شهدت العاصمة صنعاء ومحيطها أمس هدوءا حذرا منذ توقيع إتفاقية السلم والشراكة الوطنية أمس الاول من قبل رئيس الجمهورية، والأطراف السياسية الأخرى من ضمنها جماعة أنصار الله. وقالت مصادر محلية إن المواطنين بدأوا أمس فى العودة إلى منازلهم التى غادروها خلال المواجهات المسلحة التى حدثت فى عدد من المناطق الشمالية فى العاصمة صنعاء ومداخلها خاصة شارع الثلاثين، والجراف، وشملان وحى ذهبان. كما عادت حركة السير بشكل طبيعى فى تلك المناطق أعقبها فتح المحلات التجارية التى أُغلقت خلال الأيام الماضية.وأكدت المصادر توقف إطلاق النار والقصف المدفعى، على الرغم من إستمرار إنتشار المسلحين فى تلك المناطق.وفى هذه الاثناء، هاجم مسلحون ينتمون لجماعة أنصار الله الحوثيين منزل اللواء على محسن الأحمر مستشار الرئيس اليمنى لشئون الدفاع والأمن فى منطقة حدة بعد سيطرتهم أمس الاول على صنعاء بدون مقاومة من السلطات.وقد اشتبك المسلحون مع حرس المنزل ويتردد أنهم قاموا بتفخيخ المنزل استعدادا لتفجيره مثلما يفعلون مع خصومهم ، وسط أنباء عن إصابة عدد من الحراس. كما اقتحمت ميليشيات الحوثيين منزل حميد الأحمر وهو شخصية قبلية مهمة وينتمى لحزب التجمع اليمنى للإصلاح «الإخوان المسلمين» ويعد محسن الأحمر وحميد الأحمر من أشد خصوم الحوثيين . واقتحمت الميليشيات كذلك منزل الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام الليلة قبل الماضية وقد دعت كرمان فى صفحتها على الفيسبوك عبدالملك الحوثى إلى تفجير منزلها .. وكانت كرمان قد شنت خلال الأيام الماضية هجوما شديدا على الحوثى وقالت إنه يجب أن يعامل كإرهابى . وقال ضيف الله الشامى المسئول الاعلامى للمكتب السياسى لأنصار الله إنهم ملتزمون بما نص عليه الاتفاق، مشيرا إلى أن رفع مخيمات الاعتصام سيأتى ضمن خطوات ترافق تنفيذ البنود التى أستند عليها الإتفاق. وقال الشامى: لن نرفع المخيمات إلا بعد التأكد من تنفيذ ما جاء فى الإتفاق الذى وقعت عليه جميع الأطراف السياسية". وعن رفض جماعة الحوثى توقيع الملحق الأمنى للاتفاق السياسى أوضح الشامى أن ذلك الملحق أُضيف على الرغم من عدم مناقشته مسبقاً ولذلك لن يتم التوقيع عليه. ونص الملحق الأمنى على وقف إطلاق النار، وانسحاب جماعة الحوثى من المواقع التى سيطرت عليها فى صنعاء والمحافظات الأخرى. ورحب سفراء مجموعة الدول العشر الراعية لمبادرة السلام الخليجية بالتوقيع على الاتفاقية لحل الأزمة الحالية فى اليمن، ودعوا الى التنفيذ السريع والكامل لجميع بنود الإتفاقية والتزام جميع الأطراف بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجى، وآليتها التنفيذية، ومقترحات الحوار الوطنى وقرارات مجلس الأمن الدولى ذات العلاقة . وأكد السفراء فى بيان لهم فى صنعاء تأييدهم لدور الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى كرئيس شرعى للدولة، ودعوا جميع الأطراف لدعمه فى تنفيذ كل جوانب الاتفاقية التى تم التوصل إليها من قِبل مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر كشاهد على التزام جماعة أنصار الله وجميع الأحزاب السياسية بكافة الشروط والأزمنة . وأدان البيان استخدام كل أنواع العنف والتهديدات به ضد الخصوم السياسيين أو لتحقيق أهداف سياسية، وأيد دور الأجهزة الأمنية لحماية مؤسسات الدولة وطالب بالوقف الفورى وغير المشروط لإطلاق النار فى صنعاءوالجوف ومارب ومناطق الصراع الأخرى، وذلك لحماية حياة المدنيين الأبرياء، وحذر العناصر الإضافية التى قد ترغب بدخول صنعاء بهدف إشعال الوضع بأن وجودهم لن يكون ُمرحبا به إذ لا يمكن لليمن أن يتحمل المزيد من الصراعات . وعزز الحوثيون الشيعة مواقعهم بتوسيع رقعة انتشارهم العسكرى من جبالهم النائية فى شمال غربى اليمن باتجاه صنعاء حيث سيطروا على معظم المنشآت السياسية والعسكرية قبل توقيع اتفاق للسلام كمجموعة مسلحة قوية تمثل ظاهرة تتداخل فيها عوامل طائفية وقبلية وسياسية وتاريخية. ووجه الهلال الأحمر اليمنى نداء أمس إلى جميع المنظمات وفاعلى الخير لتقديم المساعدة لإيجاد أماكن تستوعب جثث ضحايا الاشتباكات التى شهدتها العاصمة صنعاء على مدى الأيام الخمسة الماضية. وأوضح الهلال الأحمر فى ندائه أنه لا توجد أماكن لاستيعاب الجثث والمصابين، كما أنه لايستطيع نقل جثث عديدة إلى المستشفيات . وأكد جمال بن عمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثها لليمن ضرورة أن تتعهد الأطراف الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية إزالة جميع عناصر التوتر السياسى والأمنى من أجل حل أى نزاع عبر الحوار وتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها ووقف جميع أعمال العنف فورا فى العاصمة صنعاء ومحيطها . وقال بن عمر فى بيانه عن الحالة العسكرية والأمنية والقضايا المتعلقة بمحافظات عمران والجوف ومأرب وصنعاء والمحافظات الأخرى - إنه يجب على كل الأطراف الموافقة على بسط سلطة الدولة واستعادة سيطرتها على أراضيها كافة وفق نتائج مؤتمر الحوار الوطنى، والاتفاق على آلية بمساعدة فنية من الأممالمتحدة لتنفيذ توصيات مؤتمر الحوار الوطنى الشامل المتعلقة بنزع السلاح واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب والأفراد التى نهبت أو تم الاستيلاء عليها وهى ملك للدولة على المستوى الوطنى وفى وقت زمنى محدد وموحد .. وتشمل الآلية تمثيلا لجميع المكونات ولا تستثنى من عملها أى أطراف أو جماعات أو أفراد وتتضمن خطة مفصلة وجدولا زمنيا للتنفيذ ووفق نتائج مؤتمر الحوار الوطنى . وبالنسبة لمحافظة عمران، أوضح أن رئيس الحكومة الجديد يشكل لجنة مشتركة فى غضون خمسة أيام مهمتها تطبيع الوضع واستكمال أعمال ترتيب السلطات الإدارية والأمنية والعسكرية بما يحقق فرض سلطة الدولة ويحقق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة ويقوم المسئولون المحليون فى عمران بممارسة صلاحياتهم بشكل كامل وتقوم القوات الأمنية والعسكرية التابعة للدولة بمهامها فى ضمان أمن المحافظة واستقرارها وتتحمل اللجنة المسئولية الرئيسة عن الإشراف على الاتفاق وتنفيذه بما فى ذلك سحب جميع المجموعات المسلحة القادمة من خارج عمران كما تتعهد الأطراف إعطاء جميع المعلومات الضرورية إلى لجنة المراقبة والتحقق فور طلبها لتمكينها من القيام بمهامها ، وتوفر اللجنة المشتركة كل الدعم والمساعدة اللازمين إلى المسئولين المحليين لتمكينهم من ممارسة مسئولياتهم بشكل كامل وضمان مبدأ الشراكة الوطنية . وأضاف أنه يجب وقف جميع أعمال القتال ووقف إطلاق النار فى الجوف ومأرب فورا وانسحاب جميع المجموعات المسلحة القادمة من خارج المحافظتين مع ترتيب الوضع الإدارى والأمنى والعسكرى وتؤسس الأطراف آلية تنفيذ حازمة ومشتركة ومحايدة من أجل المراقبة والتحقق وتشرح وثيقة مكملة تفاصيل وقف إطلاق النار والآلية المشتركة وتضع جدولا زمنيا صارما. .. ودعوة لقتل المدنيين من دول التحالف بغداد - وكالات الأنباء : دعا تنظيم «داعش» أمس أنصاره المتطرفين إلى قتل المدنيين ،خصوصا الأمريكيين والفرنسيين والبلدان المشاركة فى التحالف الدولى الذى شكل لمحاربة المتطرفين فى العراق وسوريا. جاء ذلك فى تسجيل صوتى تم بثه بأكثر من لغة لأبو محمد العدنانى المتحدث باسم التنظيم. وكان العدنانى قد دعا فى وقت سابق أيضا للإرهابيين فى سيناء إلى مزيد من الهجمات ضد القوات المصرية. ووصفت وكالة «رويترز» للأنباء، تعليقا على هذا البيان ،أن هذه الخطوة من شأنها أن تزيد القلق من الصلات التى تربط بين الجماعات المتطرفة فى المنطقة.