لدخول المملكة المتحدة، والمنح التى يمكن الحصول عليها للدراسة هناك وفرص العمل المتاحة وغيرها. وحاول السفير شرح مزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع وأعلن أن المصريين يستطيعون الذهاب إلى بريطانيا لأسباب تتعلّق بالدراسة، والصحّة، والعطلات، ولأسباب عائليّة. كما قال إنه أكثر من 40 ألف مصرى يتقدَّمون سنويًّا بطلب الحصول على تأشيرة المملكة المتّحدة. وأكثر من 90٪ يحصلون على إجابة خلال 15 يوما ويتمّ قبول أكثر من 80٪. وأكد كاسن أن سفارة بلاده تسعى لتوفير خدمة سريعة وجيدة للعملاء الراغبين فى الحصول على تأشيرات من المصريين، وتقديم كافة الإرشادات اللازمة، مع تأكيد رفض التأشيرات التى لا تتفق والمعايير القانونية البريطانية. وعن توافد السائحين البريطانيين لمصر، قال كاسن إن البريطانيين يتابعون النصائح الخاصة بالسفر عبر الموقع الخاص بوزارة الخارجية البريطانية. ونظرا لأنه يعتبر من عشاق مدينة دهب المصرية، فهو يتابع بنفسه يوميا الأحوال هناك. وأكد أنه سيبذل قصارى جهده للتشجيع على قدوم السائحين البريطانيين لمصر. واحتلت قضية القضاء على الإرهاب جزءا كبيرا من التساؤلات التى وجهت للسفير، فقال أن المملكة المتحدة تسعى إلى وضع نهج ذكى وشامل وصارم لضرب الإرهاب والأيديولوجيا السامّة التى تُغذّيه. وقال إن الإرهابيين يزدهرون فى البلدان التى لا تشهد استقرارا، وفى وجود مؤسسات سياسية ضعيفة أو منكسرة. وقال كاسن إن البلدان تكون أكثر أمنًا واستقرارًا وازدهارًا وديناميكية على المدى الطويل إذا كانت ديمقراطيّة. لذا تتطلع المملكة المتحدة إلى أن تشهد الديمقراطية فى مصر انطلاقا. وجاءت بعض تعليقات المصريين للسفير البريطانى منتقدة السياسات البريطانية تجاه جماعة الإخوان حيث طالب بعضهم بريطانيا بالدقة فى معرفتها بأنشطة الجماعة، والتوقف عن مساندتها ودعمها، خاصة مع وجود عدة عناصر للإخوان فى بريطانيا يمارسون نشاطا لا تعتبره بريطانيا مخالفا للقوانين. وطالبت تعليقات أخرى أرسلت للسفير عبر تويتر بضرورة دعم بلاده مصر فى المرحلة الحالية التى تمر بها فى محاولة منها للوصول للديمقراطية، وتحقيق النمو الاقتصادى المنشود.