اندلعت أعمال عنف دامية في اليوم الثاني من المظاهرات الأفغانية المنددة بحرق نسخ من المصحف في قاعدة باجرام التابعة لحلف شمال الأطلنطي الناتو وانتشرت المظاهرات عبر المدن الأفغانية. واستخدمت الشرطة أعيرة نارية لتفريق المتظاهرين مما أسفر عن مقتل5 أشخاص وإصابة30 آخرين, واضطرت السفارة الأمريكية إلي إغلاق أبوابها علي موظفيها بالداخل. وأشعل متظاهرون النيران في جزء من مجمع سكني يستخدمه متعاقدون أجانب, مما ألحق أضرارا بجزء من دار للضيافة في مجمع القرية الخضراء الذي يعيش ويعمل به1500 شخص أغلبهم من المتعاقدين الأجانب. ونقلت شبكة إن بي سي الأمريكية عن شهود عيان قولهم إنه تم إطلاق النار علي المتظاهرين عندما تقدموا نحو صفوف الشرطة وقاموا بتحطيم نوافذ السيارات, مشيرين إلي أنه يبدو أن الشرطة قامت بإطلاق النار إلا أنه لم يرد أي تأكيد فوري علي ذلك من قبل قوات الأمن الأفغانية. وأضافت الشبكة الإخبارية أن المتظاهرين رددوا شعارات مثل الموت لأمريكا والموت للرئيس الأفغاني حامد كرزاي خلال مظاهرة في ضواحي كابول. وامتدت المظاهرات الاحتجاجية من العاصمة كابول إلي مدن أخري ومنها هيرات غرب أفغانستان, كما أغلق أكثر من ألف متظاهر أحد الطرق الرئيسية بمدينة جلال آباد. وقام المتظاهرون بإلقاء الحجارة علي قاعدة كامب فونيكس الأمريكية, واستخدمت قوات التحالف الأعيرة النارية لتفريقهم. وتحول المحتجون إلي استخدام العنف وأضرموا النيران في عدد من السيارات ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة, كما رددوا هتافات غاضبة مثل الموت لأمريكا والموت لأوباما والموت للناتو, وبعضهم ردد هتافات مؤيدة لحركة طالبان يعيش الملا عمر وحمل أعلام الحركة البيضاء. وقاموا بإشعال دمية للرئيس الأمريكي. ونفي المتحدث باسم الشرطة الأفغانية فتح النار علي المتظاهرين, لكنه أكد أن المحتجين تحولوا إلي استخدام العنف بعد مهاجمة قاعدة كامب فونيكس وأغلقوا الطريق الرئيسي المؤدي إلي الحدود الباكستانية. ونقل التليفزيون عن مصادر عسكرية أمريكية قولها إن أفرادا من قوات التحالف قاموا بحرق كتب دينية بينها مصاحف كانت موجودة بمكتبة أحد مراكز الاعتقال, بعدما لاحظوا أن المعتقلين يستخدمون هذه الكتب في بعث رسائل لبعضهم البعض, إلا أن هذا التبرير لم يلق قبولا لدي الشعب الأفغاني.وقال مسئول بالسفارة الأمريكية علي موقع تويتر عن الاحتجاجات إن السفارة أغلقت علي الموظفين وتم وقف كل تحركاتهم. وأرجو ممن هم خارج السفارة الحفاظ علي سلامتهم.ورفض المحتجون اعتذار وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا للشعب الأفغاني, وتعهده بفتح تحقيق في الواقعة واتخاذ إجراءات تحول دون تكرارها مرة أخري. وفي محاولة لتهدئة الموقف المتفجر, ذكر بيان صادر عن القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلنطي( الناتو) أن الجنود الأجانب الذين يتمركزون في أفغانستان سيحصلون علي تدريبات في كيفية التعامل مع المواد الدينية بشكل جيد.وأضاف البيان أن التدريب سيشمل تحديد طبيعة المواد الدينية وأهميتها والتعامل معها بشكل صحيح وتخزينها علي أن يتم استكمال ذلك في موعد أقصاه الثالث من مارس المقبل.وأكد جون ألين قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية( إيساف) في أفغانستان أن بعض الجنود تخلصوا بشكل غير ملائم من النصوص الدينية الاسلامية, واعتذر عن الحادث الذي قال إنه غير متعمد بأي شكل من الاشكال.وفي غضون ذلك, استنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بشدة إحراق نسخ من القرآن الكريم, ووصفت هذا العمل بأنه انتهاك سافر لكل القيم والاعراف والمواثيق الانسانية والدولية واعتداء شنيع علي الإسلام والمسلمين. وقال الدكتور عبد الله التركي, الأمين العام للرابطة إن حرق نسخ القرآن الكريم يثير مشاعر وغضب أكثر من مليار ونصف المليار مسلم من البشر في العالم, مؤكدا أن هذا العمل يثير الأحقاد ويحرض علي الكراهية والبغضاء, وهي أمور حرمتها رسالات الله سبحانه وتعالي ومنعتها القوانين الدولية الصادرة عن هيئة الأممالمتحدة.