ولا أخفيك سراً فقد كنت سعيداً بالإفراج عن علاء عبد الفتاح ، ولم أكن أجد مبرراً لحبسه كل هذه الفترة خاصة بعد التدافع الإخوانى للمتاجرة باعتقاله ، وما أن قرأتُ خبر الإفراج عنه ، حتى شاهدته بعدها بساعات يقدم وصلة من البذاءة لا تليق ب»معتقل سياسى» خرج للتو وتتابعه فضائيات العالم ووكالاتها !، كان الولد يتحدث ويضحك ويشتم ويتلوى بصورة هيسترية لدرجة أننى تصورته سيختم فقرة البذاءة بحركة قبيحة من منخاره ،! هل هذا هو سليل عائلة النضال ونموذج الحرية المنشود ! يا حسرة علينا نحن الذين تصورناه غير ذلك !، عموماً فإن الدهشة الأكبر جاءت بعد ساعات أقل من بث الفقرة البذيئة على « يوتيوب «، فقد أعلن البرلمان الأوروبي في بروكسل صباح السبت 20 سبتمبر اختيار الأستاذ علاء عبدالفتاح ضمن لائحة المرشحين للفوز بجائزة «سخاروف» لحرية الفكر والتعبير!، أى نعم « الفكر والتعبير» ، وتبلغ قيمتها أعزك الله 50 ألف يورو لكل فائز من أربع شخصيات تختارهم الجائزة من بين النشطاء فى مجال حقوق الإنسان لامؤاخذة ، وكانت حسناء الثورة « أسماء محفوظ « قد سبقت علاء وحصلت على نفس الجائزة العام الماضى ،و» أندريه سخاروف» فيزيائي روسى أثيرت حوله شبهات كثيرة لا يهم إن كانت صحيحة أو غير ذلك ،فليست تلك هى القصة يا صديقى ، القصة فى الخبر الذى قرأته قبل دقائق من كتابة هذا الكلام ، فالسماء تخر جوائز وأنا وأنت نتبادل الشكوى من الزمن والثورة اللى طلعت ناس على جثث ضحايا وشهداء من الناس ! ،يقول الخبر : قرر المستشار شريف حافظ رئيس محكمة جنح سيدى جابر قبول الاستشكال المقدم من الناشطة السياسية ماهينور المصرى شكلاً ووقف تنفيذ العقوبة مؤقتاً لحين الفصل بالطعن فى النقض . وراعى المستشار فى قراره تسلم الناشطة جائزة دولية فى حقوق الإنسان فى إيطاليا يوم 31 أكتوبر. ولم أحصل على معلومات قاطعة بشأن تلك الجائزة، ولكن السؤال : هل سمعتم من قبل عن جوائز للثوار ! هل يعقل أن تحصل على مقابل أى مقابل لمواقفك وثوابتك التى تؤمن بها ! أليست المعانى الكبرى مثل الشجاعة والنبل والكرم والشهامة مجردة من الأهواء والمطالب ؟!،لا أعرف ، ولكنى أعرف أن أسماء محفوظ لم ترفض جائزة مشبوهة باسم الثورة وها هو علاء يتخلى عن وقاره ويسقط فى البذاءة ويحصل على الجائزة نفسها ،وقبلهما كانت إسراء عبد الفتاح تحصل على جائزة سيدة العالم من إحدى المجلات فى نيويورك!، ما أعرفه أنا شخصياً أن الأندال فقط يحصلون على مقابل بيع أسرار صديق أوتدبير مؤامرة لرئيس شركة وغير ذلك مما لا تسعه مجلدات، ولكن جوائز للثوار ! هذا ما لم أعرفه من قبل ولا يجوز أن تُذكرنى بنيلسون مانديلا الذى حصل على « سخاروف « أيضاً ،لأن تلك هى البذاءة نفسها .