حققت الدبلوماسية المصرية طفرة إنجازات خلال الأسابيع الأخيرة تؤهلها لعودة ريادتها فى المنطقة.. ووفقا للمثل الإنجليزى »عندما تبتسم يبتسم العالم كله لك وعندما تبكى فأنت تبكى وحيدا«!. لذلك.. فإن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أهم محفل دولى على رأس وفد رفيع المستوى، لهو دليل على ثقل مصر فى مجال الدبلوماسية المتعددة الأطراف، وبالذات أنها تشارك فى هذه الدورة، بعد أن حققت إنجازات مهمة: * أولها: نجاح مصر فى الاضطلاع بدورها فى القضية الفلسطينية والحرب التى شنتها إسرائيل على غزة، فلم تلتفت مصر لمحاولات القفز على دورها، ومحاولة إفشال المبادرة المصرية، واستضافتها المفاوضات غير المباشرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتثبيت التهدئة، إلى جانب الجهد الذى تبذله من أجل إنجاح مؤتمر إعادة إعمار غزةبالقاهرة فى الثانى عشر من أكتوبر. * الإنجاز الثانى: تمثل فى حرص مصر على معالجة الأزمة الليبية، وطرح مبادرة مهمة وواقعية تبناها الاجتماع الأخير لدول الجوار الليبى فى القاهرة، وكان أهم عناصرها احترام وحدة وسيادة ليبيا، والالتزام بالحوار الشامل، ونبذ الإرهاب، وبدء الحوار بين الأطراف السياسية المعتدلة تحقيقا للوفاق الوطنى، ووضع دستور جديد، وتنازل المليشيات عن حمل السلاح، ودعم دور المؤسسات الشرعية للدولة. * الإنجاز الثالث: يتعلق بالعراق والمحادثات التى أجراها وزير الخارجية مع المسئولين العراقيين بهدف ضرورة توحيد الصف العراقى، ودعوة مصر لكل المكونات الوطنية لحل الخلاف فيما بينها لبناء دولة قوية تواجه قوى التطرف وتصون الدولة القومية من خلال بناء أرضية سياسية ترفض أن تتحكم فى مصيرها النعرات الطائفية. * الإنجاز الرابع: هو الاهتمام الشديد الذى أولاه سامح شكرى خلال جولته الأوروبية للجانب الاقتصادى من خلال شراكات اقتصادية وتجارية فى كل من برلين وباريس وروما ومن خلال دعم العلاقات الثنائية وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية، والدعوة للمشاركة التنموية فى المشروعات الجديدة. كما أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أهم محفل دولى عقب تنفيذ الاستحقاق الثانى فى خارطة الطريق، دليل على رهان القيادة السياسية على ثقل مصر التاريخى فى مجال الدبلوماسية المتعددة الأطراف، ولا شك أن تلك المشاركة سوف تساهم فى تعريف العالم أجمع بتوجهات »مصر الجديدة« وحقيقة 25 يناير، و30 يونيو. وقد جمعت مصر حصادا إعلاميا وغير مسبوق من خلال المشاركة الرفيعة التى ساعدت على حشد موافقة أكبر عدد من الدول لتمكين مصر من الحصول على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن، ولتستعيد مصر ريادتها فى عمليات حفظ السلام فى العالم. وبالنسبة لقضية الإرهاب.. فلقد بات واضحا للعالم عمق الرؤية المصرية، وأن هذه الظاهرة لا ترتبط بدولة أو دين أو ثقافة، وإنما ترتبط بمجموعة من المصالح التى تتعلق بقوى إقليمية تستخدم التنظيمات الإرهابية لتنفيذ أغراضها فى المنطقة. لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار