أثارت واقعة انفصال الطيار الآلي، على إحدى طائرات شركة طيران مصرية حالة من الجدل نظرا للمعلومات غير الدقيقة حول دور «الطيار الآلي»، وهو ما جعل البعض يتخيل أن توقف الطيار الآلى عن العمل يمثل خطورة بالغة على سلامة الركاب والطائرة، وأن براعة الطيار أنقذت ركاب هذه الرحلة من كارثة محققة.. وهو مادعانا للتوجه بالتساؤل لخبراء الطيران عن دور الطيار الآلى أثناء الطيران ومدى الخطورة من انفصاله المفاجيء!! فى البداية يؤكد الخبراء أن دور الطيار الآلى يبدأ بعد انتهاء مرحلة الإقلاع وينتهى عند بداية مرحلة الهبوط .. فقبل إقلاع الطائرة تتم تغذية أجهزة الكمبيوتر والملاحة بالطائرة بجميع بيانات الرحلة بما يمكن الطيار الآلى من أداء مهمته كأداة تنفيذ يتحكم فيها كابتن الطائرة طوال الرحلة، وعند بداية الهبوط يقوم قائد الطائرة بفصله ومن الممكن فى بعض الظروف الاستعانة بالطيار الآلى فى الهبوط مثل حالة انخفاض الرؤية. وعن معرفة قائد الطائرة بانفصال الطيار الالى خلال الرحلة قال أحد الخبراء عند أى انفصال مفاجيء يتم إصدار تحذير صوتى ومرئى لكابتن الطائرة للتعامل مع هذا الأمر، وإخطار برج المراقبة الذى يتعامل معه لتحديد الارتفاع المسموح به أو النزول لارتفاع اخر محدد طالما الطيار الآلى لايعمل، اى ان الكابتن يعلم فور الانفصال ويتعامل مع الموقف فى الحال. ويؤكد الخبراء ان فصل «الطيار الآلي» اثناء رحلة الطائرة لا يؤدى الى حدوث كارثة ومن الممكن أن يحدث .. والطيارون فى مختلف الشركات مدربون على ذلك تماما، وعند الانفصال يتعامل كابتن الطائرة مع الموقف بسهولة ويسر. وعن إمكانية عدم الاستعانة بالطيار الآلى طوال الرحلة! قال لابد من الاستعانة به وفقا للتعليمات الدولية التى تلزم الاستعانة بالطيار الآلى فى الارتفاعات التى تزيد على 29 ألف قدم لأن الفارق الزمنى بين الطائرات قليل جدا, وأضاف أن ماينشره البعض فى مثل حالات انفصال الطيار الآلى كنوع من براعة قائدى الطائرة وأنه استطاع الهبوط بالطائرة لمسافات كبيرة من ارتفاع شاهق وكأن كابتن الطائرة لايدرى بانفصاله.. هذا الأمر من الصعب أن يتحقق على أرض الواقع ،وهو أمر مستبعد نظراً لصدور التحذيرات الصوتية والمرئية للطيار بانفصال الطيار الآلى فالأمر ليس كارثيا كما قد يصوره البعض لاعتياد الطيارين على حدوثه. وأضاف أنه من المؤكد أن تستعين شركة الطيران برأى الشركة المصنعة للطائرة لسؤالها عن انفصال الطيار الآلى وهل تكررت الواقعة فى طائرات من نفس الطراز وعلى أى ارتفاع ،وذلك شيء طبيعى ولا يعنى ذلك وجود عيب فى الصيانة أو الطائرة أو الطاقم، ولكن عالم الطيران دائما يبحث ويدقق فى أى واقعة بهدف تأمين سلامة الركاب والطائرات.